جوهرة أبيها سفانة بنت ابن الشّاطئ
هنا ترفرف روح أب شاهق ...
سلطته على جوهرته مهابة وجمال
جاءت الوصيّة ضاجّة بعمق أحساسه بأنّه خلّف جوهرة ستكرّر ذكراه بصوّرراقية ...
ولأنّ الوطن أكبرمن كلّ الوصايا وفوق كلّ الوصايا ولأنّ الوطن كان مرفرفا وحاضرا بكثافة في وجدان الاب منثورا فيه بكلّ تفاصيله ومجده وتاريخه
ولأنّ الوطن هو المنهل الثّر ولأنّ جوهرته سفانة بايقاعها ونبضها المتميّز هي انثاه التي تسري في عروقه ويسري هو في عروقها ....
فقد جاءت الوصيّة رهيبة تخرج من أب رمز الى جوهرة ستظلّ تشمّ أعباق وصيّته لتحلّ دوما في اقليم ذاكرته وتاريخه
سفانة
كم رهيبة هذه الوصيّة وكم تبيح لقارئها التقاط تفاصيل وجزئيات ومواقف وسمات لوالد شبّ وشاخ على هوى جزائر المليون شهيد فظلّ مترحّما عليه وألف رحمة عليه وما مات من خلّفك يا سفانة بنت ابن الشّاطئ
[ كتبت هذه الكلمات وقد ظلّ الدّمع ينهمر والقشعريرة الرّهيبة تهزّني فتقبليها مبلّلة بدموعي]
لا أبكاك الله يا غالية و لا دمعت عبينك إلا فرحا ...
هذا هو أبي الذي تربيت في حضنه و ترعرعت على مبادئه التي لم يحد عنها ولا قيد أنملة ولم يرضخ للمساومة أو المتاجرة بقلمه و قلبه و فكره حتى لو كانت المغريات بحجم البحور .. فكيف لي يا غالية أن لا أزهو انني ابنته وحبيبته و الأقرب لقلبه و فكره .. المدللة حبيبة أبيها وهذا يعلمه الجميع مما حولنا ومن طلابه و أصدقائه وكل متابعيه ..
هكذا اختار أن يودعني بكلمات تقطع قلبي و انفطر عند قراءتها للمرة الأولى و للآن وللمرة المئة او يزيد زالت ردة فعلي ذاتها .. و كم هربت من حروفكم الباذخة التي لامست شغاف القلب و أغلق الجهاز و اعدكم في قلبي وفي العلن لعودة قريبة و لكن كان في داخلي ما يدفعني بعيدا .. وكأنني أنتظر مساعدة من أحد .. صدقا للكلمة سحر و تأثير تسبق الريح .. و تجتاز المحيط .. لأنها نابعة من قلب نقي و شفاف فهي تنبض صدقا ..
شكرا غاليتي لما نثرته من حروف باذخة و هذه القراءة الجميلة و العميقة التي أقدرها و أقدر جمال مرورك .. جعل الله أيامك و بيتك عامر بالأفراح