ما كان العمل الابداعي ليكون لولا أنه موجه الى القراء ، و لا يهم العدد ، ولو كان صاحبه هو قارئه فقط ، لأن المكتوب وجد أصلا للقراءة . والقراءة قد تكون عابرة ، وقد تكون تمتعية لا يريد صاحبها الا لذة ، و متعة دون الالتفات الى أمور أخرى . وقد تكون نقدية .
وتوقفنا يكون عند هذه لما لها في تهديم النص أو بنائه و تقويمه و تقييمه .
القراءة النقدية التهديمية :
وهي كذلك قسمان:
ثناء على النص ، و اظهار اعجاب فوق المعقول ، و الدافع في الغالب مجاملة لعوامل متعددة ، و هذه القراءة و ان كانت لا بأس بها ، وقد تكون مفيدة مع نص ابداعي جميل ، تتوفر فيه مقومات العمل الأدبي ، خال من الأخطاء البنائية ، سليم من جميع الجوانب ، فانها كارثية و مضرة لنص ضعيف ، تتخلله أخطاء لا تعد ولا تحصى ، و هذه القراءة خدعة للكاتب ، و دفع به الى الهاوية ، و تشجيع على الضعف و الخطأ ، واستهزاء بالكاتب أو الشاعر، والطامة لو صدق هو ذلك ، وكم كثر ت مثل هذه القراءات في وقتنا ، و كم كثر الكتاب و الشعراء المنخدعين .وكم انحط الأدب و الفكر ، و ضعف النتاج .
وثانيا هجوم على النص ، و محاولة تسويده ، و اعدامه بكل الطرق ، بداية من مهاجمة صاحبه من الناحية الشخصية ، مرورا باقحام جوانب دينية و سياسية وأخلاقية ، وصولا الى التغاضي عن كل أيجابية و تضخيم كل هفوة ، و اغتيال العمل . وهذه القراءة نتيجة أحقاد ، وحسد متأصل في صاحب القراءة ، و تصفيات حساب ، أو لخدمة جهة معينة أو شخص ما ، وكم قضت هذه القراءات الخاطئة على مواهب و طاقات رائعة ، وليكن في علم أصحاب هذه القراءات التهديمية بنوعيها أن أصحابها لا يسلمون من ضررها و نتائجها ، و كم يفقدون مصداقيتهم ، وكم يحسون بالنقص داخل أنفسهم .
القراءة النقدية البنائية:
وهي قراءة يحتاجها النص الابداعي ، و ينمو أكثر ، و يخطو صاحبه نحو الرقي و السمو ، و تكون النتائج أروع ، وتزدهر الكلمة ، و تعطي ثمارها المرجوة .
هي قراءة تنصب حول النص لا صاحبه ، وتبحث عن نجاحه لا فشله ، و تحاول بكل موضوعية دراسته ، فتشير الى الحسن فيه ، فتثني عليه و تشيد به ، و تنتبه الى الناقص فيه ، و تجتهد في اكماله واصلاحه بكل احترام لصاحبه ، ولا تتغاضى عن أخطائه أو هفواته . انها القراءة التي تضيء النصوص ، و تبرز الابداع ، و تخلق كبار فرسان الكلمة . و بالمقابل تثبت أقدام من أخطأوا الهدف كي يصيبوا في المرات الأخرى . و لكن وأسفا قلت مثل هذه القراءات ، و بالتالي صارت الأعمال الأدبية مهملة ، و صار كل يعوي ، و كل يمتطي صهوة جواده أو حماره دون وجهة معينة ، ولا هدف واضح.
بقلم العربي حاج صحراوي 26-01-2011
التوقيع
تـذكّـــــري مَـن لم تُحِـــــبِّيـه = والقلبُ أنتِ دائِــمًا فــيـهِ
ديْن عليكِ سوف يبقَى عالقًا = وليس مِن شيءٍ سيُلغيهِ
العربي حاج صحراوي .
آخر تعديل شاكر السلمان يوم 08-14-2011 في 03:14 PM.
حيّاك الله أستاذنا
النّقد مظهر جميل من مظاهر الإبداع وفنٌ لايجيده إلا من كان موسوعيا في معرفته وثقافته
وتلك المجاملات التي تعبر الحدود " والتي تجعلني أحيانا اشك ُّ في ذائقتي الأدبية " ليست هدّامة فقط بل أظنّها أميّة جمالية
لكنها في زمان النّت ترفع أقلاما ضعيفة ، وتحبط أقلاما جيدة
ربما هو نوع من الـ " شيلني وأشيلك " كما نقول في العراق
لك التّحية
التوقيع
ممن اعود ؟ وممن أشتري زمني ؟ = بحفنة من تراب الشعر ياورق؟
المؤيد ككاتب النص أو قائله . فان مدح نصا جميلا أثبت معرفته وحسن ذوقه ، وان فعل ذلك لنص لا قيمة له فهو كشف عيبه وأنه لا يجيد شيئا . وان أعاب جميلا فلجهل أو لنية خبيثة . شكرا الأديبة كوكب البدري وقد أحطت بما أردت شكرا ثانية .
التوقيع
تـذكّـــــري مَـن لم تُحِـــــبِّيـه = والقلبُ أنتِ دائِــمًا فــيـهِ
ديْن عليكِ سوف يبقَى عالقًا = وليس مِن شيءٍ سيُلغيهِ
العربي حاج صحراوي .
آخر تعديل العربي حاج صحراوي يوم 08-14-2011 في 06:57 PM.
استاذي العزيز
لقد قلت الصواب وما اود سماعه شخصيا واتمنى ان بكون الناقد لديه الامكانيات الادبية وان ينقد النص لا كاتبه وانا تعرضت شخصيا اكثر من مرة لمواقف مماثله من كتاب كان الحسد وربما الطمع وراء نقدهم
احيك مرة اخرى مع حبي وتقديري
الأديبة كوكب البدري . معذرة اختلطت علي الأسماء أثناء الكتابة سهوا . فأنا أحفظ اسمك جيدا بل هو من أروع الأسماء . و لكن يحدث لي تداخل بين كوكبالبدري و حسن بكر الرئيس العراقي رحمه الله . المهم أن استبدال - كوكب - بـ - حسن- لم يبتعد كثيرا بل الحسن نور و الكوكب نور . تحية و ألف معذرة .
التوقيع
تـذكّـــــري مَـن لم تُحِـــــبِّيـه = والقلبُ أنتِ دائِــمًا فــيـهِ
ديْن عليكِ سوف يبقَى عالقًا = وليس مِن شيءٍ سيُلغيهِ
العربي حاج صحراوي .
رياض خلايفة الكاتب . شكرا على القراءة . و فعلا كما قلت هناك من يحركه الحسد ، و البعض الطمع ، و آخرون أشياء أخرى . نحن على خط الكلمة المسؤولة . تحية خاصة .
التوقيع
تـذكّـــــري مَـن لم تُحِـــــبِّيـه = والقلبُ أنتِ دائِــمًا فــيـهِ
ديْن عليكِ سوف يبقَى عالقًا = وليس مِن شيءٍ سيُلغيهِ
العربي حاج صحراوي .
في اعراسنا القروية يحدث ان يقوم شخص ويدفع مبلغا من المال للمطرب الشعبي " المغني" وذلك على رؤوس الأشهاد , فيصحيح المطرب بأعلى صوته " شوباش " فلان الف ليرة محروقة .
لا أرى في كثير من نقاد النصوص الأدبية أكثر من الشوباشية الذين يصيحون لمن يدفع بغض النظر عمن يكون .
في ظل غياب نظريات نقدية متكاملة تنطلق من الفكر والأدب العربي , ولا تعلب نصوصها وفقا لقوالب واطباق النظريات الغربية ,
أنا لا أنفي العامل الإنساني العابر للحدود ولكن ثمة خصوصية يجب عدم اغراقها .
بالتأكيد يجب التذكير بمافيا النقد " رؤساء التحرير " ومن شابههم , الذين يمررون النصوص على طريقة " البروكستيين الجدد "