ديوان الشاعر / ألبير ذبيان

شاعر الإناث

صَبـا من قبـــرهِ الهَدْمِ المَلاثِ
=============مُـذ اشتـــمَّ القصـائدَ للإنــــاثِ
*
فطـار صوابُـــهُ يحبــو ويكبـو
=============يرنِّحـــهُ التَّضعضعُ بــاللُّهـاثِ
*
ليحجــزَ مقعــدَ الإطـراءِ حتماً
=============عميــقَ الـرَّدِ للتَّكريمِ جـــــاثِ
*
يناهزُ صحـوُهُ الإعجـازَ، لـولا
=============كتبــنَ لمـاتَ من غيرِ اكتراثِ!
*
فسبحـــانَ التَّي أحيتــهُ حتَّـــى
=============أتــى متوقِّــــداً فــــذَّ الحِثــاثِ
*
يهيــمُ على يسارِ النَّصِ طوراً
=============ويُغــرمُ بــاليمينِ علـى الأثاثِ
*
يُقبِّـــلُ قــافيــاتِ الشِّعرِ عُجبـاً
=============كـــأنَّ بـــهِ مِســاسٌ مـن خَباثِ
*
وآلُ الحـرفِ ظنُّوا مـاتَ غيبـاً!!
=============فـلاذوا للبكـــــاءِ مــع المَراثـي
*
يُفاجئهـمُ! تُــراهُ أعــــادَ حيَّـــــاً
=============من الأمواتِ كالإبـــلِ الدِّلاثِ!؟
*
تَسارَعَ خطــوُهــا لتنالَ واحـــاً
=============رقيـــقَ المـاءِ لُــذِيَّ المَغـــاثِ!
*
فيشــربُ نـاهــمَ الكلمــاتِ ردَّاً
=============يسيـــلُ تغزُّلاً حلــــوَ اليمـــاثِ
*
ليكتنــزَ الحيــاةَ إلى نصــوصٍ
=============ترقّّبَهـا خبــيءَ الطَّرفِ حــاثِ
*
ويخرسُ بعـــد أن أدَّى مُنـــاهُ
=============وأدلــــى مـــا يكـــابــدُ بـالنَّفاثِ
*
ليشبعَ عن نصوصِ القومِ زُهداً
=============فأينَ الزُّبدُ من طعمِ الـــرَّواثِ؟!
*
فمـا لذكورِ قومـي مـــن رجـاءٍ
=============بإحيــــاءِ الغريزة كـالدِّمــــاثِ!
*
كــذا فُطــرتْ على لَكَعٍ نفـوسٌ
=============تبــوءُ دنــــاءةَ الطَّبـــعِ الدِّعاثِ
*
ومثلُكَ يـا صفيقَ الحــرفِ عارٌ
=============علـى الأدبــاءِ قطعــاً والتـراثِ
*
أمـــاتَ اللهُ قلبـــكَ يـــا صبيَّـــاً
=============تمطَّـــى سافــرَ الخُلـقِ الـرِّثاثِ
*
فلا مـا شِبْـتَ، بــاتَ الشيبُ ذمَّاً
=============إذا يــؤتى لمثلِكَ خبـطَ عـــــاثِ
*
وقــــاكَ اللهُ توقيـــــراً لتبقــــى
=============دميمـــاً فـــــاحَ نتنـــاً بـانبعــاثِ



الوافر



معاني الكلمات:

الملاث: اختلاط الظلمة أي لم يشتدَّ سوادها.
الحثاثِ: الحثُّ العجلة والإسراع والحرص.
الخباث: الخبث والخبيث وهو الشيطان.
الإبل الدِّلاث: السريعة الحركة.
المغاثِ: الإغاثة والغوث للمطر والماء.
اليماث: ماث الشيء أذابه، والرجل ليَّنه.
حاثِ: من يحثو التراب.
النَّفاث: ما ينفث من الفم أقل من التفل.
الرَّواث: الروث.
الدِّماث: الدماثة ولين الطبع وسهولة الخلق، وهنا النسوة مقارنة بحزم الرجل.
الدِّعاث: ما يداخل النفس من وضاعة وحقارة.
الرِّثاث:الخلق الخسيس.
عاث:أي أفسدَ.

حنانيك

مــوتُ التيــــاعــــاً ألا لـو تعــــي
================بــأنِّــــي جُننــــــتُ ولا أدَّعـــــــي
*
أؤجِّــــلُ ساعَ احتضـاري مِـراراً
================لأشبـــــعَ منـــــكِ ولـــــم أشبـــــعِ
*
أحبُّــــكِ، هـاكِ احتــراقي احتدامي
================تلاشــــيَّ فيـــكِ غـــــزا مطلعــــي
*
وألحــــدَ للــــرُّوحِ دونــــكِ رَمساً
================لتُقبَـــرَ مــــــع حزنِهـــــا الأفجـــعِ
*
حنانيــــكِ يــــا مُنيتي كُــــلَّ كُلِّـــي
================كيــانـــي وُجــــودي ألا فــاسمعـي
*
اضطـــرامَ الغرامِ لظـى خفقَ قلبي
================يفــــورُ الــدِّمــاءَ علــى مصرعـي
*
أريـــدُكِ محـــضَ انهيــــــــارٍ أُوارٍ
================عِنــاقــــاً يماهيـــــكِ فــي أضلعــي
*
أريـــدكِ، لا بــــــــــالإرادةِ لا بـــل
================بكنهــي بــــــذرِّي بمـــــا لا أعــــي
*
وأفنــــاكِ ممســـوسَ جُلِّـــي ببعضٍ
================تقنَّــــعَ بـــــــــالعقـــــلِ أو يــدَّعـي!
*
أهيمُــــكِ، كيــــفَ أجسِّـــــدُ عُمقـي
================بـــــأعبـــــاءِ حـــرفٍ صـدٍ مولـعِ؟!
*
خذينــــي إليــــــكِ أمـــــانَ تــــلاقٍ
================ومُــــرِّي بـــأطلالـــــــيَ الأربـــــعِ
*
رزايـــــا سُهـــادي، بقــايــا مُرادي
================أمـانـــــــيَّ، أنَّـــــاً دمــــى أدمُعـــي
*
طَئــي بـــالقـــــداســةِ ذرَّاتِ أرضٍ
================تُواري شظــايــايَ في مضجعـــــي
*
وضُمِّــــي إليــــكِ الأثيـــــرَ إذا مــا
================هفــــا قــربَ صـدركِ ذا مطمعـــي
*
فتلكَ اليتيمــــــةُ دونــــــكِ رُوحـــي
================بتهفــــافِهـــــا الشَّــائـــــقِ الأخشـــعِ
*
وذاكَ المُسجَّـــى أنـــــــايَ المُعــذَّبَ
================أحــــــوالَ فقــــــدِكِ بــــاقٍ معـــــي
*
حبيبــــةَ قلبــــي منـــايَ احضُنينــي
================ازرعينــــي بـــــأنفاســــكِ الأمتــــعِ
*
ولُمِّــــي اغترابـــي دُنـــاهم كيانـــكِ
================وانهمــــري بــــالجــــــــدا أربُعـــي
*
لأحيـــــا بعيــــــدَ الممــــاتِ بـــأنتِ
================وئــامـــاً ببعــــثٍ ســــرى مَهجعـي
*
أموتــــكِ عشقـــــاً وأحيـــاكِ موتــاً
================وأعشــــقُ في كلِّهــــــم مـــوقعــــي
*
لأبــــدعَ فيـــــــكِ الــــرَّوائـــعَ فنَّـــاً
================يطـــــالُ مقــامــاتِـــكِ الأرفـــــــــعِ
*
وأنحــــلَ معنــــايَ منكِ انــــذهــالاً
================يتيــــهُ بــــهِ القََـــــرمُ والمــــدَّعــي!
*
تغـــــارُكِ ليلـــــى، بثينـةُ، خــولـةُ
================عبلــةُ، مــــن حُبِّـــــيَ الأبـــــــــدعِ
*
لأدهِشَ أنــــتِ برؤيـــــاكِ شِـــعري
================تغـــاريــــــكِ فـــــيَّ ولا تقنعــــــي!*

أكونَــكِ! حُلـــــمٌ بــــديـــــعٌ تـراءى
================انتمـــــاءً إلى حسنـــــــــــكِ الأروعِ
*
فجــــودي وصــــالَكِ روحـاً ورئماً
================يُــداوي التيــــــــاعي ولا تمنعــــــي




المتقارب

غاب الافتراض

زرافٌ تيَّمــتْ فيــــــلا
===========وعـــاثـــتْ فيــهِ تقتيلا
*
وكلـــبٌ نــابِحٌ يهـــذي
===========بــأفعــى بــاتَ مذلـولا
*
وخنزيـــرٌ عــلا تــــلاً
===========بــدا بالخبـــثِ مـأهولا
*
تغـــذى روثَ هـرٍّ فـرَّ
===========مـن راعيـــهِ ضِلِّيــــلا
*
غرابُ الشِّعرِ أدلى دلوهُ
===========المسمـــومَ مــــذهــــولا
*
وفـــأرٌ كـــرَّ بــابَ النَّثرِ
===========أهـــدى البغـــلَ إكليـــلا
*
يـــراعٌ فـي يدِ الخرتيتِ
===========صــاغَ الحــرفَ مهبولا
*
سيــاسيٌّ حمــارُ الغــابِ
===========قــادَ الجمـــعَ مخبــــولا
*
وخفَّـــاشٌ أميـــنُ السِّـرِّ
===========لاكَ النَّـــصَّ مــأكــولا
*
ونســـرٌ سُرَّ بعدَ الأسرِ
===========وهمـــاً عمَّــهُ طــــولا
*
تواصى بالحمامِ الزَّاجلِ
===========الآمــالِ تغسيــــــــــلا
*
تكيــلُ الغابةُ الصَّحراءُ
===========كثبـــانَ الخنـــا كَيــــلا
*
ذبـــابٌ غبَّ قعرَ الجُبِّ
===========دسَّ الإثـــمَ مكفـــــولا
*
شرابـــاً خـادراً يروي
===========ظمــاءَ الـــدُّبِّ تخجيلا
*
هـــدوءٌ قابعٌ في زيفِهِ
===========المزعـــومِ تــأويــــــلا
*
وهــــذرٌ قيِّــمٌ يُرضي
===========بغــــاةَ الــــرِّمِّ أو قيلا
*
وبغْـــيٌ سـافرٌ يسري
===========بـــدا بـالــــودِّ مبـذولا
*
وحسبي بعدَ خوضِ الغابِ
===========صمتــــاً مـــلَّ معلولا



الهزج

النفخ في قربة

هـمُ الأزهـــارِ بــــدارِ العُــرْبِ
================ينــــاعٌ قــــضَّ خسيسَ الجـــدْبِ
*
تســـــاءلَ أقــــــــوامٌ عــهـــــدوا
================الإذلالَ مســـــاراً طـــول الدَّربِ
*
خنـــــوعَ الهــــــامِ لكــــلِّ حقيــرٍ
================فــــــــذٍّ أتقـــــنَ فــــنَّ الضَّـــربِ
*
أراقَ العــــــزَّةَ محـــــضَ هُـراءٍ
================صــــانَ الــذِّلَّـــــةَ راضـي القلبِ
*
لينشرَ عُهـــــراً فـــــي الأرجــاءِ
================ومفســـــدةً تســــري في العَقــبِ
*
فقـالـــــوا: عُــــــدْ صومعــةً مـا
================أو مُــــتْ وأرِحنــا من ذا الكربِ
*
هـــــوانَ النَّفسِ اعتــدنـــــا بتنــا
================نتوجَّسُ تـــذكـــــــــــارَ الــذَّنــبِ
*
نُصــــمُّ السَّمــــــعَ ونفقــــأ عيـنَ
================العِبـــــرةِ إن أصغـــتْ بالثَّقــــبِ
*
عـــرابــــــدةً هئنـــــــا لنكـــــونَ
================بــكــلِّ ضميـــــــــــرٍ رِمٍّ كلــــبٍ
*
نتــوخَّـــــى الــدَّيــــــوثَ أميـــراً
================ســـاسَ الفُجْــــــرَ عظيــــمَ الدَّأبِ
*
شعـــــاراً للإسفــــــافِ منــــــاراً
================نستوصيـــــهِ قيــــــــادَ الــرَّكــبِ
*
اللهَ عبــــدنـــــــــا؛ أيـــــــنَ اللهُ؟!
================هَـــــوانـــــــا نعبُــــدُ دونَ الـرَّبِّ
*
سنفلـــــح حتمـــــاً فـــالشيطـــــانُ
================رعــانــا ملتفعــــــاً بــــــالغـــربِ
*
ســـرى فينـــا يجــــــري بـدمــاءٍ
================آثمـــــــــــةٍ بنفـــــــاقٍ خِصـــــبٍ
*
آيُ الكُفــــرِ هــدايــةُ قــــــــــــولٍ
================تردعُنـــــــــــا بــــــرجوعٍ رحبٍ
*
إنَّـــــــا هُـــدنــــــا بعــــــدَ ضللنـا
================للعســــــرى بكفـــــــاحٍ صعـــــبٍ
*
قــــــم، رُح عنَّـــــــــا لا تفتنَّـــــــا
================يـــــــا هــــــــذا بكـــــــلامٍ عـــذبٍ
*
يـــا لكَ مــــــــن ضِلِّيـــــــلٍ قَـــرمٍ
================وســـواسٍ مكَّـــــــــــــارٍ إلــــــــبٍ!
*
*
يــــا أقـــــــوامَ العـــربِ تــواصـوا
================بـالفجـــــرانِ وســـــوءِ الصَّحــــبِ
*
تــــوالــــــوا غــــــانيـــــةً عــاهرةً
================بـالتَّقـــــــديسِ ولثــــــــمِ الهُــــــدبِ
*
وهبُّــــــــوا بــــــالخنثـــى تشريفـــاً
================خُلــــــقَ ليــــــــــرقى! يـــا للعُجبِ
*
وعــــــودوا للأصنـــــــــامِ رجــــاءً
================إنَّ الصَّنــــــــمَ رهيــــــــفُ القلــــبِ
*
ضممــــــتُ الأزهـــــــارَ فــــعَودِي
================صومعتـــــي خيـــــرٌ من ذا النَّحبِ
*
ولا أستغربكــــــــــم أبـــــــــــــــــداً
================ديــــدنُــــكم.. والعقبــــــى للتُّــــربِ
*
هنـــــــاكَ يـــــوفَّـــــى كــــلُّ خبيثٍ
================ما قـــــــــد عملَ ولا من عتــــــــبٍ



المتدارك

صواعق

لألأتْ وجــهَ المــــدى قـــافياتـــيِ
=================بـالمعانــي الفـــــذَّةِ الــرَّاسخــــاتِ
*
وتبــدَّت للبـــــرايــــــــا فنـــونــي
=================فــي بديـــــعِ النَّظـــمِ مـــن ملكاتي
*
بـــارَ شِعرٌ غيرَ مــا صُغـتُ قَرماً
=================بــالحروفِ الثَّــــرةِ المُخصَبــــاتِ
*
حِرفتي ضاءت سماواتِ قومـــــي
=================كــالشُّموسِ الغُـــرَّةِ الـــزَّاهـــراتِ
*
صُنتهــــا ضنَّـــاً بهـــا عن سَفـافٍ
=================رانَ عصري الفـــادحِ التُّــــرَّهاتِ
*
ثانيـــــاً عِطفــــي أحابـــي عُلاهــا
=================مُلهَــــمَ الفِكــــرِ جلــــيَّ الثَّبــــــاتِ
*
واضـــحَ الإبـــــداعِ يلمـــحُ نبضي
=================كــــلُّ أعمًــى فقــــدَ المبصِـــــراتِ
*
وتمــاهتْ لكنتـــي كـــــلَّ سمـــــــعٍ
=================بشجــاهــــــا الهائــــــــلِ النَّغمـــاتِ
*
لم أكــــــن إن مــا تغــــــزَّلـــتُ إلا
=================عندليبــــــاً صــادحــــاً فـــي الغداةِ
*
لانـــتِ الأغصـــانُ تنثــالُ عشقــي
=================بحفيــــفٍ مـــــــورقِ الأمنيـــــــاتِ
*
واستمــاحَ الــزَّهرُ أصــــداءَ بوحي
=================ساكــــبَ العطــــرِ شهـــيَّ السِّمـاتِ
*
تحمـــــلُ الآفــاقُ صـــوتي ملاكـــاً
=================جــــالَ فيهـــــــا الحبَّ فحــوَ هِباتي
*
وصبــــتْ لـــي نُجْمُ ليـــــلٍ حليــكٍ
=================قـــــارحِ اللُّـــــؤمِ ضنــى الكائناتِ
*
فتـــرامـــى ومضُها الكونَ قســـــراً
=================يبقــــــرُ الظُّلمـــــةَ والــــدَّاجيــــاتِ
*
فــإذا مـــــا رحـــتُ أهجــو كنســـرٍ
=================عـــازمَ الفتـــكِ مهـــــولَ الصِّفــاتِ
*
أتسلَّــــى بـــالــــــرِّقــــابِ طعـامــاً
=================ريثمـــــا أبتِــــــــكُ بطــــــنَ الغُواةِ
*
أتغــــــدَّى كــــلَّ وغــــدٍ خسيــــسٍ
=================يتلــطَّى خــــــــانـــــعَ القسَمــــــاتِ
*
يـــا دعيَّـــــاً آلَ نــــــــــونٍ تباكــى
=================في دروبِ الحــــــرفِ بـــالمُبهماتِ
*
إنَّ عينـــي لا تــــــراكَ ولكـــــــــن
=================لـــــي بصيرةُ عالـــمٍ بـــالمـــــواتِ
*
بـــــتَّ كلباً يلِـــــغُ الشِّعـــــرَ قُبحـــاً
=================في إطــــــارٍ متـــــــــرعٍ بالفُتـــاتِ
*
ليــــتَ شِعري كــــم تـــأخَّرتَ عني!
=================قــــد أجيبت آخــــــــراً دعـــواتـــي
*
يـــــا خبــيءَ الخبــثِ خلــفَ فضـاءٍ
=================طــــاحَ تـــوقي مــذ عرفتـــــــكَ آتِ
*
إنسَ كــــلَّ الشِّعــــرِ قبلي وطأطـــئ
=================بالخنـــــــــــوعِ الهامَ للكــــارثــــاتِ
*
أيْ فــريــدَ العصرِ: تـــهِ فـــي فخــارٍ
=================نلــــتَ حقــــــــاً لينَ كـــــــلِّ البناتِ
*
وتــرقَّــــــقْ كمهيـــــــنٍ حـــزيــــنٍ
=================بــــالَ جــــزَّاعــاً، "أبَ المزعجاتِ"
*
كـــادني العصـــــرُ، يمـــاريكَ لـولا
=================مــاترى مــــن وفــــــرةِ العقبَـــــاتِ
*
وركيـــــكِ الشِّعــــرِ والهـــذرِ حتَّـى
=================مــلأ الكــــونَ صـــدى المُخـزيــاتِ
*
لجعلـــــتُ العِهــرَ واسمـــكَ إلفـــــاً
=================كــابــــــن هنــــدٍ ربَّــــةِ العاهـراتِ
*
كلَّمــــا ثُغـــــتَ وأطربــتَ تيســـــاً
=================يتوارى تحـــــتَ ثـــــوبِ الــــدُّهاةِ
*
أوتمالأت لتحظـــــــــى قبــــــــولاً
=================من خيـــــالِ النُّــــونِ والمـرهفـاتِ
*
أو تلفَّعـــــتَ رذاذاً مــــريبــــــــــاً
=================بــــــاذلاً وهمــــــكَ للنـــاعمــــاتِ
*
يـــــــــا ذليلاً للغريــزةِ، سُحقــــــاً
=================بــــتَّ حقـــــــاً مَعلمــــاً للثُّقــاتِ؟!
*
إنَّمـــا أنت كــــديُّــــــوثِ حـــرفٍ
=================شـــاهـــرٍ رايتــــــــــــهُ للهـُــــواةِ
*
لأزيــــدنَّـــــــكَ منــــــــي بُروقــاً
=================كـــــــلَّ حينٍ مُطلِقــــاً صاعقــاتي
*
رغــــــم أنِّي لا أراكَ ولكــــــــــن
=================تتسلَّـــــى فيـــــكَ بعضُ لغــــــاتي
*
هـاهو القـــــــادمُ يــــا جروُ أحلـى
=================قــــــد وقعـــــتَ الفـــخَّ بالشُّبهــاتِ
*
قبَّــــح الله زمــــانــــــــاً يُســـاوى
=================شـــــاعرٌ فيـــــهِ بصنـــــوِ الفتــاةِ!
*
فــامـــــلأ العيـــن مخــارزَ حرفي
=================إنَّنــــــــــي الفقَّـــــاءُ عيـــنَ الجُناةِ




المديد

وساوس

لي مدة أهذي فيمنعني القلم
إن ما أتيتُ أعودُ بالعربِ القمم
تُرخى ليَ الأفكارُ حتى خلتُها
للواقعِ المُنهارِ هيئت حسبها!!
فألوذُ بالوهم الذي ألفتهُ
شغفي لمجدِ عروبتي
مترقباً حولي أسوِّرُ رغبتي
بدسائس الأضغاثِ والرؤيا التي
صدَّقتُها!!
*
*
ومشيتُ في كل الصحائف يانعاً
أهمي مدادي مبدعاً
أتأملُ الأعرابَ
أحجبُ نظرتي عن حالهم
حتى صنعتُ من الرياء قناعتي
في أنهم
عادوا النسورَ على الحمى
وتأهبوا سكب الدِّما
للذودِ عن أعراضهم
عن دينهم
وأبوا رداءَ الذُّلِ عن أجسادهم..
*
*
فحلمتُ إيهاماً
بأنَّ القدسَ باتت
بؤرة العزِّ المكلَّل بالرِّفادةِ مجدهُ
من بعد ما طهُرتْ
من الدَّنسِ الخبيثِ
وغلِّ أعوانِ الخسيسِ
وحقدهم
والمسجد الأقصى تكفكفَ دمعُهُ
واختالَ في عالي سماواتِ الجليلِ سناؤهُ
وغدا مناراً للحجيجِ مكانهُ
تهوي إليهِ قلوبهم
*
...
*
لكنَّهُ انتفضَ القلم!!
وارتجَّ حبراً مدلهمَّاً أسودا
حتى إذا حاولتُ أسترضيهِ
ثارَ ..تمرَّدا
واهتزَّ موتوراً من الأعرابِ
يشجبُ حالهم
ويُعِدُّ في قعرِ القبورِ مآلهم
يُصليه ناراً بالحروفِ تنابذت إحراقهم
لمَّا تناخوا للعدا
واسترهبوهم مقبلينَ على الدُّنى
يتعازمونَ على الغُرورِ بوهنهم
فنسوا بأن الله غالبُ أمرهِ أعداءهُ
مهما تكالبتِ المحن
أو طالَ يؤتيهم زمن
*
*
فصحوتُ أحسبني
فقدتُ الروحَ في الأحلامِ
أنعى وحيها
وأعاينُ السُّم الزُّعافَ بواقعي
أجترُّ فيه مواجعي
وأكيلُ غيظي منهمُ
متخبطاً بيني وبيني
أندبُ الأحرارَ للشَّرفِ القتيلِ
لعلهم يأتونَ يوماً
لا محالةَ قادمٌ بعويلهِ
للرجسِ للأنجاسِ
للأوغاد فاؤوا واستراحوا
يجعلونَ الموتَ آخرَ همهم
فليستزيدوا حسبهم طاغوتهم
وليرتقوا أسبابَ سخط الرَّب
هذا جهدهم
لاتَ النَّدم....
*
*
رفع القلم





الكامل

يوماً من الأيامِ غابَ المُنتدى في غمرِ جُب..!!
فاستوحشَ الأدباءُ تاقوا
أينهُ..؟! والكلُّ عُجب..
تاهوا مديداً في فضاءِ النِّتِّ ماجوا
حلَّقوا شرقاً وغرباً حين ضاجوا
ثمَّ حطُّوا برهةً في الفيس بوك..
وتجمَّعوا في فيئهِ الحاني على أشلائهم
وتضارعوا أذواقهم
وتبادلوا في حائطٍ آراءهم
مرَّ الكرامِ
على ظلالِ حروفهم
أو أخمدوا حيناً فلولَ عنائهم
متْحَ الأدب
في زرِّ أعجبني تواصوهُ الأرب!
وتعمَّقوا تحليلَ أضغاثِ القصيدِ هواءهُ
ذرَّ الهباءِ فضاءهُ
وتعملقوا تجميعَ آراءٍ خلت من كل نقدْ
حتى بدا للعابرِ الضَّجرِ الملاذَ بدونِ جهدْ
وتنافسوا بُدَّ الكلامِ قِصارهُ في صفحهم
هذا الحزينُ وتلكَ أضناها الحنينُ بغير قصد..!
*
*/\*
*
في حين غرَّهمُ الخبيثُ ممالئاً
أضفى عليهم سحرهُ متخانساً
عادَ العتيدُ الرَّحبُ من آدابهم
"المنتدى"
فاستبشروا هم جُلُّهم
لكنَّهُ رانَ الهزيلُ عقولَهم
وكذا طغى..!
فاستزوروهُ كلالةً
مرُّوا عليهِ ملالةً
سالينَ آداباً لهم في مهدهِ
هالوا عليها الترْبَ
أو غضُّوا النظر
فالفيس بوك أذواقَهم لمحاً أسر!
وجباتُهم باتت قصاراً في صور
وبديعهم لاتَ المكامنَ واندثر...
*
*\/*
*
لله درِّي
كم تهكَّمتُ العرب...
الغربُ يركبهُم بلا أدنى تعب!
حتى إذا ما ملَّ
راضوهُ احتسب
فمنابرُ الآدابِ فيهم
هاجروها للغلت
واستبدلوا أقلامهم وجه الهواءِ
فحوقلت
أتُرى كما يوماً سفكتُ هُلامَهم
ونَعَيتُهم:
"فُقدَ الأدب
ماتَ الأديبُ وقُطِّعَ الأوصالَ فيكم
يا عرب...!"




الكامل

هم يُسحقون
هم يُذبحون
والموتُ باتَ مسلَّطاً ساحاتِهم
يتنفسونَ القتلَ كلَّ حياتهم
حتى ارتدى مولودهم
كفناً فباتَ قِماطهُ
فلعلَّهُ
قبل انتهاءِ شهيقهِ
أرداهُ حقدٌ
ما رأتهُ عيون..
*
*
أتجاوزت لغتي
خياناتِ العرب؟!
وتقوست حول احتمالِ قيامهم
من قعر هاتيكَ التُّرب!
شتَّان بين مرابطٍ
يأبى الخنوعَ
مسلَّحاً بالعنفوانِ يؤزُّهُ..
والمنتشي بالقهرِ
يرضى بالذِّئابِ تحزُّهُ!
يرويهُ ذلُّ الخوفِ
يهذي بالحياةَ تشبُّثاً
يُغويهِ حبُّ العيشِ
يقبلُ بالخضوعِ مسلِّماً..
*
*
حالُ العرب
كالشَّاربِ المخمورِ
يحرس كأسهُ
ألا يفيق من الصَّبابة والطَّرب
يحتاطُ كيما يستمر بتيههِ
متخبِّطاً بينَ الخيانةِ والمجون!
*
*
لا ..
لن أقولَ لعلَّهم
يوماً من الأيامِ حتماً ينهضون..
لا.. واللُّتيا
لاتَ حينٌ منهمُ لو يعلمون..
فالنصر لا يعني رِعاعاً
همهم شبع البطون!
أو أكل ميراثٍ
كذا و غرام مالٍ ساقهم نحو الجنون
تلكم بقايا أمةٍ
رقدت على وضرٍ
وملكٍ زائلٍ
تترقَّبُ الرِّيحَ العقيمَ تُحيلُها
أعجاز نخلٍ
بعدها..
نصرٌ يكون



الكامل

جوى

أرقْ نهوةَ الصَّمتِ عني ودعني
ورُحْ نحو أضغاثِ أهوالِ أنِّي
تركتُكَ روحاً
شعوراً
خفوقاً
ولُذتُ الهباءاتِ
بُعدَ المسافاتِ
أكوانَ يأسٍ عظيمِ التَّجنِّي
أيا تُحفتي
كلَّ كُلِّي
جنوني مجوني تماهيَّ
إنسانَ عيني
سأرحلُ عنكَ احتضارَ الأماني
سأكتبُ للأمسياتِ احتدامي
لليلٍ دجيٍّ ترأَّفَ حالي
صغتْ نُجمُهُ للأسى في خيالي
وأتلو بسهدٍ قتيلِ المُحيَّا
تراتيلَ موتي
ترانيمَ صمتي
توجُّسَ أمنِ الحكايا اللواتي
قصصتُ بيومٍ بعيدٍ جواها
لزهرِ الربيعِ
اصطكاكِ الصَّقيعِ
وما لستَ تحضرهُ قبل دفني..
**
أزلْ كلَّ كُلِّكَ من نورِ عيني
لتعمى عن الحزنِ آماقُ حزني
وتِهْ في سلامٍ
وعشْ في وئامٍ
مع الهنَّ والدَّنِ والبؤسِ ذرني
**
احتراقٌ هيامُكَ
هذرٌ وِصالُكَ
سخفٌ تلافيكَ بيني وبيني
لعلِّي جُنِنتُكَ رُبَّ ادِّعاءٍ؟!
تنسَّمتُ حُسنكَ ذاتَ ارتماءٍ
بأحضانِ حُبِّكَ فوقَ التَّمني؟!
سأذهبُ وحدي
أطارحُ وجدي
وأنمو ببعدي خواءَ العوالمْ
سأسلوكَ وهما
سأنساكَ مهما
تباعدتَ في البالِ جُدتُكَ منِّي!
وأنظِمُ فيكَ الرُّؤى بالقصائدِ
أحقنُ قلبي بمصلِ الخرائدِ
تتلوكَ كيما يؤاتيكَ فنِّي
**
أ أحياكَ يا كنهَ كنهي ملاذي؟
أ أسالُ نفسي وأنت التذاذي..!
لعلَّي فقدتُ التراكيزَ يبدو..
وأجهشتُ باليتمِ بعدكَ أشدو
فخابتْ بلقياكَ آمالُ ظنِّي
..



المتقارب

موت

مـا بــالُ دمعِـــكَ دأبــــــــهُ يتوقَّـــدُ
=================في مــوقِ عينـــكَ أم بقلبكَ يزبُــدُ؟
*
أتُــــراكَ ملَّتــــكَ القوافــي واهتدى
=================للصمتِ همسُكَ مُذ خلاكَ الموعدُ؟
*
أم بـــاتَ طيــــفُ الحِبِّ مــا أمَّلتَهُ
=================ذكـــرى سرابٍ في المــدى يتبدَّدُ؟
*
فصحـــوتَ من حلــمٍ شجيٍّ هائماً
=================تنهـــــالُ مرقـــدكَ الهمومُ الأنكـدُ
*
سفكـــتْ منامكَ عادياتُ غمومها
=================تشفـــي غليــــلاً حاقــــداً يترصَّدُ
*
ووقبتَ أرضَ مرارةٍ تمشي على
=================حسَكِ المشاعــرِ، نخزَها تتوسَّــدُ
*
خبْطــــاً بعُمْهٍ سادَ حُلكَ فضائهـا
=================فسلكـــتَ درباً بالقــــذى يتعبَّــــدُ
*
حتــى إذا ما رُمـــتَ تبغي راحةً
=================من فــرطِ أنِّــكَ تاهَ عنكَ السُّؤددُ
*
وطفقـــتَ بالتَّعـبِ الجليلِ مبرَّحاً
=================لا أنتَ مِتَّ، ولا حَيــاكَ المقصدُ
*
يبتـــزُّ وجدُكَ ليــلَ حزنِكَ جاثماً
=================بالعتـــمِ أروقةَ المُنــــى يتفقَّـــــدُ
*
ويكيلُهــــا سَفْعاً وِقـــاءَ نشـوزِها
=================دربَ القنــــوطِ مبالِغـــــاً يتـوعَّدُ
*
عبـــــثٌ فَرارُكَ لقوَةَ الأقدارِ بـل
=================هــــذرٌ شفـــاؤكَ والجراحُ توطَّدُ
*
ناهيـــكَ عن أعباءِ وهمِكَ يا فتى
=================فقد ارتكسْتَ وما حسِبتُـــكَ تنهَـدُ
*
وحفرتَ لحـــداً بــاءَ منكَ توجُّساً
=================كُفــراً حواكَ فكُنهُ وجـدكَ مُلحِـدُ!
*
مــا عُدتَ نفسَكَ، أم تلاشيتَ الأنا؟
=================مهمــا استقمتَ بفقـــدها تتـــــأوَّدُ!
*
ينعـــاكَ سُخفُ العمرِ هبَّ معانيـاً
=================أمســـتْ هَبـــــاءَ مشاعرٍ تتجمَّـــدُ
*
لله أنتَ عجبتُ صبركَ، أن عسى
=================إن ما صبرتَ بُعيدَ رزءٍ تسعــــدُ!
*
أم للرَّزايــــــا في وتينِكَ شأنُـهـــا
=================حلفتْ لَتبقى ما استفاضَ السَّرمدُ؟
*
فانهـــرْ بدمعِــــكَ قيـدَ جفنِكَ إنَّما
=================سَمـــتُ البُكــاءِ لمثلِ حالكِ أرفـدُ
*
واطفحْ بشجوِكَ ما اعتراكَ قصائداً
=================آلـــت بصقـــلِ أنينــــهِ تتمـــــرَّدُ
*
وأرِقْ دماكَ بفيــهِ بوحــــكَ علَّها
=================نضبتْ، كـــذا في العاشقينَ تُخلَّدُ



الكامــل