لا تَطرق الباب عبد الرزاق عبد الواحد لا تـَطرُق ِالباب..تَدري أنـَّهم رَحَلوا خُذِ المَفـاتيحَ وافتـَحْ ، أيـُّها الرَّجُلُ ! أدري سَتـَذهَبُ..تَستـَقصي نَوافِذ َهُم كما دأبْتَ.. وَتـَسعى حَيثـُما دَخَلـُوا تـُراقِبُ الزّاد .. هل نامُوا وَما أكـَلوا وَتـُطفيءُ النّور..لو..لو مَرَّة ًفـَعَلوا ! وَفيكَ ألفُ ابتِهـال ٍ لو نـَسُـوه ُ لكي بِـِهم عيونـُكَ قـَبلَ النـَّوم ِ تـَكتَحِلُ ! * * * لا تـَطرُق ِالباب..كانوا حينَ تَطرُقـُها لا يـَنزلونَ إلـيهـا .. كنتَ تـَنفـَعِلُ وَيـَضحَكون..وقد تقسُـو فـَتـَشتمُهُم وأنتَ في السِّـرِّ مَشبوبُ الهـَوى جَذِلُ حتى إذا فـَتَحوها ، والتـَقـَيْتَ بِهـِم كادَتْ دموعـُكَ فـَرْط َالحُبِّ تـَنهَمِلُ ! * * * لا تـَطرُقِ ِالباب..مِن يَومَين تَطرُقـُها لكنـَّهم يا غـَزيرَ الشـَّيبِ ما نـَزَلوا ! سَتـُبصِرُ الغـُرَفَ البَـكمـاءَ مُطفـَأة ً أضواؤهـا .. وبَـقاياهـُم بها هـَمَـلُ قـُمصانـُهُم..كتبٌ في الرَّفِّ..أشْرِطـَة ٌ على الأسـِرَّة ِ عـافـُوها وَما سَـألوا كانَتْ أعـَزَّ عليهـِم من نـَواظـِرهـِم وَهـا علـَيها سروبُ النـَّمْل ِ تـَنتَـقِلُ ! وَسَوفَ تَلقى لـُقىً..كَم شاكـَسوكَ لِكَي تـَبقى لهم .. ثمَّ عافـُوهـُنَّ وارتـَحَلوا ! خـُذ ْها..لمـاذا إذ َنْ تـَبكي وَتـَلثمـُها؟ كانـَت أعَـزَّ مُنـاهـُم هـذه ِالقـُبَـلُ ! * * * يا أدمـُعَ العَين .. مَن منكـُم يُشـاطِرُني هـذا المَسـاء ، وَبـَدْرُ الحُزن ِيَكتـَمِلُ ؟! هـا بَيتيَ الواسـِعُ الفـَضفاضُ يَنظرُ لي وَكلُّ بـابٍ بـِه ِ مِزلاجـُهـا عـَجـِلُ كـأنَّ صـَوتاً يـُناديـني ، وأسـمَعـُه ُ يا حارِسَ الدّا ر..أهلُ الدارِ لن يـَصِلوا..!