يتفق الكثير من المؤرخين ان كعيبة بنت سعد الاسلمية هي اول من امتهن التمريض من النساء في التاريخ الاسلامي فهذه المرأة اليثربية رافقت جيش المسلمين مع بعض النسوة وهن يحملن بعض جرارالماء عندما خرج لاول مرة لملاقاة جيش كفار قريش وعند التحام الجانبين في معركة بدر بادرت كعيبة لتضميد جراح المصابين واسعافهم والتخفيف من الامهم ساعدها في ذلك انها كانت متطلعة وبشكل بسيط على مهنة التمريض والعلاج الاولي وعند عودة جيش المسلمين الى المدينة منتصراً ذاع صيت كعيبة فاخذت تستقبل المرضى والمصابين الراغبين في العلاج وعندما اتسع نشاط عملها التمريضي انشأت خيمة في مسجد الرسول (صلى الله عليه وسلم) وجعلت منها اشبه بالعيادة الطبية تمارس فيها عملها الطبي وهكذا اصبحت اول ملاك رحمة (ممرضة) في الاسلام. وشاركت كعيبة في معركة احد وكذلك الخندق حيث كانت تصاحب الرجال في حفرهم للخندق الذي اقامه المسلمون حول المدينة درءاً لاخطار الاحزاب وعندما دارت رحى المعركة كانت بين صفوف المحاربين تطبب وتسعف المصاب وقد اصيب في هذه المعركة سيد الانصار سعد بن معاذ بسهم في صدره فاقبلت كعيبة تعالج جراحه وترعاه ولخبرتها الطبية فانها لم تقم برفع السهم من صدره ليكون كسد يوقف تدفق الدماء وبعد انجلاء غبار معركة الخندق برحيل الاحزاب تحرك جيش المسلمين نحو بني قريظة حلفاء الاحزاب وناكثي عهد التحالف مع الرسول يرافقهم سعد بن معاذ المصاب وممرضته كعيبة التي بقيت كظله ترعاه وتداويه وبعد انتصار المسلمين على بني قريظة توفي سيد الانصار بين يدي كعيبة. وتحرك جيش المسلمين بعدها نحو خيبر معقل اليهود وكعادتها صاحبت كعيبة الاسلمية الجيش لتداوي وتطبب الجرحى وبعد انتصار جيش المسلمين قسم الرسول (صلى الله عليه وسلم) الغنائم بين الجموع واعطى لكعيبة سهم رجل ايمانا منه بانها قد بذلت في ميدان الحرب اكثر مما بذل الرجل وتاكيدا بان الدين الاسلامي لا يفرق بين رجل وامرأة..
رفيدة بنت سعد الاسلمية
لكن البعض من المؤرخين يؤكدون ان رفيدة الاسلمية هي اول ملاك رحمة في الاسلام وهؤلاء يعتمدون على بعض الروايات منها رواية ابن اسحق الذي ذكر " ان رسول الله (ص) امر اصحابه حين اصيب احدهم قائلاً اجعلوه في خيمة رفيدة حتى اكون منه قريباً " ومنها ما يتعلق باصابة سعد بن معاذ سيد الانصار التي ذكرها ابن هشام في الجزء الثالث من سيرته حيث قال " وضع سعد في خيمة لامراة من اسلم يقال لها رفيدة كانت تداوي وتطيب الجرحى" هي رفيدة بنت سعد الاسلمية من الأنصار من الخزرج وقد أقامت خيمة إلى جانب مسجد الرسول تمرض فيها من يمرض أو يصاب من المسلمين ، وفي غزوة الخندق أقامت أول مستشفى ميداني عندما نصبت خيمتها هناك لتداوي جرحى المسلمين.