أحيانا تكون امرأة أكبر مجرم أتقى امرأة كما كانت امرأة فرعون التي قالت "رب ابن لى عندك بيتا في الجنة ونجنى من فرعون وعمله ونجنى من القوم الظالمين" واختارت الجار قبل الدار !
شاع أمر يوسف والمرأة في المدينة مدينة مصر.
وقيل: مدينة عين الشمس وتحدث النساء بذلك وقلن - وهن خمس نسوة: امرأة حاجب الملك، وامرأة صاحب الدواب، وامرأة الخباز، وامرأة الساقي ، وامرأة صاحب السجن، قاله مقاتل.
وكلمة " نساء " تدلُّ على الجماعة، لكن مفردَ كلٍّ منهما ساقط في اللغة، فمفرد " نسوة " امرأة؛ ومفرد " نساء " أيضاً هو " امرأة ".
ومن العجيب أن المفرد، وهو كلمة" امرأة " له مثنى هو " امرأتان"، لكن في صيغة الجمع لا توجد " امراءات "، وتوجد كلمة نسوة اسم لجماعة الإناث، واحدتها امرأة، وجمعها نساء.
وقد قالت النسوة: { ٱمْرَأَةُ ٱلْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ } [يوسف: 30].
وما قُلْنَه هو الحق؛ لكنهن لم يَقُلْنَ ذلك تعصباً للحق، أو تعصباً للفضيلة.
وشاء سبحانه أن يدفع هذه المقالة عنهن، ففضح الهدف المختفي وراء هذا القول في الآية التالية حين قال:{ فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَئاً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّيناً وَقَالَتِ ٱخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ للَّهِ مَا هَـٰذَا بَشَراً إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ * قَالَتْ فَذٰلِكُنَّ ٱلَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ... } [يوسف: 31-32].
والمكر هو سَتْر شيء خلف شيء، وكأن الحق يُنبِّهنا إلى أن قول النسوة لم يكن غضبةً للحق؛ ولا تعصباً للفضيلة، ولكنه الرغبة للنِّكاية بامرأة العزيز، وفَضْحاً للضلال الذي أقامت فيه امرأة العزيز.
وأردْن ـ أيضاً ـ شيئاً آخر؛ أن يُنزِلْنَ امرأة العزيز عن كبريائها، وينشرن فضيحتها، فَأتيْنَ بنقيضين؛ لا يمكن أن يتعدى الموقف فيهما إلا خسيس المنهج.
فهي امرأة العزيز، أي: أرفع شخصية نسائية في المجتمع، قد نزلت عن كبريائها كزوجة لرجل يُوصَفُ بأنه الغالب الذي لا يُغلب؛ لأن كلمة " العزيز" مأخوذة من المعاني الحسية.
فيُقال: " الأرض العَزَاز " أي: الأرض الصخرية التي يصعب المشي عليها، ولا يقدر أحد أنْ يطأها؛ ومن هذا المعنى جاءت كلمة " العزيز ".
فكيف بامرأة العزيز حين تصير مُضْغة في الأفواه؛ لأنها راودتْ فتاها وخادمها عن نفسه؛ وهو بالنسبة لها في أدنى منزلة، وتلك فضيحة مزرية مشينة.
هاجر (عبرية: הָגָר هجر وتنطق الجيم مصرية) شخصية توراتية ورد ذكرها في سفر التكوين وجاء ذكرها بإسمها في الأحاديث النبوية وذكرها النبي محمد أيضاً بلفظ أُم إسماعيل, وأُشِير إليها دون تسمية في القرآن الكريم.
حسب سفر التكوين، هاجر أمة أو جارية مصرية لسارة ويوجد في التراث الإسلامي ما يؤيد ذلك وهي امرأة مكرمة في الإسلام فهي والدة نبي وفق معتقدات المسلمين وهو إسماعيل وإن كان المسيحيون واليهود لا يؤمنون بنبوته.
معنى الاسم
ها-جر : (ها) بالهيروغليفي معناها زهرة اللوتس، وكلمة (جر) معناها أرض جب بالمعنى التوراتي (مصر). أيّ اسمها زهرة اللوتس.
قصتها
ذكر بعض اليهود أن هاجر كانت جارية، ولكن جاء في بعض كتبهم اليهودية (مدراش) أنها أميرة.(مدراش, تامار كاداري) وجاء في سفر التكوين (45:1) أنها ابنة لفرعون مصر، وقد ذكر ذلك فيليز طرابلسي وليتي راسل في كتاب "هاجر وسارة وابنائهما" (الصفحة 106) .
وذكر ابن كثير أنها كانت أميرة من العماليق وقيل من الكنعانيين الذين حكموا مصر قبل الفراعنة، وأنها بنت زعيمهم الذي قتله الفراعنة، ومن ثم تبناها فرعون.
وعندما أراد فرعون سوءاً بسارة دعت الله فشلت يداه، فقال فرعون إدعي ربك أن يشفي يداي وعاهدها أن لا يمسها، ففعلت فشفى الله يديه، فأهدى إليها الأميرة القبطية المصرية التي اسمها هاجر إكراماً لها وليس خادمة كما يدعى اليهود في كتبهم.
فآثرت سارة أن يتزوجها إبراهيم، لأنها كانت تعلم أن إبراهيم كان يريد أن يكون له ذرية، فتزوجها.
وهكذا حقق الله دعوة إبراهيم عليه السلام وحملت هاجر "فبشرناه بغلام حليم"، هو إسماعيل عليه السلام.
هي ريطة بنت عمرو بن سعد بن زيد، ورد ذكرها في قوله تعالى: وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ( النحل 92).
وكانت خرقاء تغزل هي وجواريها من الغداة إلى نصف النهار، ثم تأمرهن فينقضن جميعاً ما غزلن، فكان هذا دأبها لاتكف عن الغَزل، ولاتبقي ما غزلت.
ويقول القرطبي في قوله تعالى: { ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا} النقض والنكث واحد، والاسم النكث والنقض، والجمع الأنكاث.
فشبهت هذه الآية الذي يحلف ويعاهد ويبرم عهده ثم ينقضه بالمرأة تغزل غزلها وتفتله محكما ثم تحله.
ويروى أن امرأة حمقاء كانت بمكة تسمى ريطة بنت عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة كانت تفعل ذلك، فبها وقع التشبيه؛ قال الفراء، وحكاه عبدالله بن كثير والسدي ولم يسميا المرأة، وقال مجاهد وقتادة: وذلك ضرب مثل، لا على امرأة معينة.
و { أنكاثا} نصب على الحال. والدخل: الدغل والخديعة والغش.
قال أبو عبيدة: كل أمر لم يكن صحيحا فهو دخل.
ابن كثير: أي يا شبيهة هارون في العبادة.
{ يا أخت هارون} أي أخي موسى وكانت من نسله، كما يقال للتميمي: يا أخا تميم، للمضري: يا أخا مضر، وقيل: نسبت إلى رجل صالح كان فيهم اسمه هارون قال السهيلي: هارون رجل من عباد بني إسرائيل المجتهدين كانت مريم تشبه به في اجتهادها، ليس بهارون أخي موسى بن عمران، فإن بينهما من الدهر الطويل والقرون الماضية والأمم الخالية ما قد عرفه الناس ، فكانت تقاس به في الزهادة والعبادة. وقد كانوا يسمون بأسماء أنبيائهم وصالحيهم.
الأخيرتين فيهما رأيين: كانت ريحانة (بنت زيد بن عمرو بن قنافة النضيرية اليهودية بنت شمعون بن زيد القرظية أماً للمؤمنين، اختلف في أمر وُصلتها بالنبي محمد بن عبد الله ؛ حيث قال شبلي نعماني أن رسول الله حررها فرجعت إلى أهلها ، فيم قال ابن إسحاق أنه سباها ثم تسررها۔
الأخيرة أم شريك خولة بنت حكيم السُلميّة صحابية هي زوجة الصحابي عثمان بن مظعون.
خولة بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص بن مرة بن هلال بن فالج بن ثعلبة بن ذكوان بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم السلمية.
قال المزى قال هشام بن عروة عن أبيه: «كانت خولة بنت حكيم من اللاتى وهبن أنفسهن للنبى صلى الله عليه وسلم» بعد وفاة زوجها .
قال أبو عمر بن عبد البر: «خولة و يقال خويلة بنت حكيم تكنى أم شريك، و هي التي وهبت نفسها للنبى صلى الله عليه وسلم في قول بعضهم و كانت صالحة فاضلة». وقيل أيضاً أنه لم يتزوجها
بلقيس كانت ملكة مملكة سبأ الوارد ذكرها في الكتاب المقدس والقرآن الكريم. في قوله تعالى: إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ ( النمل23).
ابن كثير
قال الحسن البصري: وهي بلقيس بنت شراحيل ملكة سبأ، وعن قتادة في قوله تعالى: { إني وجدت امرأة تملكهم } كانت من بيت مملكة وكان أولو مشورتها ثلاثمائة واثني عشر رجلاً، كل رجل منهم على عشرة آلاف رجل، وكانت بأرض يقال لها مأرب على ثلاثة أميال من صنعاء، وقوله: {وأوتيت من كل شيء} أي من متاع الدنيا مما يحتاج إليه الملك المتمكن {ولها عرش عظيم} يعني سرير تجلس عليه عظيم هائل، مزخرف بالذهب وأنواع الجواهر واللآلئ، قال علماء التاريخ: وكان هذا السرير في قصر عظيم مشيد رفيع البناء محكم، وكان فيه ثلاثمائة وستون طاقة من مشرقه، ومثلها من مغربه، وقد وضع بناؤه على أن تدخل الشمس كل يوم من طاقة وتغرب من مقابلتها فيسجدون لها صباحاً ومساء.
آسيا امرأة فرعون: آسية بنت مزاحم امرأة فرعون موسى. التي تلقت النبي موسى من اليم وآمنت به وأسندت رضاعته لأمه.
وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (القصص 9) يعني: أن فرعون لما رآه هم بقتله خوفا من أن يكون من بني إسرائيل فجعلت امرأته آسية بنت مزاحم تحاج عنه وتذب دونه، وتحببه إلى فرعون، فقالت: ( قرة عين لي ولك) فقال: أما لك فنعم، وأما لي فلا. فكان كذلك، وهداها الله به، وأهلكه الله على يديه.