سعيدٌ صباحُكَ يا بنَ العراق
و صبحيَ خيرٌ لأنكَ فيه.
إليكَ سلامي على جنح طيرٍ
مع الفجر جاءَ قبيلَ الصباح
و قالَ بهمسٍ و صوتٍ جميل :
تعالي نسافرُ حيثُ ضرار
أ لستِ بشوقٍ لكي تلتقيه ؟
فرحتُ، و رحتُ أقطّفُ وردًا
و عشرَ سنابلِ قمْح
و عرجونَ تمْر
و ضبَّةَ شيح
: ألا يا هزاري فخذني و تيه.
فحلّقَ بيْ ثم قال :
ترَيْنَ بلادي ؟
برغم الجراح يظلُّ العراقُ كريمًا
و يبقى الفراتُ فراتا
و تأتي حماماتُ دجلةَ
قربَ الضفاف
لكي تحتسيه.
و يبقى الرشيدُ
و لكنْ،
دماءُ بني بلدي أهرقتْ منذ ألف شهيدٍ
و سبعٍ عجافٍ تُعشِّشُ فيه.
أرومُ حياةً بلون الصباح
و خبزًا بطعمِ الكرامةِ و الكبرياء
ليحلوَ عيشيَ فيه.
حزينٌ هزاري فأنّى تُغنِّي؟
وما ستقول ؟
سيمضي عدُوِّي و يَخضَّرُّ حقلي،
يعودُ الحبيبُ، و يحضرُ حلمي،
نضمِّدُ جرحًا قد امتدَّ بَيْنَ الضلوع
و بين المسام
كفاكَ ؛ و لا تشتكيه.
و في الدرب كنّا إليك
سمعنا صراخًا، و صوتَ نشيج
دَوِيَّ قنابلِ غدرٍ، و أفعًى تلوّى، و أخرى تُفَجّر بينَ الجموع
و طفلٌ يئنُّ، و أمُّهُ تبكي،
و شيخٌ هوى ؛ فحمته ذراعُ بنيه.
فقلتُ لطيري :
خذ الوردَ و امضِ إلى حيث تلقى ضرارَ بتلك الجبال،
و دعني أداوي جراحَ بلاديَ مِنْ خائنيه.
و أرسمُ بالصبرِ وجْهَ العراق
و أنحتُ في الصخر أسطورةً من رصاص
ليحيى كريمًا ؛
و خبّره أنّي على عهدنا، لن أخونَ عهودي إليه.
و قدِّمْ هدايايَ تمرًا
- لكي لا يموتَ العراقُ و يحيى بهيًّا-
و وردًا،
و خبزًا،
و شيحًا إليه
،
،
،
آخر تعديل وطن النمراوي يوم 03-16-2011 في 11:04 PM.