مسحة القرآن اللفظية : فإنها مسحة خلابة عجيبة تتجلى في نظامه الصوتى وجماله اللغوى . ونريد بنظام القرآن الصوتى اتساق القرآن وائتلافه فى حركاته وسكناته ، ومداته وغناته ، واتصالاته وسكناته اتساقا عجيبا ، وائتلافا رائعا ، يسترعى الأسماع ويستهوى النفوس بطريقة لا يمكن أن يصل إليها أى كلام آخر من منظوم ومنثور . وبيان ذلك أن من ألقى سمعه إلى مجموعة القرآن الصوتية وهى مرسلة على وجه الدلالة فى الهواء ، مجردة من هيكل الحروف والكلمات ، كأن يكون السامع بعيدا عن القارئ المجود ، بحيث لا تبلغ إلى سمعه الحروف والكلمات متميزا بعضها عن بعض بل يبلغه مجرد الأصوات الساذجة المؤلفة من المدات والغنات والحركات والسكنات فإن من ألقى سمعه إلى هذه المجموعة الصوتية يشعر من نفسه ، ولو كان أعجميا ، بأنه أمام لحن غريب وتوقيع عجيب يفوق فى حسنه وجماله كل ما عرف من توقيع الموسيقى وترنيم الشعر ...وإلى الحلقة القادمة