كان يتجول مابين الدكاكين والحوانيت ، تتلاعب بمعطفه وملابسه الرياح الباردة المحمّلة بزخات المطرِ والتي أثقلتها آهات الأرواح المتعبة ، يقفز في محاولة منه تجاوز بركة الماء التي تجاوزتْ بصفائها كل العوالم التي يعرفها وعرفها ، عبرها وعبرتْ في مخيلته أفكار اتعب أنينها كل تلك الندوب التي تركها الزمن الهارب عبر مسارب الماضي، و بين زمن حاضر وأخر هارب ،ظلّ ذلك الزمن الذي لا يأتي أبداً يحمل ظلال وجوه تاهت ،وظلت سياطها تلهب الأرواح التي لا تنفك تصّعد آهاتها لتناجي حبات المطر علّها تبرّد منها ذاك الصدى المحموم الذي أتعب خيالات السراب فيها ، واختزلته ذاكرتها في حبة مطر ....
آخر تعديل إبراهيم احرير يوم 02-18-2019 في 07:05 PM.