ديوان الشاعر / أشرف حشيش

كيفَ يرتابُ في عروبة شعبي
--------------
أشرف حشيش
--------------
يــا بـلادا تـوهّجتْ فـي صـباحي ... بـــدمِ الـصّـيـدِ والـصّـبايا الـمِـلاحِ


رفـرفـتْ فــي سـمـائها نـبضاتي ... تـنـشدُ الـنصرَ فـي عـناقِ الـرياح


امـنحي الـقلبَ رشفةً من حنانٍ ... إنــــه الـقـلـبُ مـثـخـنا بـالـجِـراح


مـن ذهـولي أضعتُ فيَّ دماغي ... وشــعـوري وصـبـوتـي ومـزاحـي


وسؤالي بدهشةٍ صمتَ قومي ! ... قــد تـجدني بـصمتهم غـير صـاح


كـيف يـرتابُ فـي عـروبة شـعبي ... ذو أصــــولٍ وذو حـــروفٍ فــصـاحِ


يـجـمـع الــروم والـعـروبة ضــدي ... ويــجــافــي بــصــدّنـا واطّـــــراح


عــبـر قـــرنٍ نـصـدُّ أعـتـى عــدوٍ ... كــي تـنـاموا نـهارَكم فـي ارتـياحِ


عــبـر قـــرنٍ مـــن الــرثـاء ذرفـنـا ... وانـتـحبنا الـضياع فـي كـل سـاح


تـغـلـقُ الــبـاب دونـنـا يَــا بْــنَ أمٍّ ... وتــلاقــي بـلـهـفـةٍ (مِــزْراحـي)


هــل تـلـقّى صـغيرُنا درسَ حـربٍ ... وأجــاد الـصـغيرُ حـمـلَ الـسـلاح


أو أدارَ الـجـنينُ فـي الـرّحمْ فـكرا ... دمـــويّـــا. مـــهـــددا بــالــكـفـاحِ


أو تـــمــادتْ مــــآذن الله جــهــرا ... فــي خـشـوعٍ بـصـوتها الـصـداحِ


أيـــن مــنّـا حــضـارة قــد اضـعـنا ... وانـتـسـبـنـا لــخــالـدٍ وصــــلاحِ؟


ذبـــحَ الــوغـدُ أهـلَـنا دونَ ذنــبٍ ... فــابــتــهـجـتـم بــــغــــدوة ورواحِ

وعن هدف القسّام ما ضلّ سعيُنا
--------------
أشرف حشيش
--------------
إلــيــكـم تــحـايـانـا نــــزفُّ ونــرفــعُ ... وفي حبّ من صان الكرامــة نطمعُ

إلـيـكم مــن الـحس الـرهيف لـباقة ... وفـكـرا - إذا مــا أدلـج الـليل- يـلمعُ

جَـمَعْنا عـلى حـبّ الـشهادةِ أهـلنا ... ونـحن- إذا مـا فـرق الـناسُ- نـجمعُ

نــرود حـيـاض الـمـوت يــا دار كـلما ... ظمئنا .. حياضُ القدس والله تشفعُ

لـعـينيكَ أشــواقٌ ..حـنـينٌ ولـهـفةٌ ... إذا اكـتـحلتْ عـيناكَ مـنها سـترجعُ

تـجلّت بـك الأنـظارُ فـي كـل جـولة ... وإنْ فـارقتكَ الـعين .. فـالعين تـدمعُ

فـيا حـالما بـالقدس إن رمـت عودة ... ســراعـا إلـيـهـا... فـالـمنيّة تـخـدعُ

لإبـداعـها الـفـتان فـرسـان شـعـلةٍ ... وكـم فـارس بـالسيف قـد راح يـبدعُ

نـهـارهم الـتدريب فـي كـل سـاحةٍ ... ومـن فكر عزّ الدين .. سيفُكَ تَصنعُ

بـنـيـنـا فـأعـلـينا الـبـنـاءَ.... بــلادنـا ... نـدافع عـنها .. فـي الـميادين ندفعُ

وعن هدف(القسام) ما ضل سعينا ... وإنـــا شـمـوسٌ بـالـبطولة نـسـطعُ

فــيـا أهـلـنـا إن كـنـتم الـجـرح إنـنـا ... ورودٌ بـلون الـجرح فـي الصدر نطلع

نحنُ لا نُجلَدُ بالسوط السياسي
--------------
أشرف حشيش
--------------
نـحـن لا نُـجلدُ بـالسوط الـسياسي ... مـثـلـمـا يُـجـلـدُ أذنـــابُ الـكـراسـي


يــــا عــبـيـدَ الــــذلّ فـــي أوطـانـنـا ... كيفَ ترجون خضوعا من (حماسِ)؟؟


كـــم مـكـرتُمْ ضـدّهـا فــي مـحـفلٍ ... وطـعـنتم فــي وجــودي وأسـاسي


إنـــهـــا كــالــطّــود رأسٌ شـــامـــخٌ ... وبــنـاء الـطـود فــي الـوجـدان راسِ


جـيشُها الـمقدامُ فـي ساح الوغى ... ســيّــدُ الــمـيـدان ذو عــــزٍّ وبـــاسِ


وتــغــنّـى الــحــرُّ فــــي أمــجـادهـا ... مـن رُبـى الـنيلِ (لـوهرانَ) و (فاسِ)


فـاحـفـظوا الـتـاريـخ عــن فـرسـانها ... واصـهـلوا بـالحق يـا أهـلي ونـاسي

قفي دنيا الظلام فلست ندّي
--------------
أشرف حشيش
--------------
هــنـا أبـطـالُنا شَــرَفٌ و شـامَـةْ ... وعــنــوانٌ تـفـسّـرهُ الـشـهـامَةْ



يَــخــرُّ الــغـابُ مـغـشـيّا عـلـيـهِ ... ولا يـصـحـو . إذا ذُكــروا أمـامَـهْ



يــمــيـنَ اللهِ لـــولاهــم لــقـلْـنـا ... مـضى الـتاريخُ وانقضتِ الكرامةْ



بــهـمْ مـــا زالَ مـوطـنُـنا بـخـيـرٍ ... ويــنـعـمُ بـالـمـروءة والـسـلامـةْ



قـفي دنـيا الظلام. فلستِ ندّي ... أتـى الـقسّامُ ممتشقا حسامَهْ



تَــرَيْـنَ بـعـيـنه صــبـحَ انـتـظاري ... ويطوي الكونُ عن بصري ظلامَهْ



يـلـقّنُ جـيشهم فـي الـثأر مـوتا ... ويـسـقيهِم عـلـى لـهـبٍ زؤامَـهْ



ويـلـغي حـقـبة الـسـبعين قـهرا ... ويـسـمِـعُـنا بــرشــاشٍ كــلامَـهْ

استنفرتْ أشجارُها القنّاصا
--------------
أشرف حشيش
--------------
اسـتـنـفرَتْ أشـجـارُها الـقـنّاصا ... غـضبا تـصبّ عـلى العدوّ رصاصا


حتى غدا الشجرُ المقاتلُ مُبدعا ... مـــا عــاد تـفّـاحا ولا (إجّـاصـا)*


مُـتَـلـثّما أغـصـانَـهُ بـطـلُ الـفـدا ... مـتـزنّرا فــي حـضـنهِ الإخـلاصـا


فــالأرضُ حُـبلى أنـجبتْ قـنّاصَها ... والــبـحـرُ أنـــذرَ لـلـعـدا غــوّاصـا


والـوغدُ صـار مُـحنّطا مـن خـوفه ... يـغـلي بـداخـل خـوفـه إرهـاصـا


مَن أحرق الوطن الجميل بحقده ... هـيـهات أن يـجـد الـمـفرّ مـناصا

وما طلب التحرر في خنوعٍ
--------------
أشرف حشيش
--------------
وما طَلَبُ التحرر في خنوعٍ ... ولكنْ في الرباط على الثغور

وفي سلّ الحسام على الأعادي ... وتسديد السهام إلى النحورِ

وفي هجر التفاخر والتباهي ... بأموالٍ وأولاد ودورِ

وإصلاح الشعور بحبّ أرضٍ ... يهيمُ بحبها نبض الشعور

فلا صَلُحتْ "قضيّتنا" بغدرِ ... ولا صَلُحَتْ بغدّارٍ غَرور

فإما عن يدٍ عدنا بنصر ... وإما للجنان بقرب حور

بذا يتحرر الوطن المفدى ... ونشعر بالسعادة والسرور

توقفي
يا خيبة الظنونِ
عن حملةِ التشكيك في فتوني
/
وحدثي
عن نبضنا لأمّة
وغازلي الأشواق في عيوني
/
وسائلي
الأشعار عن جراحنا
وسائلي
عن قلبنا الحنونِ
/
نكون خيرَ أمَةٍ
بحبّنا
ومثلنا والله لن تكوني
/
سحابة الفسفور حين أمطرت
لهيبها
في غمرة الجنون
/
قدْ عجّلت خلاصنا
من طغمةٍ أسيرةٍ
لخيبة الظنونِ.........................
بحر الرجز / تفعيلة الضرب (متفعلْ)

وبعثتَ فينا جعفر الطيّار .
--------------
أشرف حشيش
--------------



خـــذْ نــبــضَ قـلـبــي. بــاقــةَ الأزهــــارِ
قــــــــارورةً يـــــــــا "رائـــــــــدَ الـــعـــطـــارِ"


خــذْ بسـمـة الـصُّـبـحِ الـتــي أشعلـتَـهـا
ودفــــاتـــــري ومـــــدامـــــعَ الأشـــــعـــــارِ


يــــا وعــــيَ ثـورتـنــا الــتــي أيـقـظـتَـهـا
أمـــــــــلا يـــعـــانـــقُ رايـــــــــةَ الــــثـــــوارِ


يـــــا ربـــــعَ قـــــرنٍ بـالــفــدا سـطّـرتَـهــا
وبــعــثـــتَ فــيــنـــا جــعــفـــرَ الــطـــيّـــارِ


صرنا _ فداك الروح _ حصنَ بطولةٍ
وطــــنــــا يُــــعــــزُّ بــســيــفــكَ الـــبـــتّـــارِ


لـولا الشهـادة لــم تـصـل يــا صاحـبـي
أحـــلامُـــنــــا لـــبـــدايــــة الـــمــــشــــوارِ؟


سـيـهــوّد الأقــصـــى بــعـــار سـكـوتـنــا
إنْ لــــم نــــردّ عــلــى الــعــدى بـالـنــارِ


يـــــا صـاحـبَـيْــهِ ولـلـشــهــادةِ حــظّــهــا
فــــــي أن تــفــاخــرَ جـــنـــة الأنـــهــــارِ

عارٌ على الأشعار يا لُغتي
--------------
أشرف حشيش
--------------
وصـل الـشهيدُ وعارُهم وصلا ... عـشـقا يـغـنّي لـلـهوى غـزلا

عـارٌ عـلى الأشـعار يـا لـغتي ... أن تـرقـصي طـربـا لـمن قُـتلا

عارٌ على الحرف الذي رشفوا ... وتـبـادلوه _ بـمـذبحي _ قُـبُلا

أ تـخـونُ وجـدانـي وذاكـرتـي ... وتـخونُ دمـعَ الـشعر والـمُقلا

أتخونُ أشلائي التي احترقتْ ... والـمـجـدَ والـتـاريـخَ والـمُـثُـلا

مـا خـان نـخل الـقدس تربتها ... بـــلْ إنّـــه لـصـفـاتها حَــمَـلا

إن لــم تـخطّوا حـرفكم وطـناً ... فـلتصمتوا _مـن ذُلِّكُم_ خجلا

أينَ وُلدتِ ؟ في جوار الرّدم؟. في حضنهَ ؟.في مواكب القصائد المُشيّعةْ!...

أين وُلدتِ ؟ قبل قصف بيتكم ؟..وبعده؟

في دفعتين ؟ جثّةً مقطّعةْ؟

كي لا يشكّ الغدر في جريمة الولادة الموزّعةْ

ما زلتِ حيّةً ببندقيّة مُلعلعةْ

دموع مفرداتنا..نحيبُ أمّهاتنا ..كمائن الشوارع المولّعةْ

تزفّ للعدو في بلادنا :

نهايةً مروّعةْ