يا دار ما فعلت بك الأيام، إني ذكرت أحبة فسالت أدمعي شوقا فعلام أُلام، بالأمس كانوا هنا واليوم قد رحلوا، فغدت الدنيا بعدهم ظلام، شيدوا للعلياء سلما هيهات يعدلهم من باعوا وخانوا، لئام. يا صاح دع عنك ملامتي، فقد الأحبة موجع يخنق الروح ويزيدها لهيبا واضطرام، أبيت ليلي متقلبا فوق جمر الشوق والخلائق نيام، جثت الروح تبكي والباب يعن كلما تلاعبت به ريح الصبا، ينعى حبيبا وابن كرام. هنا ضحكنا وفي تلك الزاوية تشاطرنا هموم الوطن، لروحك مني سلام. يا طارق الباب رفقا فالدار أضحت أثرا بعد عين، محال يطيب بعدهم مقام.
التوقيع
روحي تحلق بعيداً في الفضاء تخترق الاَفاق ، ترنو إلى أحبة حيث الشحرور والحسون يشدو على الخمائل أعذب الألحان . لما رأى الحمام لوعتي وصبابتي رق لحالي وناح على الأيك فهيج أحزاني وأشجاني . أتسكع في أروقة المدينة وأزقتها .. أبحث عن هوية ووطن ! ولا شئ غير الشجن . أليس من الحماقة أن نترك الذئاب ترتع فوق تخوم الوادي ؟