جمرة الإخفاق
راحل قلبي وذي الأوجــاع ســـدْ
ضاق منها الصدر والبلوى أشـد
ها هي الأوطان أضحت مضغة
في فم الأشــرار أو من قد فســدْ
نخلـــة كنّــــا على صـــدر المـــدى
يســـتريح القيــظ فيهـا والولـــد
رايــــة للنـــــور تجتـــــاز الفضــــا
تكتـب التــــاريخ فجـــرا لا يُـــــرد
تحضـن الأطيــــار في أفيــائهـــــا
وتطال الشمـس لو شاءت بقـــد
ثــم نمنــا, فـأضعنـــا عرشــــها
وعـــلاها فاســــد للخيــــر صــد
وانثنينـــا.. قـــد تركنـــا امرهـــــا
فاسـتبيحت شمسها والأمر جد
ونســـــينا انهــــــا .. ميراثنـــــــا
تحمـل التـــاريخ من أمــس لغــد
ها هو الحطاب ذو الفأس التي
تقطــع الأوصـــال لا تثنيـــه يـــد
مـــارس التمـــزيق في أعذاقهــا
وأذاق الأرض اصنــــاف الكمـــد
فاســـتبيحت وانتصرنــــا للـــذي
أعمل السكين في عمق الجســد
أيهـــا الســــادات هــــذا بيتنـــا
كيف نـؤوي قــاتلا هاض البلـــد
كيــف نرخي غيمنــــا في أرضـــه
ونصد الغيــث عن قمـــح وَعَـد
كيـف ثـوب العـــار أضحى ثوبنــا
يـا عقوقـا دقََّّ في الــروح الوتــد
جمــرة الإخفــاق َأضحت زادنــا
فســـقتنا الــذل في هــزل وجــــد
إنهــا الأوطــان ضــاقت بـالمنى
والليالي السود أضحت معتقـــد
قـــد تهاوينــــا وبتنــــا جوقـــة
في نشـــاز اللحن لا تُرضي أحـــد
يزدريهـــا الكــون لا تقــوى على
دفــع ضُـرٍّ أو على منح الرشـــد
يـا يقين الحق هـل يبقـى الحمى
تحت ضرس الهم لا يلقى الســند
أم إلــى نـــور ســننهي غربــــة
أحرقت في الروح أعذاق الجَلَد؟
ونعيـــد الفجــــر ضحّـــــاكا بـــه
ناعســات الطرف تشــدو للأبـد؟