الملوك يتزوجون سرا
من أشهر قصص حب الملوك ، قصة الملك الفرنسي لويس الرابع عشر..ولد لويس الرابع عشر في شاتو دو سان-جيرمان-أون-لي، والده لويس الثالث عشر ظل لثلاث وعشرين سنة بدون أطفال، لذا صور لويس الرابع عشر كهبة من الله. أشتهرلويس الرابع عشربأنه كان يمتلك أكبر مجموعة من الجواري من أروع وأجمل نساء العالم من الفرنسيات ومختلف الجنسيات الأخري..لم يكن لويس بالرجل الخليع الفاجر، وعلينا أن نذكر دائماً ونحن في معرض الحديث عن الملوك حتى إلى قرننا هذا، أن العرف اقتضاهم أن يضحوا بميولهم الشخصية ليعقدوا زيجات منفعة سياسية للدولة، ومن ثم كان المجتمع والكنيسة أحياناً كثيرة-يغضان بصرهما إذا التمس الملك متعة الجنس وشاعرية الغرام عن الرباط الزوجي. .ولو كان الأمر بيد لويس لبدأ حياته بزواج حب .. كانت له عشيقة قريبة الي قلبه وعقله فضلها عن المحظيات وأنجب منها ثلاثة أبناء وهي مدام دي مونتسبان الشابة الرائعة الحسن والفتنة والجمال... وقد كانت مدام دي مونتسبان تعرف قيمة أنوثتها وقدر مكانتها عنده , فعرفت كيف تسيطر عليه من كل النواحي وحاولت أن تدفعه للزواج منها, ولكن كله الا كده فالملوك لا يتزوجون الجواري وإلا فقدوا شعبيتهم بين رعاياهم من أبناء الدولة وفقدوا أيضا مكانتهم وبرستيجهم وسط الملوك الآخرين.
ولأن الحلو ما يكملش فقد كانت مدام دي مونتسبان علي قدر جمالها الفائق امرأة سيئة الطباع فهي غيورة جدا وعصبية إلي أقصي حد وكانت تتشاجر مع الملك بشكل منتظم مستمر لأتفه الأسباب وتتعمد أن تصرفه عن عمله وتبعده عن الاهتمام بشئون الدولة والرعايا حتي يهتم بها هي فقط.. وهكذا تحولت حياة لويس الرابع عشر إلي جحيم وساءت أحواله النفسية وكذلك أحوال فرنسا الاقتصادية وكل هذا بسبب الجارية النكدية الحسناء ذات الطبع الناري.
وقد كانت لمدام دي مونتسبان عشيقة لويس جارية تعمل علي خدمتها وتتولي مهمة تربية أبنائها الثلاثة من الملك أسمها ، مدام سكارون , وهي امرأة متوسطة الجمال تخطت الثلاثين من عمرها وقد ولدت بسجن بنيور في بواتو، حيث كان أبوها يقضي فترة من فترات سجنه الكثيرة عقاباً له على جرائم مختلفة ، ومدام سكارون هذا لقبها بعد الزواج أما اسمها الحقيقى (فرنسواز دوبينيه)..تزوجت في سن السادسة عشرة من بول سكارون ، الكاتب الفرنسي وقد كان كاتباً مشهوراً، وظريفاً لامعاً، مشلولاً شللاً كاد يكون تاماً، مشوهاً تشويهاً بشعاً... وأوضح لها بجلاء أنه لا يستطيع أن يطالبها بحقوق الزوج. فقبلته، وخدمته ممرضة وسكرتيرة، وقامت بدور المضيفة في صالونه، وتظاهرت بأنها لا تسمع تهكم الضيوف عليها. وكان ذكاؤها يدهشهم حين تشترك في الحديث. ... وقد كانت مدام سكارون هي رسول السلام والوفاق بين الملك لويس وعشيقته, وكانت بحديثها الهاديء الرقيق معه وبوداعتها وطيبتها المفرطة تطفيء نيران غضب وعصبية الملك وتدفعه وتساعده علي الاهتمام بعمله ودولته حيث كانت تنظم له مواعيد مقابلاته مع الوزراء وتقرأ له التقارير الخاصة بشئون المملكة... وهكذا وجد الملك في جاريته ومربية أبنائه الطيبة الرقيقة ما لم يجده في محبوبته الحسناء فأعادها إلي جناح الحريم والجواري وجعل المربية سيدة بالقصر وأعطاها لقب مدام دى مانتينون بعد أن حققت له الحياة الهادئة المستقرة التي يشتاق اليها مثله في ذلك ككل الرجال.. وما من شك في أنه أراد أن يجعل المركيزة خليلة له، وظن لويس أن مانيتنون سترضى بأن تكون خليلته، ولكنها قابلته بصد لبق، فهو الزواج وإلا فلا. فقد كانت شديدة التدين والأحتشام.. وفي تاريخ لا يعرف على التحديد، ولكنه على الأرجح في 1684، تزوجها، وكان في السابعة والأربعين، وهي في الخمسين. وكان ارتباطاً غير متكافئ، لا يصيب الطرف الأدنى فيه إلا رتبة جديدة ولا حقوق وراثية. ولقي مستشارو الملك صعوبة في ثنيه عن إعطاء خادمته الحقوق الكاملة وتتويجها ملكة، وذكروا له ما سيكون من تذمر الأسرة المالكة والحاشية إذا وجدوا انهم ينحنون احتراماً لمربية. وعليه لم يعلن نبأ الزواج وظل سرا ….عاشت مدام دى مانتينون بجانب زوجها الذى كان لايقوى على فراقها ، لايتناول طعامه الا في حضرتها...حتى عنمدما أصيبت بالمرض وأصبحت قعيدة كرسى متحرك ، لم تكن تبارح جناحه الا بعدما يخلد للنوم وتسمع صوت أنفاسه وشخيره...عاشت أمام الناس محظية للملك وهى الملكة المتوجة على عرش قلبه ومملكتة....لويس الرابع عشر ..ملك الشمس ، هكذا كان يلقبه شعبه...حلم بأن يتزوج على حب ، مات وشمس الحب تدفئ قلبه...كان يقول لزوجته دائما...أحببتك لأنك تعرفين كيف تحبى ...ليتنى أتعلم العطاء منك...قبل موت الملك بسويعات ، غادرت الملكة قصرها ، فهى أمام الجميع ليس لها اية حقوق...دفنت الملك وحبه في قلبها ، أعتزلت الحياة في ديرسان سير وفتحت مدرسة دينية لتعليم فتيات النبلاء..هذه قصة أمرأه أحبت بعقلها ....