سيدتي الغالية :
مبادرة رائعة سيتمخض عنها أكثر من إيضاح مهم سيكشف حتماً أسرار القصيصات القصيرة ، كل التوفيق للنبع و للمشاركين و أنتظر مع المنتظرين آلية المشاركة !
وبالفعل نحن بحاجة للتزود بالمعرفة من أهل الخبرة في هذا المجال الممتع
أرى ان المجالات الثالثة القصة القصيرة والرواية والقصة القصيرة جدا
صعبة جدا وتحتاج إلى مهارات فائقة
أسأل سؤال ما هي المساوئ السردية التي قد تظهر في النص القصصي؟ وكيف بالإمكان التغلب عليها؟
تحية كبيرة
سيدي الموقر .. بدءاً أود أن أعتذر عن تأخر الرد وأحييك تحية تليق بمقامك الكريم ألسؤال كبير وينطوي على أسئلة تتناسل .. إلا أني سأحاول اختزال الرد كي لا أطيل عليكم فالسرد القصصي ( ألقصة والقصة القصيرة والقصة القصيرة جداً ) أجناس منفصلة ، ولكل جنس آليات اشتغال ، وبناء نصي ، وصياغة لغوية ، ولكل شخصية ، مستوى من الوعي ، وهنا يتوجب على السارد أن يعي ذلك ، ويصيغ حواراته وفقاً لمرجعيات الشخصية الثقافية ، والبيئية ، والطبقية .. إلخ. وكل نص يؤسس على تيار أو أسلوب أو مدرسة .. فهنالك المدرسة الواقعية والتعبيرية والانطباعية والتفكيكية والبنيوية والغرائبية والعبثية ..إلخ. ولكل أسلوب ممكنات ، ومهيمنات .. فإذا خرج القاص عن حدود المسلَّمات ، صار النص خاضع لجدال .. وغالباً يكون سلباً على النص. لكني سأحاول أن أجيبك بأساسيات النص الواقعي .. الذي يقع ضمن اشتراطات معينة .. كالعقدة والصراع والتصعيد والذروة والتطهير .. وعلى القاص هنا أن يلتزم بوحدات ألزمن والمكان والحدث .. ولا يتشعب بالإشارة إلى رموز أو أشياء ، غير مؤثرة ، إن بقت أو حذفت .. وهنا سأحاول أن أسلط بعض الضوء على أسلوب رائد الواقعية العربية ألجاحظ .. التي تمظهرت واقعيته باعتماده في تصوير الحالة وابراز الصورة الواقعية وادخال الجد والهزل في تركيبة النص والمحاكاة والنزعة الدرامية .. فشخوصه كانت لها ابعاد اجتماعية واضحة وحواره كان يقترب الى الشعرية وصراعاته تحتوي على الخيال الفني إضافة إلى الصراع الواقعي. لكني أعود إلى نقطة أساسية ومهمة ، هي أن تكون لكل علامة في النص اشتغال ، ولكل دال مدلول .. وعدم اللجوء إلى الإطناب ، ولا التشعب .. إضافة إلى الإلتزام بالأسلوب الذي اعتمده القاص ليهيكل نصه. أنا أعلم أن سؤالك واسع جداً ، ولا يمكن حصره بجواب مختصر .. لذا أرجو إرسال إيميلك الشخصي ، كي أرسل لك مختصرات عن كل جنس ، وكل مدرسة تود الإشتغال عليها.