على مرِّ العصور
يتألقُ البدُْرُ
على مدى العصُور ..
ينشرُ ضوءَهُ على
هامِ الزّهور ..
فوقَ ماءِ الغدير تستحم
الطيور..
يفْترُّ ثغرُ القمر من نشوةِ
الحُبور..
الكلُّ يدورُ
حولَ منازلِ القُبور ..
يبكي الجواد ويغرد
العُصفور..
غداً تُحْسمُ الأمورُ
ويشع النُّور..
وأفكارُنا تُصادَرُ ودماؤنا
بركان يثور..
* * *
على مرِّ العُصور
تزدادُ القبور وبساكنيها
تدور ..
كأوراقِ الخريفِ والظلامُ
بُحور ..
في غابرا لأيام كُنا نهتَمُ
بالأمور ..
نُصافحُ الجوزاءَ نَعلو
كالنسور ..
* * *
ليسَ بيننا عميل أو خائنٌ
مَأجُور..
واليومَ حَانات ِخمرٍ وخَنا
وفُجور..
والدائرةُ على المجرم الطاغي
تدُور..
* * *
إلى متى يُحْجَبُ؟ عنا شذا
الزّهور؟..
وأرضُنا المُخْضَلة بالنَدى
والنّور..
على أفنانِ أشْجارِها تُغردُ
الطيور..
ومياهُ السَّواقي تنسابُ في
سُرور..
* * *
ينتفشُ الباطل ويَستطيلُ بِلا
جُذور..
والحقُّ أصلهُ ثابتٌ إلى يومِ
النشور..
وللباطلِ دعاةٌ يدَّعون الحميةَ
زُور..
وأنصارُ الحَقَ يتنافَسُونَ للشهادة
بلا غُرور..
(وفي ذلك فليتنافس المتنافسون)
يوسف الحسن