القدير العربي حاج صحراوي
الكتابة مخاض عسير يا صديقي ترصد خلالها الذّات لحظات تفنى فيها بوارق الوجدان كي تستلب من الاقاصي ما استوطنها من معانة ومكابدة في أعماق الرّوح تحت وطأة أحساس الذّات
وللعروج الى محرابها تأثيرات بالغة قائمة على ابتكار اللّغة التي تعبّر عمّا يجيش فينا
وبالتّالي هي عمليّة ولادةعسيرة والمولود هو هذا النّص أو تلك القصيدة أو الخاطرة التي نزف الوجدان في كتابتها
ومن ثمّ يتولّد عند الذّات الكاتبة أنّ النّص الأول والإصدار الأول هو ابن بكر ,,,,,,,, وللبكر وبالبكر فرحة خاصّة ومذاق خاصّ
وأنا واحد من الكتاب الذين انتظروا مؤلفهم الأول و فرحوا به أكثر من الابن البكر .. فقد كنت غير مبال رزقت أبناء أو لم أرزق ...ولكنني كنت متلهفا متى يصدر لي كتاب ..
وكم أستصغت هذا التّعبير وأنت يا الصّحراوي ترفض العقم الفكريّ وتراه أبشع من العقم الفيزيولوجي
وهذا منطق المبدعين الذين يعتبرون الكتابة قدر وحياةوالكتابة بقاء وخلود وتحدّ للفناء وهي تماما كالأبناء تحمل الهويّة ولا تحمل العقوق والتّنكر
أمّا القضيّة الثّانية والشّائكة فعلا والتي لوّحت لها هنا بقولك
– رواية انفلتت من الؤسسة الوطنية للكتاب بالجزائرو خرجت الى النور ..انه حدث الى حد سألني أحد مسؤولي هذه المؤسسة
مهنئا : كيف فزت بنشر روايتك في وقت الكثير ينتظر أو رفضت أعماله . وله أن يتساءل .فقد كانت هناك خطوط
فهذه مشاكل وعراقيل تجتمع كلّها لتحطّ بثقلها على قلب ووجدان المبدع
والمبدع يبلغ ذروة المعاناة والإحباط لينشر ويطبع على نفقته الخاصّة ومن جيبه وعلى حساب قوت عيالهيحترق ويحترق ويبقى انتاجه معلّقا وهو ممّزق بينبين ما تقتضيه تكاليف اصدار مؤلفه وبين مقتضيات الحياةحتّى كأنّ الأدب والخبز لا يجتمعان
والخطوط الحمراء يا صديقي العربي بورصتها لا تعرف استقرارا الا لدى الرّاسخين في الكرامة والكبرياء والأنفة وأعرف أنّك واحد منهم
و تداخلات و وساطات ومعارف وو و...ولا ينشر الا من هو أكثر نفوذا أو من وراءه من هو كذلك
وماذا عن مصادرة مؤلفات وكتابات جريئة وبؤس حكومات لم تراهن على الثّقافة الرّاقية وتزكيات للفكر ممّن يجهلون مقوّمات الإبداع ومسالكه وثوابته
فهل تراني لا أقول لك هنيئا يا قدير هنيئا لك بهذا الكمّ الزّاخر من الإصدارات وهنيئا لك بهذ الفكر المنيرالذي يحمل جيناتك ويحقّ لك أن تقارنه وتضعه موضع الأبناء
القدير العربي حاج صحراوي
الكتابة فعل وممارسة راقية قادرة على شدّ صاحبها الى الوجود وبالكتابة وحدها يا صديقي الرّائع نتجاوز الضّيق لأنّها مشرّعة على الأرحب من الأحلام
مودتي وتقديري وحبّذا لو تسوق الصّدف لي مؤلفا واحدا من مؤلفاتك أحدب عليه كعمّة وأغوص فيه لأعرف فكرك أكثر ولنقترب أكثر فما غير الحرف يقرّبنا الى بعضنا في هذه المعمورة ذوشكرا لهذا النّص الذي فيه عديد الخفايا التي لم ألجها لضيق الوقت وللأولاد الأولاد وللمؤلفات الاولاد كلّ العمر والسّعادة