وإذا شغلنا الباحث القرآني سنجد الآيات الكريمة التي ورد فيها فعل (حَلَفَ) ومشتقاته،وهي على النحو التالي:
1. ( فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحساناً وتوفيقاً) النساء 62
وللوقوف على المعنى لا بد من تدبر ما قبلها وما بعدها من آيات :
(وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيتَ المنافقين يصدون عنك صدوداً(61 ) فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحساناً وتوفيقاً(62) أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرضْ عنهم وعِظْهم وقل لهم في أنفسهم قولاً بليغاً(63) ).
إنهم المنافقون الكاذبون
2. (لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم واحفظوا أيمانكم كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تشكرون) المائدة 89
كفارة اليمين تكون لمن حلف يميناً كاذباً
3. (لو كان عرَضاً قريباً وسفراً قاصداً لاتبعوك ولكن بعدت عليهم الشقة وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم يهلكون أنفسهم والله يعلم إنهم لكاذبون) التوبة 42
الآية واضحة الدلالة وهي تتحدث عن المنافقين
4. (ويحلفون بالله إنهم لمنكم وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون)التوبة 56
وهذه الآية أيضاً تتحدث عن المنافقين الكاذبين
5. (يحلفون بالله لكم ليرضوكم والله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين) التوبة 62
المنافقون الكاذبون أيضاً
6. (يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله فإن يتوبوا يكُ خيراً لهم وإن يتولوا يعذبْهم الله عذاباً أليماً في الدنيا والآخرة وما لهم في الأرض من ولي ولا نصير) التوبة 74
المنافقون المرتدون أيضاً
7. (سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجسٌ ومأواهم جهنم جزاءً بما كانوا يكسبون) التوبة 95
أيضاً تتحدث هذه الآية عن الكاذبين
8. (يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين) التوبة 96
وهذه الآية أيضاً تتحدث عن قوم فاسقين فهم إذن منافقون كاذبون
9. (والذين اتخذوا مسجداً ضراراً وكفراً وتفريقاً بين المؤمنين وارصاداً لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفنَّ إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون) التوبة 107
المنافقون الكاذبون
10.(ألم ترَ إلى الذين تولوا قوماً غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم ويحلفون على الكذب وهم يعلمون ) المجادلة 14
وهذه الآية أيضاً تتحدث عن الكاذبين
11.( يوم يبعثهم الله جميعاً فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون) المجادلة 18
وهذه الآية أيضاً مثل سابقاتها تتحدث عن الكاذبين
مما سبق نجد أن النص القرآني ربط كلمة (الحلف) باليمين الكاذب.
ثانياً : القَسَم
والآن دعونا ننتقل إلى معرفة معنى القَسَم من القرآن الكريم.
لو بحثنا عن الفعل الثلاثي المجرد(قَسَمَ) في المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم ، لوجدنا ما يلي:
ولو حركنا الباحث القرآني عن (قَسَمَ) ومشتقاتها ، سنجد الآيات التالية:
1. المائدة :53 ،106، 107
- (ويقول الذين آمنوا اهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين ) 53
- (يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية إثنان ذوا عدل منكم أو آخران من غيركم إن انتم ضربتم في الأرض فأصابتكم مصيبة الموت تحبسونهما من بعد الصلاة فيقسمان بالله إن ارتبتم لا نشتري به ثمناً ولو كان ذا قربى ولا نكتم شهادة الله إنا إذاً لمن الآثمين 106 فإن عثر على أنهما استحقا إثما فآخران يقومان مقامهما من الذين استحق عليهم الأوليان فيقسمان بالله لشهادتنا أحق من شهادتهما وما اعتدينا إنا إذاً لمن الظالمين 107).
2.الأنعام 109:
(وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها قل إنما الآيات عند الله وما يشعركم انها اذا جاءت لا يؤمنون)
3.الأعراف 49
(أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة أدخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون)
4.إبراهيم 44
(وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال)
5.النحل 38
(وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعداً عليه حقاً ولكن أكثر الناس لا يعلمون)
6.النور 53
(وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن قل لا تقسموا طاعة معروفة إن الله خبير بما تعملون)
7.فاطر 42
(وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم فلما جاءهم نذير ما زادهم إلا نفورا)
8.الواقعة 75
(فلا أقسم بمواقع النجوم)
9.القلم 17
(إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين)
وإذا تدبرنا الآيات السابقة ،لوجدنا أن من يقسم القسم يكون معتقداً أنه صادق فيما يقسم عليه.
ومما سبق نرى مدى دقة التعبير القرآني ،وأنه يختلف عن ما هو شائع بين الناس من مصطلحات لغوية تتغيرباستمرار مع مرور الزمن.