الصباح ..
ذلك الخيط الرقيق الأبيض الذي يتمدد في الأفق
ينداح إلينا في غلس على استحياء من هدأة السحر
.. يسفر شيئا فشيئا ..
فتستجيب له العيون ..
تتفتح شيئا فشيئا ..
ثم تتسع معه أحداقنا شيئا فشيئا ...
فنبصر النور الشفيف وقد خرجنا لتونا من عتمة مطبقة ..
نرى شيئا فشيئا . . .
حتى إذا تحيّزت الشمس كبد السماء
اصبح ظل كل شئ تحته ..
هنا تصفو الرؤية
وتتنهد الأشياء من ربقة الظل الذي غبش صفاءها ورجرج منظرها
ما أعجل الذين يريدون ان يروا في الغلس مالا تؤذن به خيوط الشمس إلا حين ينتصف قرصها طرفي النهار !
"خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ"
"وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا "
يعني نزلناه شيئا بعد شئ لا دفعة واحدة
وهو آكد في تثبيت الفؤاد على ما يراد منه..
"كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ"
صباحكم رحمات وبركات .