أنا أؤمن إيمانا جازما بالتطــور . "وقد خلقــكم أطوارا " . " ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْـــفَةَ عَلَقَـــةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَــةَ مُضْــغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَــامَ لَحْــمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْــقًا آخَرَ " . كل نوع من الكائنات الحية نشـــأ تدريجيا بالتطور حتى بلغ كائنا حيا كاملا . من منا لم يكـــن طفـــلا رضــــيعا ؟ معتمــــدا على الرضـــاعة من أمه . ليس فقــط الرضاعة ، بل التدرج فى عقلك فى فهــــم ما يحـــيط بك . وكذلك الجنين فى بطـــن أمه يتطـــور ليتدرج على مواجهـــة مصاعب ومشقة الحياة . " إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا " . هل فكـــرت مليا فى كلمــــة ( نبتليه ) . إن معانيها كبيرة عظـــيمة . إن القرآن هو أول من تحدث بعمــــقٍ عن التطـــور وليس دارون ولا غيره من علماء الغرب . ولكــن يبقى الســـؤال الأهم فى هذه الحلــــقة . إلى متى ســـنظل نقول ( الجنين نتج من الأب والأم ) .. وممن نتج الأب والأم ؟ ستقول من أبٍ وأم . فإلى متى سيســـتمر هذا التسلســل فى نفس الســــؤال ونفس الجـــواب ؟ لا نهــــاية لهذا التسلسل ما لم تنهيه حقيقة واحدة . وهى أن البدء فى الخلـــق كان بأب وأم جاهـــــزين بالغـــين مكتملــــين . وهذه الحقيقة تنســـحب على كل الكائنات الحية وليس الإنســــان فحســــب .
لكل شيء خلقه الله علة إيجاد، هو ما درج عليه المنطق الرباني في الخلق أجمع
ربما ليقترب من محدودية أفهامنا وإدراكاتنا القاصرة
سلمت أناملكم أيها الطيب
محبتي
----------------------------------------------------------------
شــــاعرنا المرهــــف ألــــــبير وهو يقـــرأ موضــــوع " وما نحن بمسبوقين " ويحلله ، بورك فى يراعـــه ولا عدمـــــناه .
من الواجب علينا حين نقرأ آية من القرآن أن نكملها لانجعلها منقوصة فذلك غير جائز لأن بعضها يغير المعنى.. مثلاً أيجوز أن نقول ( ولاتقربوا الصلاة.. ولم نكملها؟) أو ( ويلٌ للمصلين..)، نعم وما نحن بمسبوقين بالتأكيد تختلف عما ذكرنا أعلاه..
وما نحن بمسبوقين جاءت مرتين في القرآن.. الأولى الآية 60 في الواقعة ﱡﭐﱮﱯﱰﱱﱲﱳﱴﱵﱠ
والثانية جاءت في سورة المعارج الآية 41 قوله تعالىﱡﭐﳨﳩﳪﳫﳬﳭﳮﳯﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱠ
والتفسير يأتي وفق السياق الذي أتت فيه فيقول أبو المظفر السمعاني في تفسيره الأولى: قَوْله تَعَالَى: {نَحن قَدرنَا بَيْنكُم الْمَوْت} يَعْنِي: إِنَّا نميتكم أَي: لَو كُنَّا نعجز عَن إحيائكم بعد الْمَوْت لعجزنا عَن إماتتكم بِإِخْرَاج أَنفسكُم.
وَقَوله تَعَالَى: {وَمَا نَحن بمسبوقين} أَي: بمغلوبين. قَالَ الْفراء مَعْنَاهُ: إِذا أردنَا أَن نعيدكم لم يسبقنا سَابق، وَلم يفتنا شَيْء. وَيُقَال: لَو أَرَادَ غَيرنَا أَن يفعل مثل فعلنَا لعجز عَنهُ، تَقول الْعَرَب: مَا أسبق فِي هَذَا الْفِعْل أَي: لَا يفعل مثل فعلي أحد.
أما الثانية ففي التفسير القرآني للقرآن لعبدالكريم الخطيب قوله تعالى: «إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ» .. هو بيان لقدرة الله سبحانه وتعالى، وأن أمر البعث الذي ينكرونه، وهو الذي يفسد عليهم رأيهم فيما يسمعون من آيات الله- هو هيّن بالنسبة لخلقهم من هذه النطفة، التي لا تعدو أن تكون نفاية من تلك النفايات التي تلفظها أجسامهم، كالمخلط، أو اللعاب ونحوها.. ومع هذا فإن هذه النطفة يقوم منها إنسان سوىّ الخلق، خصيم مبين!!.
فهذه النطفة التي يتخلق منها الإنسان، هى مما يعلم هؤلاء المشركون علما مستيقنا، بالتجربة الواقعة، التي لا تغيب عن أشدّ الناس غباء وجهلا.
قوله تعالى:
«فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ إِنَّا لَقادِرُونَ، عَلى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْراً مِنْهُمْ وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ» .
قوله تعالى: «وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ» أي أننا حين نطلب من نريد إهلاكه، لا يفوتنا، ولا يعجزنا، كما فى قوله تعالى: «أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ أَنْ يَسْبِقُونا؟ ساءَ ما يَحْكُمُونَ» (4: العنكبوت) وكما يقول سبحانه على لسان الجن: «وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً» (12: الجن)