تقول نظريات الفيزياء إن المادة لا تفنى ولكنها قد تتحول إلى صورة أخرى من الوجود . كالثلج مثلا يتحول إلى ماء . والماء يتحول إلى بخار . وأنا أرى كذلك أن الخطيئة لا تفنى . فإذا عصيتُ الله عمدا فى أمرِ ما ، فإن معصيتى لا تزول . وكيف تزول وقد صارت كالمادة لا تفنى . ولكن عفو الله أتاح لى أن أحوّل هذه المعصية من معصية إلى مادةٍ أخرى . إن مراجعتى لنفسى واعترافى بخطئى وشعورى بالندم والحسرة على ما اقترفت وإحساسى بتقصيرى فى جنب الله ورجائى بأن يتجاوز عن زلتى ، وعزمى على الحرص على عدم تكرار ذلك الخطأ..كل ذلك ما هو إلا عملية تحولٍ للذنب الذى اقترفته إلى مغفرة . وإذا استمر ذلك الندم واستمرت الحسرة كلما تذكرت تلك الخطيئة ، تستمر أيضا عملية تحول المادة فتجتاز المغفرة وتربو إلى درجة الحسنة .
والحسنة أيضا مادة . وهى شجرة طيبة قابلة للنمو وزيادة الكتلة . كأن تفتح فصلا لتعليم الناس مثلا . كلما ازداد عدد الدارسين فيه ازدادت الشجرة فروعا وثمارا . وأعمال الخير كثيرةٌ لا حصر لها أقلها كلمة طيبة تشجع بها من هو محتاجٌ إليها أو حتى ابتسامةٌ فى وجه أخيك . على أن صانع الحسنة ينبغى أن يحذر تحول حسنته من مادة طيبة إلى مادة خبيثة . فالمنّ على من أحسنت إليه يسبب ذلك التحول ، فتنقلب حسنتك إلى سيئةٍ توجب لك العذاب ويصير الذى لم يحسن أفضل منك .
ما أدقّه من قانون نُعامل فيه بالنوايا
وعلى نياتكم يا عبادي ترزقون
من أجمل المقالات التي كتبت
شكرا أيها العزيز
مودّتي ودعائي لكم بالشفاء والصحّة الدائمة