اعتني بِ معطفك جيدا في غياب مشاعرك عني، و انشغالك باخريات..! أَعتني به جيدا.. لاني اعلم انك سَ تعود مرتجفاً..!
{ما كل ما يتمنى المرء يدركه } ليت شعري لو ادرك في احيان كثيرة .. ما تعني تلك العباره.. ما كنت يوماً لأنتظر شيئا مستحيلاً.. قط .!
لحظة عبور الغيم في قلب السماء، أطيل النظر للافق البعيد.. لِ يهبط تساؤل مكسور؛ كيف استطعت ان تُلبس غيري كلماتك؟؟؟
في مرآة عملي اليوم، امرأة ثلاثينية.. قد اعرفها.. تتململ من نظري إلى وحدتها.. وتراقب انفعالاتي بِ سخرية.. حتى نفد صبرها صارخة في وجهي؛ استديري واحضري لي مستحضرات التجميل يا شاحبة..! ابتسمت وانا كنت أظن اني لن استخدمها يوماً..!
شكراً لأنك اخترت الغياب عن هذه الصفحة .. شكراً لانك لم تعد موجوداً هنا .. وأخترت ال هُناك ، لِ ترتكب جريمة قتلي بداخلك .. والبست مشاعرك امرأة اخرى .. وما عدت تعرف كيف تعيد احياء كلماتي اليك .. نسيت ، ضمن ما نسيت أين تضع قلبي .. وبأي حداد كانت عيني .. وعلى أي ذكرى أتوكأ لِ أكمل يومي بِ أقل ألم ..! ،
على نافذة ذكرياتنا ، تركت بعضي يلتقط انفاسه لِ يستريح .. لعل الذكرى تعيد بعض مما فقدناه ، وحديثي عنها يهدأني ، لكن الليل كان يمضغني سهاداً ، ويفتش في الروح عن اقراص النسيان المهدئة لِ يبتلعها ، ويتركني على خاصرة البوح احتضر ..!
أقل الاشياء باتت تخنقني .. أصبحت انا والاحلام ، في مهب الريح .. وقلبي مُتعب ، لا يجرؤ على ان يفسد صورتك في مخيلتي .. هل من الممكن ، أن تتوهج من جديد .. فَ اراك ثانية في خيوط الشمس .. أو في النجوم ..! ثم يعود الي بعدها هدوئي .. ويتشقق في روحي ضوء ، يتسع لِ حلم آخر .. يجمع شتات الغياب ، في لقاء يولد من الصباح .. وتحدثني فيه عن الربيع في مُدن الضباب .. وحُمرة المغيب ، وأنعكاسها على ملامحك .. وغفوة البنفسج على شرفات نافذتك .. ألن تأتي من ظهر الغياب ، لِ تُسمعني اسمي بِ صوتك ..؟ ، عُد .. فاني تعبت من التردد في ممرات الماضي ، في البحث عنك ..!
انه عامنا العاشر يا صديقي .. يحتاج منا ان نهيء له احتفالا يليق به .. وأن نصنع له وجوهاً بِ ملامح تشبه الذكرى الاولى .. لكني أعلم بانك سَ تصمت مجدداً ، بِ أناقة سَ تجعلني أكثر تمسكاً ببعض ما تبقى منا .. بدءاً بالذكريات القديمة التي سَ أستر بها جراحي الغائرة .. مروراً بِ الكؤوس الفارغة التي سَ أصب فيها وعودك المنسية .. والاغنية التي سَ اخلق بها ضوضاء ، يزيل فوضى ما لا اريد قوله .. ثم .. لن أجعلك ترى دموعي في عامنا العاشر .. ووجع قلبي وضعفه .. سَ أحضر قالباً مليئاً بِ اللامبالاة وأغرس فيه عشر أصابعي .. لِ أطفئ أشتعالها الذي اطفأك يوماً .. وبعدها أغمض عينيك ، وتمنى لي ما لم أستطيع أن افعله كل هذه السنين .. أن أنسى ..!!
كتب لها في دفتره ذات سهر .. كيف تصنعين في غيابي ؟ كيف تتقين البرد الذي بين اصابعكِ دوني ، وكيف تصنع النجوم المنسية في سماء ليلكِ الحزين ، و الصفاء في مساءاتنا التي خلت ، أما زال القمر يراقب من خلف ذات النافذة ..؟ كيف تقرئين ، تبتسمين ، تهمسين في أذن الليل اسراركِ الصغيرة .. أما زلت تحتفظين بأوراقنا القديمة ، و هل ما زالت الورود على طاولتكِ .. اما زلت تشربين فنجان القهوة مراً كما عهدتكِ ، و طيفي في مخيلتك ، هل ذهب ألقه .. اما زلت تتساءلين بأي وقت أخلد للنوم ، و اي وقت ابتسم ، و متى أبكي ، و متى أصمت ، بأي سؤال من تلك الاسئلة سأبتدأ كي أنتهي ، و انت تعودين لتتسللين خلف نافذتي ، ف تتساءلين ..؛ هل ما زلتَ تذكرني ..؟
من حسنات الصمت ، انك تستطيع محادثة روحك لحظة ألم .. لحظة حنين ، لحظة ثقة مطلقة حين تدرك حقيقة انه ما من غائب هناك لن يعود ..! حين تكون وحدك من يعيش الامل ، والألم .. لحظتها تكون قادراً على ان تجلس على كرسي الانتظار طويلا .. وتكون في طابور البؤساء ، في طابور الاموات ، والاحياء معاً.. عندما تشعر انك منعزل عن كل فكرة تواسي حزنك .. عندما تشعر بان الهواء الذي يعبر رئتيك يخنقك بِ شدة .. فَ اعلم انها ضاقت عليك الخيارات .. وضاقت عليك دائرة وهم الانتظار التي كنت تواسي حزنك بها ، وغيابهم .. حينها سَ تدرك انك لا تقوى على تحمل مشقة فقدهم ، والانتظار ..! ،
صباح كسول يتثاءب بِ ثقل .. وعلى مكتب عملي اليوم ، كوبان من القهوة .. الأول لي ، والثاني لِ انقطاعك الذي طال ..! كي لا اسمح لِ جيوش الشوق ان تقتحم قلبي ، فَ يخذلني حضورك من جديد .. أتذكر بيتنا الصغير،؟ كوخنا الذي جمعنا ذات صيف .. كم استغرق منا وقتا طويلاً ونحن نرتبه .. وزوارق اشواقنا التي ابحرت بنا ، نحو بحيرة لا احد فيها سوانا .. قطفنا فيها اجمل الورود .. واعتصرنا من فاكهة الحب ما يُسكر ..!