مهلا فإني نازحٌ ومدائني ودّعتُها خلف الحصارْ
ومواجعي ترنيمةُ العمرِ الذي مَلَّ انتظاريَ بين أرصفةِ الدمارْ
ما كنتُ قبل اليوم أتقنُ رسمَ قافلة الرحيل ولا خُطى القلب اقتفتْ ذاك المدارْ
لكنها شمسُ الحنين بداخلي قد أشرقتْ صمتا ..
وجفنُ الغيم يذرفُ أدمعي خلف الرواحلِ كلما عزّ المزارْ
أحقيقةٌ تلك القفار مشيتُها ياليلُ وحدي أنجمًا تأبى الهجودْ
ومواسمًا ضجّتْ بأمطارِ التوجسِ والشرودْ
ما كنتُ أدري أنني جرحٌ يكابر نازفا..
وحقائبٌ ملأى هنا خبأتُها عني؛ هوية لاجئٍ
وهناك يفتحُها التذكرُ عنوةً خلفي بأقفال الجحودْ
ما كنتُ أدري أنني بين المحطاتِ انكسارٌ ..واحتضارٌ
من لظى روحي أعبّدُ للربى دربَ الصمودْ
فاكتبْ بأنصاف الأماني قصةً كانت هنا
يا أيها الحلمُ الممزقُ بين أقواسِ الضنى
أنا لم أزل بين الموانئ أرتمي خلفَ السفنْ
وأُحَمّلُ الموجَ المسافرَ ألفَ لحنٍ للوطنْ
عجبا لجرحٍ لا يفارقُ مهجتي..!!
أوكلّ يومٍ لا أفيقُ سوى على ظلي ..
وخارطة التغرُّبِ يرسمان ملامحي عبر المدنْ ..؟؟
وبيادر منَّيتُها صمتا بميقات الاياب فأومأتْ..
أن لا عبور فقد عَلا سورُ الفتنْ
إذْ لا طريق هنا سوى وهجِ السرابْ
ومتاهة التذكار يلفحُ جمرُها من كل بابْ
وهواجسي بين الرمال هناك ينثرُها العذابْ
أحقيقةٌ أنَّ القصاصاتِ التي خبأتُها واستأنستْ ..
مني جيوبا أفلستْ
باحتْ بأسرار البلابلِ واستباحتْ حرمةَ القلب الذي..
لبس الجلدْ..؟؟
واسّاقطتْ من غصنِ أيامي حروفا ليس يجمعُها أحدْ
بين التمني والرجا تمضي وأصوات الرياح قلاعةً ..
صوبَ الأمدْ
كحمائم بالأفْقِ يجلدُها الصّرَدْ..؟
أحقيقةٌ يا قلبُ صرنا هاهنا ..
بين المنافي غربةً أخرى توسدُها الملاجئ للأبدْ..؟؟