من نحاسب ......
جميلة ....... أو هكذا يفترض أنها كانت قبل سنوات تعد على أصابع اليدين ، ما زالت في بداية العقد الثالث من العمر ومع ذلك تبدو شاحبة تجر أذيال خيبتها التي لم يكن لها يد مباشرة في صنعها ،قصتها تترك في الحلق غصة بحجم المأساة التي تعيشها منذ كانت زهرة متفتحة في بداية ربيع عمرها .
بدأت قصتها عندما تزوجت في نهاية مرحلة الطفولة ممن رشحه الأهل لها ليكون شريك لحياتها ووالد لأولادها إن كتب لها الإنجاب لاحقا ، تزوجت فرحة كما عادة الفتيات في هذا العمر ، حيث الفرحة بالفستان الأبيض تفوق الفرحة بوجود العريس بحد ذاته !!..كان عش الزوجية مشترك مع أهل الزوج ، مضت أيامها الأولى والأشهر الأولى كأي زوجة تعيش في منزل أهل الزوج ، لم يحصل حمل في الأشهر الأولى للزواج ، بدأت الأسئلة تطرح بصوت عالي ومحرج .. ألست حبلى ؟؟!! .. بدأت بعدها رحلة الأطباء ، كان الجواب أن احتمال الحمل عندها ضعيف ، فهي تعاني من مشكلة ما ، انقلبت حياتها لجحيم ، لم يستمر طويلا فقد صدر الأمر بوجوب الطلاق والبحث عن أخرى قادرة على الإنجاب ، عادت تجر أذيال خيبتها لمنزل الأهل ولكن بثقل تم تقبل عودتها وهي التي تحمل مصيبتين لا واحدة ..يا للهول ..مطلقة وعقيم .
بين ازدراء الأهل لعودتها ورغبتها بالخلاص من هذا الوضع ، تم تزويجها لأول طارق باب يبحث عن عروس لا تنجب ، فلم يكن بحاجة للأبناء وإنما أراد زوجة له وحده فقط ..فقد كان عنده زوجة وأبناء ..للمرة الثانية تقع في فخ القدر ، فقد كتب الله لها أن تحمل من الزوج الثاني ، وهنا تتكرر مأساتها بشكل معاكس تماما لما أرادت ، فرحت بالحمل رغم معرفتها بالعاقبة الوخيمة التي تنتظرها ، وصممت على إنجاب جنينها ، دفعت الثمن بالحصول على لقب مطلقة مرة أخرى وهذه المرة لأنها أنجبت !! وليس لعدم مقدرتها على الإنجاب .
عادت تجر حملها وخيبة جديدة بلقب مطلقة للمرة الثانية ، كان استقبال الأهل لها يفوق ازدراء المرة الأولى بدرجات ، الأم لفظتها وباتت تعاملها كما لو كانت مجرمة ، الأخوة ليسوا بأفضل حال هم ونسائهم ، باستثناء أحدهم كان يساعدها ماديا لا غير ، بقدر ما تسمح فيه الظروف ، هربت للمرة الثالثة وهذه المرة مع طفلها الصغير لزوج يبحث عمن تعد له الطعام وتقوم على خدمته ، وافقت رغم أن العريس الجديد لا يغري وضعه بالأمل في حياة هانئة ومريحة ، وكان شرطها الوحيد أن يكون طفلها معها ، وافق الزوج على شرطها وانتقلت لبيت الزوجية ولخدمة الزوج مقابل إيواءها وطفلها في كنفه وعلى نفقته الخاصة ، بدأت المشاكل مبكرا جداً ، فقد كان الزوج من الزوار الدائمين للسجون ، وبدأ يفتعل المشاكل معها لتترك الطفل أو تقوم بتسليمه لأبيه الذي أنكره منذ البداية ، توالت أيامها السوداء ، ووصلت لمرحلة الطلاق من الزوج الثالث ، وحصل ما كانت تمنى نفسها بأن لا يحصل وطلقت ، هنا حصل ما لم تتوقعه أو يتوقعه أحد من معارفها ، رفضت والدتها عودتها للبيت تحت أي ذريعة كانت ، وكذا فعلت نساء إخوانها الذكور ، وهنا وقعت في وضع جديد عليها ولم تعتده من قبل ، وكيف ستكون أمورها وهي التي لا تعرف أي عمل لتقوم فيه لإعالة نفسها وطفلها ، ساعدها أخيها على استئجار سكن لائق وكان يتكفل بدفع الأجور ويقدم لها مبلغ لتعتاش منه هي والطفل ، لم يكن كافيا ولكنه أفضل من لا شيء ، وكان يحثها على البحث عن أي عمل يساعدها لتحسين وضعها المالي والعيش بهدوء .
هذه قصة لامرأة حقيقية تحاسب على ذنوب لم ترتكبها ....تحاسب من منطلق عادات وتقاليد نحن من وضعها ورفعها موضع تقديس حتى باتت هي قبلتنا للحكم على البشر وخاصة على النساء كونهن الحلقة الأضعف في مجتمع عربي بات ضائع بين ما ورث من عادات وبين تلك الحداثة الظاهرية .
فلنكن رحماء قبل أن نحول المرأة لمجرد وعاء لتفريغ النزوات أو مجرد حاضنة للأجنة إن لم تفلح في هذه المهمة ولا تلك أقمنا عليها الحد ووأدنا مشاعرها وروحها وأبقينا على جسد منهك يطلب الخلاص والراحة من رب العالمين .
نشرت في مجلة الفصول الأربعة
هل هو الجهل والتخلف وراء كل ذلك
أم العادات والتقاليد التي فرضها المجتمع
ماذنبها
علينا ان نبدأ بالحساب من الدولة الى المجتمع الى الأهل فالكل مشارك في هذا
فلو كان للمرأة حقوق وضمانات لما وصل بها الحال الى حد الأستجداء او بيع نفسها لمن لا يستحق من أجل حمايتها
ما ذنبها في كل ما حصل
انها ضحية
متى يشعر الجميع بأن المرأة أنسانة
وكيان
وليست فقط مكان لتفريغ اللذة
أنسانة عندها مشاعر وأحاسيس وحقوق
(ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا *ونحشره يوم القيامة أعمى*قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا* قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تُنسى)
هذا هو حال من هجر الكتاب واتبع ما وجد عليه آباءه
ما دام المسلمون متحجرين على فقه العصر العباسي ويعتبرونه (ما عُلم من الدين بالضرورة) فسوف يسوء حالنا أكثر وأكثر
لا أريد أن أزيد أختي الغالية رائدة لئلا تُفتح علي طاقة من الجحيم .هههههههههههههه
محبتي
(ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا *ونحشره يوم القيامة أعمى*قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا* قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تُنسى)
هذا هو حال من هجر الكتاب واتبع ما وجد عليه آباءه
ما دام المسلمون متحجرين على فقه العصر العباسي ويعتبرونه (ما عُلم من الدين بالضرورة) فسوف يسوء حالنا أكثر وأكثر
لا أريد أن أزيد أختي الغالية رائدة لئلا تُفتح علي طاقة من الجحيم .هههههههههههههه
محبتي
من يجرأ على أن يفتح عليك أستاذ محمد سمير باب جهنم
وأنت والله أصبت كبد الحقيقة
حينما أعرض الكل عن الكتاب وما جاء به وبسنة محمد صلى الله عليه وسلم
الذي فاضت روحه الطاهره وهو لا زال يردد ( استوصوا بالنساء خيرا .... )
فإلى الله المُشتكى ... وهو من سيحاسب من ارتكب تلك الكبيرة بحقها وحق الكثيراااااااااااات أمثالها ..
أشعر بالخجل كلما تذكرت
أن هناك إمرأة من بلد الحرمين استنجدت بأوبرا لتشفع لها برؤية ولديها عند ((( طليقها )))
فحسبي الله ونعم الوكيل ...
تحياتي وعفواً للإطالة ...
أهلا بك تهاني وبرأيك الجميل
نعم الظلم قد يقع من المرأة على المرأة نتيجة جملة من العادات والتقاليد التي كبلتنا منذ زمن طويل
منذ اختزل البعض النظر للمرأة على أنها متاع قد يتم تغييره في أي لحظة
نحتاج للتغيير ونسعى إليه بكل قوة ولكن الطريق ما زال في البداية
والمجهود المطلوب جماعي ويبدأ من المرأة الأم في البيت أيضا
أشكرك على مرورك المثمر
مودتي