ثنائية (تـــــيـــــه) سمية اليعقوبي& عادل الفتلاوي

[CENTER]

نهدي هذه الخربشات إلى

أسرتنا آل النبع الكرام

مزيد الحب لكم

[CENTER]

	للتيهِ.. - رغماً- حيثُ يمّمتُ الخطى= والدمعُ ظلَّ على الجفون مفرّطا أنى ذهبتُ فهذهِ سحبُ النوى= ستلبّدُ الوجهَ الحزينَ المُحبَطا قدرٌ يكادُ يشدّني نحو الردى= أيامهُ سهمٌ وأحلامي القطا فكأنني أعمى يطاردُ ضاحكاً= مستهزئاً وأنا أدورُ تخبّطا

	يا صاحبي في التيه يستعر اللظى= ويحيد عنا الدمع لحظة ضعفنا نعلو برنات التوجع والأسى= فالمعزف المبتور ضيع لحننا في الليل ناجينا النجوم ونورها= عبر الرياح الذاريات لحلمنا واليوم يحترف الزمان عذابنا=والهجر سوف يظل يمطر جرحنا

	الملحُ غازلَ جرحنا وعيوننا= والليلُ بالشجنَ العتيقِ تأبَطا نرنو إلى أمسِ التوجّعِ كلّما= جلبتْ عيونُ الصبحِ فجراً أشمطا نطأ السنينَ القادماتَ بحلمناِ= فنسير في غبشِ الحياةِ تورّطا التيهُ قادَ قوافلي وكأنها= ريشٌ هوى بالريحِ كانَ محنّطا

	يتخلّل الليل الكئيب مشاهدا=رسمته كفّ الرّيح فوق نواظري كيف انبلجت من الضّياء وعادني=إثم وصرت أنال وزر الكافرِ يتقاطر العمر الجريح بأدمعي=تترى كتائب حزنه بمحاجري دَوّى انفجار التيه بين جوانحي=وتناثرت روحي لفيض خسائري

	ألفيتها عندَ الغروبِ تقول لي: = (يا شاعري كنْ في الهوى متوّسطا) لم نحترفْ غير الكلامِ فما لنا= إلاك يا سحر القصيدةِ مهبطا وتهرطقُ الكلماتُ فوقَ دفاتري = وأجيء وحديَ شاعراً متسفسطا لا قُدّسَ الشعرُ الكبير مهابةً= إن لم يكنْ للحبِّ سرْجاً يمتطى

	يا طائر الشّعر المهيب الحائِر=أيطيب قول للجريح الخائرِ تحدو إليك مع الأنين مواجعي=من بعد ترويع لها وتناحرِ ما الشعر إلا صرخة في لحظة=ثم اختفت مثل الشراع الهاجرِ نتلو تهاويم المنى من عَبرة=وكأننا نكسي الثرى ببشائرِ

	وضممْتها صوفيّةً في مهْجتي=صلواتُ وجديَ خشْيّةً أن تقنطا فشممْتُ عطْر العاشقيْنَ يقودني=ما كانَ قلبيَ عن ضياعيَ يغْلطا أدري بأنيَ كالرحيلِ بعيْنها=لللاوصولَ تحثّني هذي الخطى يا دهشةَ الإسراءِ فوقَ مواجعي=صارَ الفؤادُ على الفؤادِ مسلّطا

	آتِي ودمع العين يتبع لهفتي=لأعود قلبك كالرسول الزائرِ بلّغ فؤادك أنني مسجونة=وهنا بقبر التّيه يرقد طائري شبح الرحيل يصد كل مشارفي=فالحب ضلّ طريقه بمعابري يا عادل الأشجان إن مشاعري=قد شابهت منك الشقاء فحاذرِ

	غريبةٌ خطوتي كالدربِ كالسفرِ= كالوجهِ يمّمَ آفاقاً من الحذرِ خلفي وأدْتُ سنينَ العمرِ آفلةً= كي أبحثَ اليومَ عن عمرٍ بلا كدرِ ورحتُ أطرقُ بابَ الليلِ معتذراً= فتطرقُ السمعُ أصداءً لمعتذرِ لا كفُّ ماءٍ سيلقى خلفَ راحلتي= ولا عيونٌ تتمُّ الليلَ بالسهرِ