ما زال أمر الزمن يؤرقنى . هل هو سر الدنيا والآخرة . الدنيا عُرف أمرها . فقد سُميت بالدنيا لمرور الزمن فيها . ومن أسمائها "الفانية" .أى المنقضية أو المنتهية أو التى لا تدوم . والزمن يمر على الجميع ويمر إن كان حلوا أو مرا . يقول علماء الفيزياء إن الزمن شيئٌ نسبى . أى أن شعورنا به ليس هو نفس الشعور عند كل إنسان فى أى ركنٍ من أركان العالم . وأعنى بالشعور بالزمن الإحساس بطوله أو قصره . طول الزمن فى الدنيا دلالة على أننا لسنا سعداء ، والعكس بالعكس . فالزمن فى السجن تسمع فيه زجر السجان لك ليس كالزمن فى حديقة غناء على نهرٍ جار تسمع فيها تغريد الطيور . وعلماء الفيزياء يقولون بأنك لو سافرت على مركبة فضائية تسير بسرعة الضوء فإنك ستحوم فى الفضاء الخارجى ساعةً ثم تعود إلى الأرض لتجد أن ابنك الصغير قد صار شيخا هرما يمشى متكئا على عصا . يا للهول ! . إذن زمن الدنيا شيئٌ مفصّل لنا كالقماش يقيسه لك تاجر الأقمشة فيعطيك مترين أو ثلاثة أو أربعة بحسب طلبك . إن زمن الدنيا على كوكب الأرض ليس هو الحقيقة الثابتة . بل هو شيئٌ تم ضبطه عن قصد . فعمر الإنسان بالكامل يمكن أن يقضيه مسافرٌ بمركبةٍ فضائية تسير بسرعة الضوء فى جولةٍ قصيرةٍ بين النجوم . إذن يا - إخواننا - الدار الآخرة عالمٌ آخر يختلف تماما عن عالمنا الدنيوى . ستكون هنالك تبدلات فيزيائية كونية كبرى تلغى لدينا قيمة الزمن إلغاءً تاما . والاية القرآنية تقول " يوم تُبدّلُ الأرض غير الأرض والسموات.." وفى ذلك إشارة إلى زمن الدنيا كان للدنيا فقط ولم يعد له أى قيمة أو وزن فى العالم الآخر . بعد هذه التأملات صرت لا أندهش عندما أمرّ بعبارة " خالدين فيها " المتكررة فى القرآن الكريم . وصرنا أقرب إلى فهم الحديث القدسى " فيها ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر " . فإن أعيننا وآذاننا وقلوبنا اعتادت فى الدنيا على أحداثٍ كلها محكومة بزمن الدنيا ولم تشهد قط أمورا لا تخضع للزمن الدنيوى ، إن ذلك لشيئٌ عجاب !
تأملات عميقة تستحق الوقوف عندها مليا
الوقت لغز محيّر حقا وله أبعاد لا تدركها عقولنا القاصرة
وأظننا نستطيع أن نتحكم به من خلال ما نقوم به أثناء اليوم
لاحظت أن الأجهزة الذكية تسلبنا أعمارنا دون أن نشعر
بعكس حياة القرى التي لا تملك الإنترنت تكون أيامها طويلة جدا
خاصة أنهم ينامون ويستيقظون في الأوقات الصحيحة
طرح الله البركة في أيامنا ووفقنا لما يحب
شكرا للموضوع الأكثر من رائع
تحية تليق