وهو شاعر عراقي، ولد في بغداد، ونشأ واشتهر في النجف
أحبّ ابنة أستاذه ويومها لم تكن المدينة تعترف بالحب فظل يعاني من هواه حتى أشرف على الهلاك فرق والد الفتاة عليه بعد إلحاح الجميع فجاء بها ليراها عله يشفى من علته وكان مغمض العينين فسلمت عليه ففتح عينه ولما رآها أنشد قائلا
أتتْ وحياض الموت بيني وبينها = وجادت بوصل حيثُ لا ينفعُ الوصلُ
ثم لفظ أنفاسه الأخيرة وله من العمر أربع وثلاثون سنة كعمر أبي القاسم الشابي
عديني وامطلي وعدي عديني = وديني بالصبابة فهي ديني
ومني قبل بينك بالأماني = فإن منيتي في أن تبيني
سلي شهب الكواكب عن سهادي = وعن عد الكواكب فاسأليني
أما وهوىً ملكت به فؤادي = وليس وراء ذلك من يمين
لأنت أعز من نفسي عليها = ولست أرى لنفسي من قرين
أما لنواكم أمد فيقضي = إذا لم تقض عندكم ديوني
وكنت أظن أن لكم وفاءً = لقد خابت لعمر أبي ظنوني
هبوني أن لي ذنباً ومالي = سوى كلفي بكم ذنب هبوني
ألست بكم أكابد كل هولٍ = وأحمل في هواكم كل هون
أصون هواكم والدمع يهمي = دما فيبوح بالسر المصون
وتعذلني العواذل إذ تراني = أكفكف عارض الدمع الـهتون
أعاذلتي دعي عذلي وذوقي = بهم ما ذقته ثم اعذليني
يميناً لا سلوتهم يميناً = وشلت إن سلوتهم يميني
جفوني بعد وصلـهم وبانوا = فسحي الدمع ويحك يا جفوني
لقد ظعنوا بقلبي يوم راحوا = فما هو بين هاتيك الظعون
فمن لمتيم أصمت حشاه = سهام حواجب وعيون عين
إذا ما عن ذكركم عليه = يكاد يغص بالماء المعين
رهين في دي الأشواق عان = فيا للَه للعاني الرهين
إذا ما الليل جن بكيت شجواً = وطارحت الحمائم في الغصون
ولو أبقت لي الزفرات صوتاً = لأسكت السواجع بالحنين
بنفسي من وفيت لـها وخانت = وأين أخو الوفاء من الخؤون
أظن على النسيم يهب وهناً = برياها وما أنا بالضنين
لأنت أعز من نفسـي عليهـا
ولست أرى لنفسي من قريـن
أمـا لنواكـم أمـد فيقـضـي
إذا لم تقـض عندكـم ديونـي
وكنـت أظـن أن لكـم وفـاءً
لقد خابت لعمر أبـي ظنونـي
لأنت أعز من نفسـي عليهـا
ولست أرى لنفسي من قريـن
أمـا لنواكـم أمـد فيقـضـي
إذا لم تقـض عندكـم ديونـي
وكنـت أظـن أن لكـم وفـاءً
لقد خابت لعمر أبـي ظنونـي
عزيزي عبدالرسول، أما في زمننا هذا الذي يعترف الجميع به بالحب، نفتقر لسمات الحب الحقيقي، صار حبّاً على طريقة back street boys أي حب أولاد الشوارع الخلفية في شيكاغو ،يأسرني ذلك الوفاء للحبيب في كلاسيكيات زمننا، اشكرك على ما امتعتنا به/مودتي