حروب النبي الكريم عليه الصلاة والسلام (3)

حروب النبي الكريم عليه الصلاة والسلام (3)

معركة المريسيع(بني المصطلق)

شعبان- 5 هجري- 627 م

وصلت تقارير استخبارية هامة تفيد أن زعيم بني المصطلق من خزاعة(الحارث بن أبي ضرار) قد جهز تحالفاً من القبائل لمهاجمة عاصمة الدولة المسلمة.
وبناء على ذلك، أرسل القائد الأعلى عليه الصلاة والسلام الجواسيس للتأكد من هذه المعلومات الخطيرة عرف منهم(بريدة بن الخصيب الأسلمي) . كما حصلوا على معلومات من أحد المعتقلين من جواسيس بني المصطلق.
وكانت العملية عبارة عن عملية عسكرية خاطفة ومحدودة . وتفيد كتب التاريخ أنه قتل من المسلمين شخص واحد فقط، وقتل من القوات المعادية ( 10 مقاتلين).
وقد حدثت المعركة عند نبع المريسيع.

نلاحظ أن القوات المسلحة المسلمة قد تحركت بسرعة وهاجمت القوات المعادية في منطقة الحشد. وأجهضت مخططاتها .وبذلك تعتبر هذه المعركة استباقية (ضربة وقائية) كما اسلفنا في الحلقة الاولى من هذه السلسلة. كما أن قلة المعلومات عن هذه المعركة في كتب التاريخ والسيرة تدلنا على أنها كانت صغيرة ومحدودة.

معركة الخندق
8-23 ذي القعدة سنة 5 هجري – نيسان أبريل 627 م

مقدمة المعركة :

1- جولات مكوكية يقوم بها (حيي بن أخطب ) زعيم يهود بني النضير، إلى مكة والقبائل ، ويقنعهم بتشكيل تحالف كبير للقضاء على الدولة المسلمة.
2- حيي بن أخطب يقنع ( كعب بن أسد زعيم يهود بني قريظة) بنقض المعاهدة الموقعة مع الدولة المسلمة، والإنضمام إلى التحالف.
3- وصول معلومات إستخبارية الى رئيس الدولة المسلمة عليه الصلاة والسلام تفيد أن هناك حشوداً عسكرية لقوات التحالف تتجه باتجاه عاصمة الدولة المسلمة، وان زعيم بني قريظة قد نقض المعاهدة،وانضم إلى التحالف.
4- إرسال القائد الأعلى للقوات المسلحة المسلمة عليه الصلاة والسلام أفراداً من الإستخبارات العسكرية للإستطلاع ونقل المعلومات والتأكد من صحتها.
5- إرسال قائد المسلمين عليه الصلاة والسلام وفداً دبلوماسياً للوقوف على حقيقة نقض المعاهدة من طرف بني قريظة.

الخطة العسكرية الدفاعية للدولة المسلمة:

1- عقد القائد الأعلى للقوات المسلحة عليه الصلاة والسلام اجتماعاً طارئاً لهيئة الأركان ومجلس الشورى، لإطلاعهم على آخر مستجدات الموقف السياسي والعسكري.
وقد تم الإتفاق على تحصين العاصمة تحصيناً جيداً، والدفاع عنها من الداخل. وتمت مناقشة مناطق الضعف في التحصينات، حيث اتفق على تقويتها بحفر خندق بشكل قوس يغطي المناطق المكشوفة.
2- تحصين البيوت خصوصاً البيوت القريبة من خطوط التماس.
3- ابعاد المدنيين عن مناطق القتال وتأمينهم.
4- تكليف كتيبة الحراسات بحراسة التحصينات والثغور ومناطق التماس على مدار الساعة. وكانت الكتيبة مكونة من 500 مقاتل.
5- تأمين الدعم اللوجستي للقوات المدافعة.



الخطة العسكرية الهجومية لقوات التحالف:

1-إحكام الحصار على العاصمة.
2- إقتحام الخندق من قبل قوات الفرسان .
3- شن هجوم من الخلف على القوات المدافعة من قبل قوات اليهود.

تشكيلات القوات المتحاربة:
1- قوات التحالف:
إجمالي عدد القوات : 10750 مقاتل ( فرقة +).من ضمنهم قوات اليهود
مشاة محمولة : 7550
فرسان : 1250
مشاة : 2000

2- قوات المسلمين :
إجمالي عدد القوات : 3000 مقاتل ( لواء +).
كتيبة حراسات : 500 مقاتل
مشاة + فرسان : لا يوجد بيانات متوفرة .



خط سير المعركة :

1- قوة من فرسان التحالف تحاول إقتحام الخندق وتنجح في ذلك ، فتتصدى لها القوات المدافعة وتجبرها على الإنسحاب مخلفة قتيلين هما عمرو بن عبد ود العامري، ونوفل بن عبد الله .
2- قوة من اليهود تقترب من القوات المدافعة من الخلف ، وتتصدى لها القوات المدافعة وتجبرها على الإنسحاب.
3- قوة من فرسان التحالف مكونة من 100 فارس بقيادة خالد بن الوليد ، تحاول إقتحام الخندق، وتتصدى لها القوات المدافعة بالرماية من بعيد وتجبرها على التراجع قبل الإقتحام .
4- قوات التحالف تقوم بالرماية من خلف الخندق على مقر القائد الأعلى لقوات المسلمين وتستهدفه شخصياً . وقد ردت القوات المدافعة على الرماية بالمثل مما أدى الى سقوط عدد من الجرحى بين الطرفين ، وفشل العملية الهجومية.
5- عدة محاولات يائسة لاقتحام الخندق ورماية متبادلة بين الطرفين .
6- نجاح القيادة السياسية لدولة المسلمين في تفكيك التحالف بين قوات التحالف واليهود . وقد قام بالمهمة المبعوث الديبلوماسي المحنك ( نُعيم بن مسعود). وهذه العملية أضعفت موقف الحلفاء، وأثرت على سير العمليات العسكرية على الأرض.

7- ليلة 23 ذي القعدة تدخلت الإرادة الإلهية وارسل الله على قوات التحالف عاصفة قوية ورياحاً شديدة أدت الى تشتيتهم وهزيمتهم وانسحابهم دون تحقيق أي من أهدافهم.
يوم اندحار قوات التحالف توجه جيش المسلمين الى معاقل يهود بني قريظة وحاصرهم 15 يوماً.
الخسائر في الأرواح:

1- خسائر المسلمين : 6 قتلى
2- خسائر التحالف : 3 قتلى
الى اللقاء إن شاء الله تعالى في الحلقة القادمة