قال ابن عباس المعنى: أولم يتبين لهم أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم، وقال ابن جرير في تفسيرها: أولم يتبين للذين يستخلفون في الأرض من بعد إهلاك آخرين قبلهم كانوا أهلها فساروا سيرتهم، وعملوا أعمالهم، وعتوا على ربهم { أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم} يقول: أن لو نشاء فعلنا بهم كما فعلنا بمن قبلهم، { ونطبع على قلوبهم} يقول: ونختم على قلوبهم، { فهم لا يسمعون} موعظة ولا تذكيراً.
وهكذا قال تعالى: { أفلم يهد لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم}[1] ؛ وقال: { أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال}[2]، وقال تعالى: { وكم أهلكنا من قرن هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا}[3] أي هل ترى لهم شخصاً أو تسمع لهم صوتاً؟
وقال تعالى: { ولقد كذب الذين من قبلهم فكيف كان نكير}[4] ؟
وقال تعالى: { فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها وبئر معطلة وقصر مشيد}[5]
إلى غير ذلك من الآيات الدالة على حلول نقمه بأعدائه، وحصول نعمه لأوليائه، ولهذا عقب ذلك بقوله وهو أصدق القائلين.