قدرة الله المطلقة ياخوانا ليست فى خلق الأشياء العظيمة الضخمة فقط . يعنى مثلا إذا رأيت كوكبا عملاقا ، مثل المشترى ، طبعا ستتعجب من قدرة الخالق على بناء مثل تلك الكرة الهائلة من صخورٍ وترابٍ وجبال وبراكين ووديان..إلخ وكيف جعلها مستديرة بذلك الشكل وكيف ..وكيف ؟ لا أحد يسطيع أن يغالطك فى صنع الخالق له منذ ملايين السنين !ولو كان أكبر الخواجات .. ولو كان أكبر الفلاسفة والعلماء ! لا تخش منهم.. إنهم نمورٌ من ورق ! فالمادة أمام أعينهم .. كرة مستديرة يراها الأعمى..قطرها 139820 كلم ، هل بنت نفسها ؟ لا بد من بناء..وهو خالق الكون فى هذه الحالة . نتيجة منطقية لا مفر منها . فالحالق ذو قدرة مطلقة . ولكن قدرته المطلقة ليست فقط فى الأشياء الضخمة ! هنالك أشياء ليست ضخمة فى الحجم ، ولكنها صعبة فى الكيفيه ! من الممكن أن تحصى كم مرة يسافر فردٌ ما من القاهرة إلى الاسكندرية مثلا .. ولكن الله يحصى كم مرة عمل ذلك الفرد حسنةً ، وكم مرة عمل سيئة ؟ ولا ينسى أن يكتبها له فى كل مرة ..يكتبها له منذ بلوغه سن الرشد وحتى مماته . هل تتذكر حسنةً عملتها ذات يومٍ قبل عشرين عاما ؟ أو سيئةً عملتها ذات يومٍ قبل عشرين عاما ؟ هنالك أشياء صغيرة لا يتذكرها المرء حتى فى اليوم التالى لفعلها ، ولكن الله أحصاها وسجلها له فى إمام . القدرة المطلقة التى أعنيها هى أنك لست وحدك فى هذا الكون بل معك بلايين الناس . وكلهم أحصى الله أفعالهم فى نفس الوقت .. فهل تقل هذه القدرة عن قدرة خلق كوكب المشترى بتلك الضخامة ؟ اختلفت نوعية القدرة ولكنها فى الحالتين قدرة مطلقة !