ضمير يستيقظ!

من موسوعة الثقافة العالمية



ضمير يستيقظ
يروى عن هنريك جوهان إيبسن الشاعر والكاتب المسرحى الشهير أن أحد أصدقائه من كبار رجال السياسة فى الحكومة النرويجية ائتمنه يوماً على سرٍ خطير يتعلق بالضرائب الجديدة التى ستفرض على سلع معينة بمناسبة تقديم الميزانية الجديدة للبرلمان ، وطلب إليه ألا يبوح به لأحد .
ولكن إبسن ما كاد يخرج من بيت صديقه حتى التقى بطريق الصدفة بصديقٍ آخر له يعمل رئيساً لتحرير صحيفة كبرى بمدينة أوسلو ، العاصمة ، واستطاع الصحفى بمهارته أن يستدرج إبسن في الحديث وينتزع منه أسرار الميزانية الجديدة انتزاعا . وامتد الحديث بين الرجلين حتى اكتشف الكاتب النرويجى أن القطار الذى سيقله للريف فاته فاضطر إلى الذهاب إلى أقرب فندق ليبيت فيه ليلته . ودخل إلى غرفته لينام ولكن النوم هرب من عينيه وعاد ليضئ النور فإذا به يقرأ فى لافتة صغيرة فوق سريره: " إذا لم تستطع النوم فلا تلومنّ الفراش ، فهو فراش وثير ، حاسب ضميرك أولاً وتأكد أنك لم تفعل شيئاً يسئ إلى أحد !! "
وتذكر إبسن قصة السر الذى أؤتمن عليه وأفشاه فأسرع يرتدى ملابسه وقصد فوراً إلى مكتب صديقه الصحفىّ وراح يرجوه ألا ينشر شيئاً مما سمعه منه . فقال له رئيس التحرير: " صمتى الذى تريد يكلفك مبلغاً يساوى عشرة آلاف دولار ."
ولم يتردد الكاتب النرويجى لحظة واحدة . أخرج دفتر شيكاته وحرر شيكاً بالمبلغ ، ثم عاد مسرعاً إلى غرفته بالفندق لينااام !!

لافتة هذه العبرة..
بوركتم أيها القدير
محبتي

مرور صديقى الشاعر ألبير يعطى المقال رونقا وألقا .

ياله من موقف أليم
أحيانا يفقد المرء السيطرة على لسانه ويبوح بما لا ينبغي قوله دون قصد
طوبى لمن ملك زمام الإرادة
اختيار قيّم رفدتنا به كما دائما
كلّ البيلسان

أحسنتم الاختيار

بورك الشاعران هديلٌ والدكتور أسعد لمرورهما وتشريفهما لهذه القطعة القديمة جدا ، لا عدمنا قلميهما .