دعنــي ألمــــلم بالـدمــوع كيـــــاني
فلكــم عقدت مـع الرصيـف قـــراني
وكم اصطنعت على النوافـذ جلســـة
أُخفـي بنشـــوتها انكســار رهـــاني
وكم اشـــتهيت الدِّفء حـال نزولــه
فصــــل الربيــــع بثـــوبـه الفينـــان
كالمقعـــد المنسي تحـــت شــــجيرة
أُُمـسي وحيــــداً تائـــــه العنــــوان
تعلـــوه اوراق الخــريف ووحشــــة
فيحــــار أيـن قـوافــــــل الخــــــلان
مــا عــاد مثل الأمـس يحضن آهـــة
ويــزف بشــرى عـاشـــقٍ ولهــــان
ما عاد يُبصرني ويعـــزف لـــوعتي
ويجيــب أســـئلتي بـــلا اســـــتئذان
كالمقعـــد المنسي يجلدني المــــدى
ويلفـُّنـــي بضمـــــــادة النســــــــيان
أضحيت أََخفــق كالثـــواني شــــارداً
أجـــري كظـل تــــاه في الجريــــان
وأتـون محرقتي يــدوزن خطــــوتي
نحو النهــاية في اعتــــلال بيــــاني
والحلـــم مســـعور بصمت مــرهِـق
بيـن المســـافة واحـتــراق جَنانــي
كل النـــوافذ مشـــرعات مــا لهـــــا
وَتـَـــر يُموســـقها برفقـــة حـــــان
أمســيت أقتســم الضبــاب ومـرفئي
وجـــروح قــافيتي ولثــغ لســــاني
كل المرايـــا في اليقيــن تقـــولـــبت
ملتــــــاعة مســـــلوبــة اللَّمعــــــان
والصمت يصرخ بي وجوفي مُتعــب
ورمـوش عينــي بُغيــــة السَّــــجان
لكننـي كـــالمقعد المنـــــــــسي ينـــ
ـــتظــر النَّـــدى وتفتــــح الرمـــــان
والحلـــم ما زالــــت براعمـــه تشي
بمـواكــــــب تختـــــال بالفيضــــــان
حزني عميق الصَّرف ينبيء بالأسى
لكــــــن كأسي مُتــــرع الأيمــــــــان