طفولة .. بقرية
جلست أبحث في ذاكرة الليالي عن أمل تناثر في وهاد كنت أحبها
كنت أنمو في ثناياها..
أرقب الورد في رباها
وألثم الطل من شفاه الورد قرب بيتي
وأنا أنصت إلى ثغاء الحملان وهي تتراكض خلف أمهاتها
تتماوج مشاعري مع نسائم تندي بشذا العطر مع رذاذ مطر..
فتتضوع الأرض برائحة عبقة بترابها المعفر في فصل الربيع الحاني ،
وطالما كنت أذهب مع بنيات بين سنابل القمح
لنصل إلى نبع قريب من قريتنا
نلهو.. نلعب .. نتراشق بالماء البارد المنعش
نقطف الزهر أحيانا
نرسم أحلامنا وأمانينا ..
قريتي
تتكئ مسندة رأسها على ذراع جبل صغير
وتغفو إغفاءة طفل وديع
لطالما شعرت بخوف من المجهول ... وراءه !!!
كانت أمي تشعرني باللهفة إن تأخرت وربما نظرت إلي بعين تقدح شرراً
وتقول أنت بنت ومجتمع القرية لا يرحم !!
لم أكن أفهم معنى هذا القول حتى كبرت قليلا
كان محرما علينا اللعب ببعض ألعاب الصبيان
ولم أكن أعرف سبب ذلك .
في الشتاء لما تكتسي الطبيعة غلالتها البيضاء تتطاير كرات الثلج
في الهواء كاللآليء
نتراشق بكرات نصنعها من الثلج
وكنا نفرح عندما نرشق بعض الصبيان للدلالة على أن البنت كذلك قوية
أو لأنهم يظهرون شجاعتهم أمامنا
والآن أعرف أنها هي الطبيعة البشرية ..
أحن إليك يا قرية سكنت كل مسام قلبي
أحن إلى الكلمة الطيبة من جدتي
والقبلة من جدي صاحب القلب الحنون
يقول لأمي اتركيها فهي ذكية فلا تخافي عليها
وفجأة صحوت على صوت يغمر الفرحة بالقلوب..
يتجول كل ليلة
حاملاً دفه ليشنف الآذان
بصوته العذب
المسحراتي !.
/
/
هيام