ثنائية (الحب في موسم المطر) نهى كمال & أسامة الكيلاني

يَتـــهادى مطرك ليغسِلني

جدائلاً تَرتميِ عَلى أكتافِ المساء

تَتغلغل في سُكونِي وصَمتي

أنَفاسك العَالقةِ

تَتهاوى إلى ربِيعي في ضَجيجي

تَكبَلني أبتَسامتك المعَتقةِ

ترسُمني لغة ولهى بين زخَاتِ المطر

يرددُ قاموسي الحَنين المزروع بين الحَدائق

أغسلني ايُها المطر

ارمِي خُيوط سًحرك

لتلملم أشًلاء أنثىاك

حكاية حبنا ..يا مطر
قديمة ٌ ... حديثة ٌ
عمرها من عمرك
الجميل ...
في كل أرصفة ِ
الشوارع ترانا
نستميل بعضنا ..
و نترك الرحيل يأنُّ
من وجوده الثقيل
و نسمع الأمطار في
سقوطها تطالب الأوقات
بالرحيل ... فحبنا يعيش
لحظة ً وردية ً لا تقبل التأجيل
فعندنا ...في القرية الكئيبة
تُحرّم الأمطار من سقوطها
الجميل ....
و عندنا ...في القرية الكئيبة
تُعزلُ الأقمار في بيوتها الرتيبة
و عندنا... في القرية الكئيبة
يعلن ُ الكبار موت ضحكة ٍ وليدة
يا موسم الأمطار ..لا تحفل بهم
فحبيبتي الغجرية ْ ... تفيق في المساء
كي تقرأ النجوم في السماء
فحبيبتي الغجرية ...تُعيد ُ رسمي في الهواء
أغثنا ..يا موسم الشتاء ...

قرع القمر نافدتي

ناداني بصوت هسيس تعالي حَان مَوعد ومَضَات حكايتنا

تَسللي من نَافدة حُجرتك وارَتمي في حُضني أزهَارا وزنابقا

نُنسج خيوط الغيم رحَيقا من رذاذ المطر

الليل في رؤياك مولاي حالم

يدي مغلولة في عنق السماء

قرب نهر الجنون مخاض

أنثى تستفيق على أنفاس

من رئة يتلوها المساء

يد تتوشح ثوب عتيق

وماء سكر في دهاء

ورجفة الروح عند مطلعها عناء

امحِ أيها المطر خطايا نهر الجنون

هل عندك يا حلمي
أغطية ٌ بيضاء
هل عندك ِ بعض
حروف ٍ عطشى للماء
يا أنشودة َ قلبي
نامي في أحضاني
و دعي الحي ينادي
دون رجاء ...
و تعالي نرسم ليلتنا
خلف الماء ...
و تعالي نقتل أطماع
الغرباء ...
هل عندك بعض الأشياء
كي نلبسها حين يجن
الرعد .. و تسقط قبلتنا
العمياء ...
ذوبي يا فاتنتي .. في
أوراقي في أنفاسي
كي أشعل قمرا ً ليليا ً
في الظلماء ...
و تعالي و ارتاحي في
تكويني ... و أنتفضي
شوقا ً للأسماء ..
لا تقفي عندي
قد حان وقت بزوغ الفجر
فأنسحبي قبل صياح
الديك .. قبل خروج الشمس
من الأنواء ....
و أنتظري ليلتنا العمياء
عند خلود القوم لليلتهم
إنتظريني عند النهر
فسألقاك ِ دون عناء ..
و دعي المطر يعيد قراءة
ليلتنا البيضاء ...

عانق غطائي الأول

تحت رذاذ المطر
عند مطلع الحديقة
عند شجرة الزيزفون
والأوراق الحريرية

أصوات تغريني

بالرقص في حين انتظار

قرعات خطوات تشتتني

خطوات تقترب

قلبً يرتعش

من ذاك الذي يثملني

أطرافي صقيع

تفاصيل تمتد تزيد احتراقي

الرهبة تزيد المكان

اشتهاء عري يمزق الصمت

أهات الغواية تعقد جدائلها


عناق سجائد اللهفة

دفء أطرافه تزيد صقيع أطرافي

يداه تمتد إلى خصري

عيناه تلاحقان بقايا صحوي

اقترب كي أشعل بقايا شموعي

أصوات تستدعي الحضور

أنا الذي يا دميتي
يدنو إليك ِ الآن
فاسمحي لي يا
حياتي أن أبادلك
الحنان ...
أن أعيدك ِ بين أحضاني
أن أمشط شعرك المبتل
بأمطار الأمان ...
قولي لي .. هل رئاك أهل
قريتنا ؟؟
و أنت ِ تعبرين النهر كالغزلان
قولي لي .. يا حلوتي
كيف السبيل لأن أبادلك الختام
مابال قدميك ِ تطرحان الدم
هل وقعت ِ؟؟ .. هل أصبت ِ ؟؟
هل تتألمين الآن ؟؟ ... ياااااااا مطري
الحزين .. ما بال ضحكتنا تعود
لنفسها؟؟ ... دعيني أداوي جراحك ِ
يا مدللتي سأبقى عند ساقك ِ
إني وهبتك عمري .. و زرعتك ِ عند جرحي
هل تستطيعين أن تقفي قليلا ً
لالا يا حلوتي لا تصدري صوتا ً فأهل قريتنا
نيام .. و الذئب قد يصحو لكي ينهي المنام
تعالي بقربي ..ثم ذوبي بلحظي
ثم إحتملي قليلا ً ... ثم نامي على ذراعي
و في الصباح تجدين جرحك قد توارى
تجدين نفسك ِ في سريرك ِ .. و إن سألوك ِ
عن قدميك ِ قولي لهم ... قولي لهم ما شئت ِ
و نامي من جديد ... و اتركيهم يتحاورون
أو يصرخون ... أو يضربون وجوههم ...
فموعدنا .. هناك خلف أغنية ٍ يداعبها المطر ....

قلبي أوصدت عليه أبواب عذوبتك

ها أنا اسمع أصواتك وهمساتك وأنا في غياهبك

لم اعد احتسي الألم برودة أناملك

دوائي وصنيع هواجسي

استيقظت على انسدل أهدابك

ها أنا أضع غطاء على كتفيك فقد غفوة

غفوة ملائكيه

زادت ارتشافي

سوف أنام بقرب أحلامك

واسكن في رحم أيامك

اقبض على معصمي أكثر فقد غفوة

استيقظي ..
يا طفلتي قليلا ً
فموسم الشتاء
يهم بالرحيلَ
فقبليني قبلة ً
مثيرة ...
و عانقيني مثلما
تعانقين وجهك
الجميلا ..
و أكتبي اسمائنا
على رتوش شفاهنا الحزينة
يا طفلتي الكحلية
أتعلمين.. أتعلمين أن موسم
الشتاء سيرد الحكاية
و يعلن النهاية .. فحبنا
سيعلن إنتفاضة البداية
فحبنا سيزرع الأوراق
في الخريف .. ويعلن
إستقالة جرحنا الشفيف
فحبنا يعيش كل موسم ٍ
في حالة التجذيف
و حبنا سيبدل الأشواك
أزهاراً ... في موسم الخريف
يا أيها المطر النقي ..
أتبتغي الرحيل عن دروبنا
أتترك الأنهار أن تزورنا
ألست ماضٍ مثلنا
في رحلة ٍ تقودنا لنزرع الحقول
في حينا الموئود تبدو قصة ٌ
غريبة .. عن عاشقين يخرجان
من غروب الشمس لحضة ً
وحيدة ... و يرحلان صدفة ً
و يتركان عند أبواب الحديقة
دمعة ً و ضحكة ً و همسةً ً
و قطرة ً خجولة ..
و لوحةً طينية ً تعود للطفولة



أشكر الأديبة الرائعة / نهى كمال على رقة و جمال حضورها
كما أشكر كل من ساهم على إنجاح قسم الثنائيات الأدبية
حماكم الله .

وتحيات وتمنيات ادارة منتديات نبع العواطف الأدبية

بالتوفيق

والى اللقاء