في البدء كانت صورة ذكرني جمالها بجمال عينيك الذي أوحشني..
ومن ثم كانت هذه الخاطرة التي انتهت بقصيدة!
كلما حاولتُ أن أنساكِ، رأيتكِ في كل شيء حولي..
في أنسام الليل التي تداعب شرودي على ضفة النيل، وأنا أتساءل لماذا لستِ الآن معي؟
في اشتياق أمواج البحر وهي تذوب بحنانٍ في أحضان الرمل، وأنا أسير وحيدا على الشاطئ في ليلة مقمرة، وأتنهّد: ما أروعَ أن تكوني معي!
في بهجة الأحبّة من حولي، وهم يرسمون الغد بالأحلام، وأنتِ أجمل أحلامي، لكنك لست معي.
في لمسة دافئة أطبقْـتُ عليها كفي، في لحظة باسمة تخيّـلتُ فيها أنك معي.
في لهفتي، حين تعانق عيناي كلماتِكِ البديعةَ، فيمنّيني خيالي أنك ستُسكِرين بها قلبي يوما ما، أنا وحدي، حينما تكونين معي.
في كل كلمة.. ولمحة.. وصورة.. وإحساس.. وذكرى.. تذكرني بشيء جميل فيك، وتحزنني لأنك الآن لستِ معي.
بل حتى في كل شيء يضايقني ويزعجني ويؤلمني، ويجعلني أتمنى أن أهرب من كل ما حولي من قبح وفوضى، إلى عالم جميل أنت فيه معي.
ربما لا أجد ما أقدمه لك، وقد لا أعدك بما تحلمين به، وأعرف أنني بالتأكيد لست أجدر من يستحقك، لكني رغم كل هذا ما زلتُ أطمع دائما أن تكوني لي، لأني أكثر من يقدّر قيمة أن يكون هذا الكنز معي.
فهل ستكونين لي يا غدي؟
وهل ستظلين دوما معي؟
***
دائما معي
إذا كنتِ في غفلةٍ فاسمعي ... هديرَ اشتياقِ فؤادي، تَعِي
بأني الذي أرهقـتْه الليالي وحيدا على شاطئِ الأدمُعِ
وأنّي الذي مزّقته الظنونُ، فقَضَّ بِشوكِ الجَوَى مَضْجَعي
لَهُوفا للُقياكِ، يُحْيي مُحَيّاكِ عيني، ويُنجي المُعذَّبَ في أضلُعي
فرِفقا ـ وأنتِ الرقيقةُ دوما ـ وقُدِّي قيودَ العِنادِ الدَّعِي
وهاتي رحيقَ الأماني لزهري، ودُعِّي البِعادَ، بعيدا دَعِي
ومن لذةِ القربِ فَاسْقِي فؤادي، وآخرَ أحزانِنا وَدِّعي
حبيبةَ عمري: لكِ القلبُ غَنَّى وأَقسمَ إن ضعتِ ذا مَصرَعي
أريدُ أراكِ فأهوِي بعينيكِ عمرا، وأنهلُ من حُسنِكِ المُبدعِ
وأثملُ من عذبِ صوتِكِ، أهرُبُ من ليلةِ الموحِشِ المُوجَعِ
فهيا أجيبي، وفي التوِّ أوبي، ومِثلَ العروسِ بِحِضْني قَعِي
وكوني ـ إذا شئتِ ـ قيدا جميلا يُزّينُ مِن فِضّةٍ إصبعي
وكوني ـ كما شئتِ ـ أحلى النساءِ بعيني وفي غربتي مرجعي
وغنّي لقلبي بشعرٍ نَدِيٍّ، وكوني لآخرِ عمري معي
محمد حمدي غانم
9/9/2010
هذا هو إلقائي للقصيدة: