اقتربت من شجرة الرمّان أبحث عن مرفأى الضائع، كانت حبّاته الناشفة مذرورة حولها على الأرض، وبين غصونها تشابكت أعشاش العصافير، دنوت.. أكثر.. أكثر.. أعرف أن للأشجار ذاكرة تختزن حزن الأمّهات وعنبر أنفاسهن، التصقت بجذعها.. قطفت من أوراقها الميّتة، تشممت عنبر أمّى وشربت من أجاج حزنها. عيناى ترفّان ويسّاقط لؤلؤهما أسود بلون حزنى وأنا أحدّق بباب الغرفة التى خرجت منها أمّى إلى سكون الموت وأسراره.