معلقة يطا - القدس -فلسطن (معارضة للملك الضليل)
قـفـا نُـحـي آمـال الـجليل وكـرمل
بـوقـفة عــز فـي الـخليل ومـجدل
فـغـزة فـالأغوار والـقدس حـشدنا
ومـهـوى فــؤاد بـالـكرامة مـمتلي
وقـوفـا بـها صـحبي كـأنّ حـرابهم
مـشاعل نـور في غياهب طيسل
إذا أنــفـذوهـا أنـفـذوهـا عـمـيـقة
ولـم يـنج مـنها غـير كـهلٍ وأعـزل
ودارًا لـنـا فــي الـقـريتين ومـثـلها
مـرابض أسـدٍ فـي ربـوع (مُـنيزل)
وقـفـت بـهـا والـعـين تُـبـصِرُ أنـهـا
تـحـاط بـجـندٍ بـالـسلاحِ مُـسـربل
فـقـلتُ يـمـين الله مــا لِـيَ حـجة
فــإن عــزّ سـيف فـالقتال بـمنجل
فـهبت أسـود الله تَـفْتَدِيَ الحمى
وتـهلكُ مـن شاء الوصول لمعقلي
رأيــت عـلـى أرض (الـمسافر)ثلةً
تُــشـع مــضـاءً لا تــهـاب لـجـيـأل
أحـــدث أخــبـار الـبـطـولة والـفـدا
وعـصـبـة حــق لا تـطـيع لـهـوجل
هـنا الـطفل يـنمو قـائدا ومـجاهدا
ولـيـس قـعـيدا عـند غـارب أخـيل
يكد ولا يخشى من العيش قسوة
ولـيـس شـغـوفا بـالحرير الـمجدل
نــكـر ولا نـعـطي الـعـدو ظـهـورنا
ومـن مـات مـنا مـات مـيتة مـقبل
وحــامـل إصـلـيـت تـلـهـب حـــده
إذا الـقدس نـادت هبّ غير مؤجل
كـسـاع إلــى الـهـيجاء يـدرك أنـه
شـهـيد فـلـبى غـيـر وانٍ ومـؤتـل
فــلا عـجـب أن الـرضيع بـموطني
تــعـد لــه الأعــداء عــدة جـحـفل
ومـا نال من عزم الفتى غدر غادر
ومـا كـان سـهلا كـاللئيم الـمغفل
فـمـا ثــم رعـديـد يـباهي بـنفطه
(ولـكن فتى إنْ يدعه الجد يعجل)
كـأعواد لـبلاب في ظلال ترعرعت
وتسعى كسعي الحاقد المتطفل
(تـعامت عيون العاجزين عن الفدا
وليس فؤادي عن بلادي بمنسل)
فـيـا وجـعـي لـمـا عـلـمت بـاخوة
تَــمــدُّ لأعــدائـي بــكـفٍ مــمـول
تـرابط فـي مـسرى الـنبي حـرائر
ويـبـحـث عـــن ظــل أصـاغـرُ رُذّل
قــفـا وارفــعـا رأسـيـكـما وتـذكـرا
مـعـارك مـجـد عـنـد دارة قـسطل
ألا واسألا (النحشون) كيف تبددوا
غــــداة فـتـكـنا بـالـلـواء الـمـؤلـل
مـعارك فـخر مـن سينسى أوارُها
فـما غـاب عـنها غير عصبة جُلجل
فــأُدْرٍكَ ثــأرٌ مــن حـشـود قـريظة
وكُـفْكَفَ دمـعٌ فـي مآقِيَ (فيصل)
أفـيقا فما في النوم منجىً لهالكٍ
ومَـن هـاب مـيدان الـمعارك يُـثكل
هـنـا مـوطـن قــد بـارك الله حـوله
فـمـا انـتـما بـين الـدخول فـحومل
الطويل