المادة الصلبة ليس بالضرورة أنها كانت مادة صلبة على الدوام . إنها قابلة للتغير . يمكنها أن تكون فى حالة سائل . ويمكنها أن تكون فى حالة غاز . وعندما ننظر إلى الجبال الشاهقة لسنا ملزمين بالظن أنها كانت هكذا منذ الأزل . نحن جئنا إلى الأرض منذ زمن محدود . ولم نكن هنا ، طبعا ، وقت تكوّن الجبال . لقد جئنا ووجدنا سلاسل الجبال كما هى . فلا بد وأنها سبقتنا إلى الوجود بملايين السنين . ولو أتيح لها أن تتكلم وتحكى لنا متى وكيف جاءت إلى أماكنها فى الهند وأمريكا الشمالية والجنوبية وتنزانيا والقارة القطبية وكندا وافريقيا..إلخ إلخ لصرحت بأنها كانت فى القدم نيرانا مضطرمة وأنهارا تسيل وتقذف بالحمم وأن السلاسل الجبلية التي نراها إن هى إلا تجعدات من الحمم والنار والجمر السائل تُركت ملايينا من السنين تبرد درجةً درجة . وكلما بردت تماسكت وتلاحمت ببعضها البعض حتى صارت صلدا تطأ الأرض وطئا لا تهتز معه ولا تتحرك من تحتها قيد أنملة . وحتى التراب والرمال التى فى السهول والبرارى والوديان بجانب الجبال لم تكن هكذا منذ الأزل . بل هى أيضا كانت أنهارا وبحارا من حمم معدنية تغلى ثم تُركت تبرد عبر ملايين السنين . ولو قبضتَ منها قبضةً بيدك وفحصتها لوجدتها أملاح معدنية مختلفة من الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والفوسفور والمغنيسيوم والكلور والزنك والحديد والكبريتات والبيكاربونات..إلخ إلخ . ولو قرأت القرآن لوجدت الآية الكريمة " وجعل فيها رواسى من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام سواءً للسائلين " . أليست الجبال رواسى ؟ أليست الهضاب والسهول والوديان تربة غنية بالأملاح والمعادن المختلفة فإن زرعتها أنبتت لك من كل زوجٍ بهيج ؟
هذا الكوكب لذي نعيش عليه ومنه نقتات سخّر لنا فيه كلّ اسباب الحياة...
قال تعالى:"وَاللَّهُ أَنْبَتَكُم مِّنَ الأَرْضِ نَبَاتًا ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ بِسَاطًا لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا) [سورة نوح: ١٧-٢٠].
قد روى الطبري عن سعيد بن جبير قال: أتى ابنَ عباس رجلٌ فقال: يا أبا عباس أرأيت قول الله تبارك وتعالى: (فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ) فهل تبكي السماء والأرض على أحد؟ قال: نعم، إنه ليس أحد من الخلائق إلا له باب في السماء منه ينزل رزقه وفيه يصعد عمله، فإذا مات المؤمن وأُغلق بابه من السماء الذي كان يصعد فيه عمله وينزل منه رزقه بكى عليه، وإذا فقد مصلاه من الأرض التي كان يصلي فيها ويذكر الله فيها بكت عليه
شكرا لهذا الطرح القيم اخي الكريم
إنه الكوكب الحى ، منوبية . ولو لا أهميته القصوى وعظم شأنه لما ساواه الله بالسموات جميعا . فالأرض تُذكر في القرآن كإحدى كفتى ميزان والسموات كلها في الكفة الأخرى فيقال " السموات والأرض " . شكرا على تعليقك الرقيق .
يا لروعة الخالق وتدبيره المتقن الذي مهما شكرناه عليه لن نفيه حقّه
الجبال تتكلّم فعلا إلاّ أننا لا نفقه كلامها
هي ليست جمادا كما نظن.. هي تتحرّك وتنمو أيضا فقد قال تعالى:
(إنا سخرنا الجبال معه يسبّحن بالعشيّ والإشراق) وقال أيضا:
(إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنّه كان ظلوما جهولا)
شكرا لهذا التفكّر البديع
مودّة بيضاء
كيف تكوّن وجه الأرض التى تُقلنا ؟
===================
فلنفتكر فى الأعصر الخالية . كتل صغيرة نتأت على سطح الاوقيانوس النارى فأصبحت جزرا صغيرة اتحدت مع بعضها البعض فتكوّن من مجموعها ارخبيل ، وضغط الغاز على القشور الرقيقة مما جعلها فى اضطراب وعدم راحة . كانت الاهتزازات متوالية فى الأماكن المتجلدة من القطعة النارية وذلك إلى اليوم الذى انتهى البرد به من عمله حيث تكونت تلك المواد الصلبة وتولدت الجزر منها نظرا لشدة الكثافة حصلت أمطار نارية . وانحدرت الأنهر المعدنية من سفوح الجبال وتجمعت فى الأودية إلى الوقت الذى لم يبق به للحرارة الداخلية منفذ تنفذ فوجدت حينئذ غازات ماعت . ابتدأ آنئذ التخطيط القانونى واخترقت المياه المعدنية الجبال وجرّت معها المواد الأرضية كالكربونات والحوامض والأملاح على اختلاف أنواعها وكوّمتها كوَم متتابعة . وكان مجرى المياه بخط أفقى ثم انحرف لتسلط القوة الأرضية الداخلية عليه من هذه الكتلات المتراكمة على بعضها . فليتنحّ الفلكيون عن هذا البحث المهم جانبا وليدعوا ذلك إلى علماء طبقات الأرض ( الجيولوجيين ) .
لو قُدّر للجبـــــــــال أن تتكلــــــــم
العرض العادي
