ياسيدة الياسمين أما زلتِ ترقصين
على شرفات القمر
اما زلتِ تحملين الاريج في السمر
أما زال صوتكِ يشدو لعصافير الشجر
فترقص له الزهور ما بين شاطٍ ونهر
اما زالت عيناك جنتين في صور
ما اروعكِ ايتها الانثى التي صيغت من زهر
كوني كما شئتِ ان تكوني
فقلبي يهواكِ في جنونِ
ويدعو سابحا فيكِ كنفحات من قطر
يا اهزوجة العاشقين في ليلة داجية
يا نغمة كتبها عاشق في عين غافية
اتعلمين سر حبي لكِ .. لن ابوح
ومابين الحنايا ولدت لعينيك قصيدتي الحانية
احبك كلمة اقولها وساقولها
مهما مرت سنون فانا على العهدِ
ما دامت الروح باقية
كوني كما عهدتكِ في الأيام الخالية
انشودة الربيع ..انشودة القلب في القافية
بين الكاف والنون
1
من اوراقي القديمة يوم كنت ملاكا جريحا
من عالم البعد والنأي , من أطراف الحدود
على جانب الصحاري النائية في الزمهرير والبرود
وقفتُ شاخصاً ارنو طيفكِ الوسنان في الأفق ..
وخلفي تركتُ مدائن الأحزان حاملاً لكِ هدية ونبضة
انها تهتف باسمك هنا عند الشريان ..
مددتُ يدي ادعوكِ طيفاً حلَّقَ في سماء مشاعري منذ سنين وسنين ..
كم رسمتكِ بفرشاتي ؟ وهتفتُ اسمك بنداءاتي ومناجاتي
وحملتكِ سراً طوال الماضي من حياتي يا حياتي
فمذ هبطنا لعالم البشركنتِ لي هاجسا يعتريني كلما شعرتُ بالفقد , بالقيد , بالأسر .
انا في الأسر مقيدا وحيدا.. اتعلمين اني من دونكِ بقايا البقايا
في زنزانة الجسدِ .. مثقلا بالرزايا وارنوكِ قمرا من مشكاته يا احلى قمرْ
والدياجير تلفني بحلكتها وتحجب النظر
اخبريني كيف من دونكِ اعيش
وانا اذكركِ واتنهد .. والله يشهد
بين الكاف والنون
2
من اوراقي القديمة يوم كنت ملاكا جريحا
حلمت بك ذات مساء ترفلين برداء من نور
وكنتِ حورية هناك بين الحور .. تجلسين تحت شجرة
تتارجحين على اغصان الياسمين وتعزفين بقيثار من الحنين
وما زلت اذكر تلك الزهرة البيضاء التي تدلت من بهيم شعركِ
فكانت قمرا في ليل حالكِ ...
واستيقظتُ من نومي وكم وددت لو كنت نائما حتى يتواصل حلمي بكِ
وعدت الى حياتي التي من دونك اعيشها مجرد هامش في صفحة داكنة
وافكر متى تشرق شمس لقاكِ ؟ لتحيل لياليَّ الى نهار مزهر جميل
فما زلتُ اذكر همسة كنتِ همستيها وانتِ تفكرين بي
انا بانتظارك
اعلمتِ باني افتش عنكِ بين وجوه البشر واحيانا في الزروع في الورود والزهر
وربما اخذني الومى للسماء بين النجوم والى هالة القمر
لان له بهاءً كبهائكِ ياسيدة الزهر
بين الكاف والنون
3
من اوراقي القديمة يوم كنت ملاكا جريحا
لحن جاء من مساء لصباح
مضمخ بعطر الشوق محمل بعبق القداح
سيدتي ..
ربما طال الانتظار عمرا ربما تكسرت امانينا
على صخور تجارب قاسية وساد الدجى بيض ليالينا
ربما جرحنا من هذا وتلك ربما انكسرت افئدتنا ولاحت صخور الياس
في شواطئ احلامنا ولكن هناك بوارق .. وفي الأفق شواهق
تدلنا للدرب
نعم طال الانتظار وتعبنا من طول الشقة وبعد الأسفار
ولكن لا بد من بعد ليل الفراق
تأتي شمس الوصال في نهار
وتحن من بعد قسوة دنيا ظالمة
بين الكاف والنون
4
من اوراقي القديمة يوم كنت ملاكا جريحا
كيف اخون من وهبتني نسمة اتنفسها
من بعد اختناق
كيف اخون من اعطتني فسحة انعم بها
من بعد احتراق
باعذب نبضة واجمل همسِ
ولأنك نفسي ساشكوكِ لنفسي
سيدتي
ربما حولي نساء كثيرات
ربما في الروض وردات وزهرات
ولكني اختصصتك وردة اشم اريجها
من بعد عناء فلا تتهميني لأمسِ
ولأنكِ نفسي سأشكوكِ لنفسي
كيف اخون من بها الالوان تزهو
كيف اخون من لها الأطيار تشدو
كيف اخون زهرتي الجميلة التي لها قدمت حياتي
ومسحت الماضي كله من ذكرياتي
ولأجلها فقط كتبت اصدق عباراتي
لاتقولي خائن لأني اكره الخائنين
ولا تقتلي الشوق وتخنقي الحنين
فالقلب جريح يقتل بلمس
ولأنكِ نفسي اشكوكِ لنفسي
أشتقت اليكِ يامن بكِ ابتدأت حياتي