ديوان الشاعر/ د. أحمد فرحات

على بركة الله
أبدؤ بتدوين قصائد الشاعر
(أحمد فرحات)

جاءني أحد الأحبة وقال لي
ياأحمد قل لي شعراً من أنت
فأجبته





أنا شاعرٌ كَتَبَ القصيدَ
على جناحٍ من ذهبْ
أنا مرهفُ الإحساسِ والإخلاصُ
من طبعي وحرفي في جنونِ
الحبِّ قد قالَ العجبْ
ودواةُ حبري صغتُها
من كلِّ آهٍ في فؤادي
ثم أطلقتُ العنانَ لفيضِ شِعري
كي يثورَ على الكُتُبْ
لا تعجبوا إن جِئتُ يوماً
طائراً فوقَ السماءِ
فإنني مُذْ كنتُ طفلاً
عشتُ أشتاقُ السُّحُبْ
أنا ألفُ ألف قصيدةٍ
كُتِبتْ لكي تحيا وتسطعَ
مثل شمسٍ نورُها يضعُ
الدليلَ ويشتهي قتلَ الكذبْ
شِعري يجولُ على شفاهِ
العاشقينَ ويطبعُ القبلاتِ
بالخدِّ الأسيلِ فيصبحَ الشوقَ
الذي يهديه حقاً من أحبْ
قلبي على دربِ الحروفِ مسافرٌ
والقلبُ أمهرُ من كَتبْ
لا تحسبوا أني أبيعُ الحبَّ
في شكلِ القصيدِ فإنني
أفنيتُ عمريَ في متاهاتِ القلقْ
وتجاربُ الأيامِ تدفعني إلى
دفنِ السكوتِ ورصدِ آهاتي
على بعضِ الورقْ
ومشاعري حيرى تطوفُ على
شجيرات النوى وتجيء منها
تشتكي من كلِّ صوبٍ أحترقْ
عشرونَ عاماً أنثر الأشواقَ
والأحلام أرسمها
على صدر الهوى
والصدقُ من قلمي نطقْ
أنا شاعرٌ ذابَ الجليدُ بقلبِهِ
وتحوَّلتْ لغةُ الكلامِ على يديهِ
إلى حنينٍ يرتقي سفنَ الفضا
ولكلِّ قلبٍ يخترقْ

كأنّـا وُلِـدنا بنفسِ المكـانِ
ونفسَ الزمانِ جمعنا سويّا

كأنّــا قُـبيلَ الولادةِ كُــنا
حبيبين نهوى اللقاءَ الشقيَّا

أحبُّ الحياةَ إذا كنتِ أنـتِ
تريدينَ قلبي الحبيبَ الوفيَّا

وأملأُ كـلَّ الوجودِ رحـيقاً
وزهراً يُداعبُ وجهَ الثُريّا

وأقسمُ أنّـي شـديدُ الوفــاءِ
سأهواكِ عُمري ومادمتُ حيّا

وأُهديك روحي كعربونِ حُبٍّ
وشوقي يسابقُ خَطوي التَقيَّا

أغنيكِ لحناً يُداوي جروحي
وطيفاً يُـحلِّـقُ في مُقلــتـيّـا

عيونُك سِحرٌ ونــــورٌ عظيمٌ
تذوبُ حنانــاً فيُثــني علَـيّــا

فحَلِّــي حياتي بِشهدِ الشفـــاهِ
وسِيري بدمّي وخليكِ فيّـــا

فدَقّــاتُ قلبي تنادي عليــكِ
تعــالي ولبّي نداءً عــلِـيّا

دعــيني أضمكِ تحت جناحي
وأشتمُّ عطراً جميلاً شذيّـا

لقد كنتُ قبلكِ طفلاً ضعيفاً
وبَعدكِ صرتُ الشجاعَ القويَّا

سأرسمُ وجهكِ فوقَ السماءِ
وأكتبُ أنّــي سأبقى الثَّريَّا

ثريٌّ بحبٍّ تعــدّى الحدودَ
وصار لــكلِّ عشيق ولِـيّــا

وشيئاً فشيئاً أجيءُ إليـــكِ
بعقلي فقلبي فروحي رَضيّا

وهل يستطيعُ المُــتيَّّمُ فـيكِ
يؤخرُ سعياً ويبطي المُضِيَّا

إلي فرحِ عمري ووجهةِ أمري
وحــلمٍ تحققَ بين يـديّـا

تعالي أريدكِ أن تحتويني
وتحوي بقلبكِ صبّــاً صَبِـيّا

تعــلّمَ منكِ أصول الغرامِ
وعانقَ فيــكِ زماناً نــديّـا

أحبك أنتِ كثــيراً كثـــيرا
فكوني جواري الحبيبَ النقيَّا

أحبُّكِ رغم قصدِك في عذابي
وأرغبُ في المزيدِ من الصِّعابِ

أرومُ الموت إن كانت حياتي
ستبقى حاجزاً وقت الإيابِ

أنا ماكنت يوماً مستكيناً
وجئتكِ حاملاً كفني ومابي

لأنكِ في كتابِ العشقِ فصلٌ
من الآهاتِ لاأنوي اغترابي

أريدُكِ كلَّ أحلامي وعشقي
وأحفظ نبضَ قلبكِ في كتابي

تعالي واسلكي في الروح درباً
تعالي كي نثورَ على الضبابِ

فيابيتَ المشاعرِ لاتكوني
مع العذّالِ بل صوني غيابي

ذكرتُ عيوننا يوم التقينا
ورعشةَ حبّنا بعد اضطرابي

ذكرتُ العاشقين وقد أتوني
يريدون التزودَ من خضابي

كأنَّ غرامنا للناسِ أضحى
نسيمَ حياتِهم رمز التّصابي

فكل الخلق لايرجون بُعداً
ونارُ المدنفين علتْ بِبابي

فحبُّك ياحياتي كل قصدي
ودفءُ الشوقِ قد أضحى ثيابي

وكل مُنايَ أن تبقي جواري
وأن ننشقَّ عن سُفنِ الذهابِ

مع الأيام لاتنسي حنيني
فإني لست حِملاً للعقابِ

أنا والله ماهدَأتْ دموعي
ولاعُولِجْتُ من حرِّ الرّضابِ

وأحلمُ كل يوم أن تجيئي
وفي عينيكِ ياعمري شبابي


فهل يامُنْيتي سيحِقُّ حُلمي
وأقدرُ أن أفيقَ من العذابِ؟

كتبوا على صدر الجريمةِ
نحن قوَّادُ الدمارْ
وتفاخروا بالقتلِ... بالتدميرِ
بالتدنيسِ... بالنصرِ الرخيصِ
وأمطروا تاريخهم ذلاًّ وعارْ
قالوا سنمحقُ كل َّ إرهابِ العروبةِ
سوف نقطع دابر الإسلامِ فيكم
سوف نحيا في انتصارْ
وكبيركم سيجيءُ يركعُ
تحت أقدامِ السيادةِ
سوف يحكمُ تحت اسمٍ مستعارْ
هذا قرارْ
هل فيكمُ أحدٌ يعارض عندنا
هذا القرارْ ؟!
فالعُرْبُ كلُّ العُرْبِ نالوا عندنا
درساً مُهِمَّاً نَصُّهُ:
أن المذلةَ لليهودِ
وسامُ مجدٍ وافتخارْ

مات الكلامُ
وسوف نعلنهُ حصارْ
موتوا بغيرِ رغيف عيشٍ
يدخلُ الأحشاءَ فلتتذوَّقوا طعم المرارةِ
واسكنوا مُدنَ الجفافِ
تيمَّموا بالغوصِ في رملِ القفارْ
وتأكَّدوا أنَّا نحاولُ دائماً
وصل المحبةِ بينما
هذي نتيجةُ رفضكم بيع الديارْ
لا نكتفي أبداً بذلك بل
سنقطعُ عنكمُ حبل المدادِ
بأيِّ برٍ أو على سطح البحارْ.
وإذا مرضتم حينها
لا تقلقوا
كرمُ اليهودِ كعادةِ الأبطالِ
يَظهرُ في الشدائد والأسى
ودواؤكم من عندنا
بعض الخليطِ من السمومِ القاتلاتِ وبعدها
تنسونَ أيامَ العذابِ
وتنتهون كأنهُ كان انتحارْ
نِعمَ الخيارْ!!
أمّا صغارُ دويلةِ الزيتونِ
طبعاً يسكنونَ قلوبنا
ولأجلِ ذلكَ ها سجونُ الموتِ
ترقصُ فوقَ جمر الانتظارْ
ما أروعَ السجنِ الذي فيهِ
سيرتاحُ الصغار..
وأنا الفلسطينيُّ أعلن أنني
مازلتُ أكمل رحلتي
بالروح أو بالدمِّ أخطو
فوق ويلات الحصارْ
سأظلُّ أرفع راية الإسلامِ
أرقبُ شمسنا تعلو
سيشرقُ عندنا يوماً نهارْ
ثقتي بربِّ الكونِ
أكبرُ من رصاصِ الغدرِ
تقوى فوقَ بطشِ عدوِّنا
تشفي وتجبرُ داخلي أيَّ انكسارْ
لكنني
عندي سؤالٌ واحدٌ
أرجوك ياعربيُّ تنطق بالإجابةِ
إنني أحيا بِنارْ
هل فيك قلبٌ سوف يصرخ مرةً
أو يُستثارْ؟
أفلا تغارْ؟
أفلا تغارْ؟

مالت إليَّ وقالت هزَّني الألـــمُ
صَدُّوا حنيني وقالوا منكِ ننتقمُ

لا تـــقربيه إذا تقتِ الحياةَ ولا
تــــــستقبلي قلبهُ إن جاءَ يبتسمُ

أتعشقينَ غريباً عن ديــــــــــانتنا
وتكتمينَ هوىً في القلبِ يحـتدمُ

بئس المصيرُ إذن لن تلتقي فرَحاً
فالفرْحُ عهدٌ قضى وقتاً وينصرمُ

قـــولي رجعتُ إلى أهلي وعائلتي
ولا أريدُ حـــــــــــبيباً عشقه ندمُ

الآهُ ذابت وفي الشّريانِ مسكـنها
والروحُ مغرمةٌ والقلب مضطرمُ

قلتُ اهدئي إننا في نبضِ قصــتنا
حبٌّ طغى ولَـهُ الأيامُ تنــــهزمُ

إنــي سئمتُ ولم أعـــــبأْ بخاتمـتي
لا الموتُ يرضي ولا جرحي سيلتئمُ

هم عذبوني وثاروا في معــــاقبتي
والإسم أهلي ولكن وصلــــَهم قطموا

قد علّقوا لِغرامي ألفَ مشنـــــــــقةٍ
ودُّوا بأن أتهاوى مثلما حلـــموا

دوسواكماصوَّرَتْ أحقادكم عـــــنقي
لا أرتـــضي قمراً غير الذي علموا

قــولي لأهلِكِ إني الآن عاشـــقةٌ
كُلّي فداهُ وليس الـــحبُّ يُكتتمُ

هيا اتركونيَ في أحضانِ منقذتي
فالوقتُ وقتي ولن أُحنى لمن ظلموا

عاهـــدتُ قلبيَ أن أقوى على زمني
وأن يـــــهزَّ حديثي من بهِ صممُ

فاللهُ قـــدَّر أن أهواكِ يا أمــــلي
ودفـــقة الروحِ باــلأشعار تلـــتثمُ

فلْتسكنيني ولا تــستسلمي أبداً
فالعمرُ يقصرُ والأيامُ تُهتدمُ

هزِّي إليَّ بصوت الحب وانعجمي
ولْتُسمعيني كلاماً همسُهُ نغمُ

أنا وأنتِ على الدنيا سنهزمها
ونكتبُ العشق سِفراً حبره القيمُ

مادام ربُّ العلى يرضى بزيجتنا
لن يقطع الوصلَ لاعُرْبٌ ولا عجمُ

هيا تعالي إلى الأحلامِ نرسمها
نوثِّقُ القربَ والأشواقَ نقتسمُ

أنا يا زماني لستُ أعرفُ من أنا
أنا تائهٌ في اللا هناكَ ولا هنا

أمشي بدربِ الآهِ يحضن غربتي
وجعٌ بقصدِ القتلِ صال وأتقنا

وحدي بِلَيلٍ يستَحِلُّ صبابتي
ونهارُ حبي لن يزور الأعينا

آهٍ عليكَ وألف آهٍ يا فؤادي
لن تنالَ الودَّ لن تجد الهنا

هل يا ترى مازال نبضكَ سارياً
أم أنهُ ولَّى إلى صوب الفنا

جبلٌ على صدري يُكسِّر أضلعي
ولسانُ حالي بات يفترشُ الضنى

عقلي تشتَّتَ مثل حبَّاتِ الثرى
أنفاسيَ اشتعلت كما ظهري انحنى

من يشتري منّي حياتي كلِّها
وعساه يظهرُ لي بشوشاً ليِّنا

عيني شَكَتْ لي من لهيبِ دموعها
هوِّنْ عليكَ كفاكَ حزناً بيِّنا

دمعي يسيل على خدودي غاضباً
ألمي كواهُ فصار يحرق ما دنا

أنا مُثقلٌ بالهمِّ ماتت بسمتي
والفرحُ لي ما عادَ يوماً ممكنا

ضحَّى زماني بي أعدَّ جنازتي
ضحَّى وكان القتلُ فِعلاً هيِّنا

فغدا بسكينِ الحياةِ يضمني
ويقولُ مبتسماً مماتكَ هاهنا

ربَّاهُ إني قد أتيتُكَ راجياً
فارحم ضعيفاً قد سعى لكَ ربَّنا

وإني قد عشقتكِ ألفَ عامٍ
وقلبي في الهوى إِلفٌ أصيلُ

وحبُّكِ يا حياة الروحِ يبقى
وعِشقي ما لهُ أبداً مثيلُ

أتوقُ الحبَّ في زمنٍ تَخَلَّى
عن الأشواقِ وانتصرَ الأُفولُ

أريدُكِ وردةً بالوجدِ تَشْدو
فأسمـعُ نبضها لحناً يميلُ

جبالُ الصمتِ في عينيكِ صارتْ
بحوراً ملؤها شعرٌ جميلُ

على بابِ الأحبةِ جئتُ طيراً
لأهمسَ إنني جداً عليلُ

وأنتظرُ الدواءَ فلا تضني
فأنتِ طبيبتي وأنا القتيلُ

ومهما قلتُ فيكِ من السجايا
فوَصْفِي كُلُّه حقاً قليلُ

أسيراً في دروبِ الشوقِ أمشي
رموشكِ سِحرُها نِعْم الدليلُ

عيونكِ كالسما زرقاءُ تُضفي
على الأيامِ أنداءً تسيلُ

وقولكِ في الجوى كقصيدِ حُبٍّ
وصوتكِ حين أسمعهُ هديلُ

سآخذُ قُـبلةً تروي حنيني
وأحضنُ نظرةً فيها السبيلُ

يداكِ على يديَّ نصيرُ أحلى
ونبني جنةًّ فيها نجولُ

يكونُ شرابُها حُبَّاً مُصَفَّى
وينشيءُ ظلَّها نخلٌ طويلُ

فذوبي في شعاعِ الشمسِ مثلي
وهيا في مجرَّتنا نقولُ

بِطعمِ الشَّهدِ ذُقنا ما حلمنا
وجمَّع شملنا ربٌ جليلُ

ولا تتعجبي إن قلتُ إني
أحبك ألفَ عامٍ ذا قليلُ

قُولِي أُحِبُّكَ رُبَّمَا
بِهَواكِ يَوْماً أَستريحْ

قُولِي فَإنَّ شفَاهِيَ الـ
حَـرَّى عَلَى جَمْرٍ تَصِيحْ

إنْ كُنْتُ يَوْمَاً صَامِتاً
عَيْنِي بِمَا أُخْفِي تَبُوحْ

أَنَا في الحياةِ كغَارقٍ
وَهَواكِ مثلَ سَفِينِ نُوحْ

كُونِي أرَقَّ طَبِيبَةٍ
ولْتُنقِذي قَلبي الجَرِيحْ

عَيناكِ سِحْرُ قصيدَةٍ
تَخْتال في وَجْهٍ صَبُوحْ

هِيَ نَظْرةٌ تغتالُني
فأهيمُ في الكَوْنِ الفَسِيحْ

هِيَ دَمْعةُ العشَّاقِ.. لا
بلْ بَسمةُ الأمَلِ المُريحْ

سبحانَ مَنْ خَلَقَ الجما
ل حباكِ أعطاراً تَفوحْ

مَهْمَا وَصَفْتُ فَإنَّـهُ
لا يَنتَهِي فيكِ المدِيحْ

لا تستَهيني بالجَوى
فأنا القتيلُ بلا ضَرِيحْ

قُولِي أُحِبُّكَ إنني
أهواكِ بالفعلِ الصَّرِيحْ

أنا في جنَّةِ الحبِّ التي ما زارَها غَيْرِي

طَعَامِي من رحيقِ الشَّوقِ

تَحْمِلنُي رياحُ المدنفينَ على خدودِ حَبِيبتي

أَرْسو

لأقطفَ زَهْرةً عَطْشى إلى قلبي

فأزرعها بأعضائي

وأرْويها

من الدمِّ الذي يجري بأوردتي وشرياني

فتكبرُ فِيَّ فاتِحةً ذِرَاعيها إلى حُبِّي

أفاتنتي

لأنَّكِ قطعةٌ مِنِّي

يدورُ الكونُ مِنْ حَولِي يُغازلُني

فأنتِ البسمةُ الحُلوى التي تلهو على ثَغْرِي

وأنتِ النبضةُ الأولى التي كانتْ

ومازالتْ وتبقى في رُبا قلبي

عيونُكِ تاجُ مملكةٍ

تهافتَ شعبُ ذي الدنيا

على نظراتِكِ السحريِّةِ الخجلى

وفزتُ أنا

أنا المجنونُ في حُبِّكْ

أنا الصبُّ الذي يقضي حياةً زادُها عشقُكْ

أحبُّكِ همسةً تَسْرِي على شفتيكِ تُسعدني

تزيلُ مرارةَ الأيامْ

أحبُّكِ لهفةً للفرْحِ تأخذني

تُجَمِّلُ صورةَ الأحلامْ

سأعطيكِ الهوى كلَّهْ

وأخرجُ قلبيَ الموجودَ في صدري

أقدِّمُهُ إليكِ هديَّةً مِنِّي

عسى ينفعْ

لأني في الرِّضا أطمعْ

بأن أحيا أسيرَ عيونِ مولاتي

وفارسَ حُلمِها المُقْنِعْ