ورد لفظ الرُشد بصيغ وتراكيب مختلفة في القران الكريم ومنها الـَرشَد, الرشاد, المُرشد, الراشدون.
كما ورد مصطلح الرشد في القرآن الكريم بصيغ عدة، في ست سور مكية وثلاث سور مدنية.
وفي تتبعنا لمفردة الرشد وجدنا أنه جاء بعدة معان حسب سياق الآيات الكريمة.
أولاً: الرشد بمعنى الإيمان والتوحيد: في قوله تعالى: {قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} البقرة: 256.
قال الزمخشري عند تفسيره لهذه الآية: قد تبين الإيمان من الكفر بالدلائل الواضحة فالرشد هنا بمعنى الإيمان والغي بمعنى الكفر. ثانيا: الرشد بمعنى الهداية والاستقامة: في قوله تعالى:{فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} البقرة: 186. ثالثا: الرشد بمعنى الخير والنفع: في قوله تعالى على لسان الجن: {وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيـــدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا}الجن:14.
قال الزمخشري: “أي خيرا. رابعا: الرشد بمعنى الحق والسداد والصواب: في قوله تعالى على لسان مؤمن آل فرعون: {وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ}غافر: 38 أي أهدكم طريق الحق والسداد والصواب. خامسا: الرشد بمعنى حسن التصرف في الأمور: في قوله تعالى: {وَابْتَلُوا الْيَتَامَىٰ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ}النساء: 6.
في سياق الحديث عن حفظ مال اليتيم وإصلاحه وتدبيره ومن ثم دفعه إليه عندما يلمس الولي ويتبين له حسن التصرف في المال وحفظه عند هذا اليتيم.