ياموطناً إذ كنت يوماً روضةً كان الربيع وكانت الأحلامُ = والكونُ قلبٌ واسعٌ بسّامُ تزهو بهِ الأيامُ روحاً غضَّةً = أبداً كما تروي له الأيامُ والأفقُ مبتسمٌ بفيضِ لطافهِ = ذاكَ الرُّواءُ وتلكمُ الانسام دنيا وقد ملأ الوجودَ بحُسْنِهِ = والكائناتُ بسحرهِ هُيّامُ والغابُ مملكةُ الجمالِ بطُهْرهِ= ينبثُّ منها للحياةِ سلام والطائرُ الغرِّيدُ يُنْشدُ صادحاً = بالحبِّ، يغمُرهُ هوىً وغرام والزهرُ يُنصِتُ والفراشُ لشدوهِ = في نشوةٍ وكذلك الآجام أمِنتْ برقّتهِ النفوسُ ولم تزلْ = في بهجةٍ وتسرُّها الأحلام ولقد قضى الخلقُ الغفيرُ عِهودَهُ = بالحبِّ يحيى والحياةُ وئام فانقضَّ غولُ الأرض مضطغناً بهِ = ما فيهِ من رَوْحٍ فراحَ يُضام يبلي بسوط الظُّلم في شرعٍ له = تَخذَ الأنامَ كأنهم أقزام حتى وقد باتَ الوجودُ بظلمهِ = نوراً يبدِدُهُ دجىً وظلام *** = *** ارضُ العراقِ ومنذ أحقابٍ مَضَتْ = بلدٌ يُسامُ الضيمَ ثمَّ يُسام والشعبُ قد ألِفَ الهوانَ لِشقوةٍ = من سوءِ ما جاءتْ بهِ الأحكام كانت عيونُ الطامعينَ لمجدهِ = فلمجدهِ دونَ الملا إعظام شنأوا بهِ تاريخَ عزٍّ حافلٍ = بالمُكرماتِ يسودُها الإقدام كانت دعاواهم صلاح َشؤونِهِ = ولهم سياساتٌ بها ونظام لم يشهدِ التاريخُ أنَّ طغاتَهُ = يوماً سطوا،يقتادهم إكرام حتى غدَت ارضُ السوادِ خرائباً = والشعبُ مُرتَهَنٌ ، عَصَاهُ حُطام لكنها صبراً دعاةَُ صلاحِنا = هيهاتَ أن تمضي بنا الأوهام قد أرسلوها مثل صاعقةِ السَّما = أبناءُ دجلة َوالفراتِ وقاموا من قبلِ تسعينٍ خلتْ بغزاتِهم = إذ الحقوا الموتَ الزؤامَ وساموا *** = *** ومضى العراقُ على القيام بشأنهِ = رَدْحاً وأسبابُ القيامِ قيام حتى إذا آلتْ دعائمُ أمرهِ = ما بينَ رجعيٍّ هواهُ عُقام أو ثلَّةٍ قد آثرتْ بقيادِهِ = فخرا وأن يُطرى لها الإعظام غَدَتِ الحقائقُ لم تجدْ لِسنادها = عدلاً فقامَ مُقامَها الإبهام إذ أصبحَ الأذنابُ فيه أرؤساً = وأصابَ في الطبعِ العراقَ كَهام فلقد رَمَوا بالضعفِ قوة عزمهِ = والحقُّ قد قتلوهُ فيه وضاموا وطَمَتْ خطوبُ الشعبِ بعدَ سياسةٍ = للقهر سادتْ ، والبلادُ ضِرام حتى غدا الشَّعبُ الصريخُ لنجدهِ = العُربَ يندبُ فالصروفُ جسام شكوى يردِّدُها على عهدٍ بهم = أنّ العروبةَ فيهم استحدام أن العروبةَ باللاُلى أسلافِهم = بالفتح عُلَّق حزمُهم ، إقدام لكنما عربُ الحضارةِ ، شرقُهم = أو غربُهم ، واحسرتاهُ نيام وجبينُهم لم يندَ عن رحِمٍ لهم = ولقد تنادوا ، والقلى هدّام صرموا بأهل الرافدين تغاضياً = عن حقِّهم ما غاضهم إسلام حتى غدتْ أرضُ العراق فريسةً = للطامعينَ وهم لها قد حاموا جاءوا من العهد السحيق يجرُّهم = لجهالةٍ غلٌّ بهم وسِمام تالله جاؤوا في قديم ضلالِهم = ونسُوا بهم يوماً أطاح حِمام *** = *** يا موطناً إذ كنتَ يوماً روضة = تحوي الورودَ وظلُّها نسَّام قد حَكَّم الطاغوتُ فيكَ بكرَّةٍ = وكذا دعاواهُ بها الأحلام فسلاحُهُ في كلِّ كرٍّ مكرُهُ = وجنودُهُ التدليسُ والإيهام إنَّ ابنَ صهيونَ اللئيم وقد عدا = لم يستقم ْعهدٌ لهُ وذمام لكنَّما صبراً أيا وطنَ الابا = ليست تهمُّ حياتَنا الآلام ًمن ثقَّفته نوازلٌ إمّا عَدَتْ = جَلدٌ ، إذا لقيَ الردى ، بسَّام وَلنطلبَنَّ الحقَّ رغم إسارهِ = في النقع إذ اجَّت بنا الأفهام فاسمع صليلَ البيضِ حان أوانُها = عمّا قليلٍ تشهدُ الأيام