اسم جميل مدعّم بحقائق شبه مقروءة على الأرض وفي الواقع
نرجو أن يحمل الغد أجمل البشريات لكم ولبلادكم .
خاطرة جميلة بليغة المعنى والأسلوب .
مرحباً بك أخي الكريم ثامر ولك تقديري
أيقّنتُ إن للغَدِ تباشير
وَلذلك كان من السهلِ أن أتخطّى سَدفَ العمر
وأن أكسر حاجز الزُهد
بعد أن أصبح المنالَ بين راحَتَي المَيل
والسناء يومئ للروح بالقدوم
حيرتي تكمن بين مكوثٍ ورحيل
كمخاضٍ أوشكَ أن يزول
فعند المساء أعد النفس بالولوج..
وفي الصباح أجهل ماهيّة مايدور
هي تجربةٌ حدثت بالأمس القريب
حين أرتأيت أن أمعنَ في خبايا الغد..
صوبَ قلاعٍ تمتد بلا أمد
تقف فوق هضابٍ يحفها البان
حيث سلَبني الفضول حق الغواية
من التمعن في تفاصيل كونٍ مكتمل..
أسرعت الخطى على الطرفاء
وعلى الجانب ينتشر السرو..
وهو يكايد الشوح بخصره القويم
كان التصوّر خارجا عن المألوف
حين ساورني الإمهال أن أتسمّر..
تحت أغصان الكرز
وقد اختبَأت بين أغصانه الطيور
خشية بَغشٍ متناثرٍ عجيب
بدَت الصورة بصدقٍ..
وهي مايرتجيها البال
وبدَت السماء مبتسمةً..
وهي أقرب للأرض مايكون
طال البصر نحو تلك النوافذ المعلّقة..
على جدران القلاع..
وكأنها المغارات
فهناك مابين رخام الصوامع..
تكاد أن لاتنتهي الحكايات
حيث تمتد الأمنيات مشرعةً لأبعد مايكون
وقد أفحم الأنس الرهاب
واصلت المسير وقد لاحت لي تلك الحصون..
وروازن الدخان
وهناك من فوق السطوح
يقفنَ أميرات السماء..
وكأنهنّ الشموس
عجبي من هذا الحِباء
فمازلت في أول العبور
راودني الشعور بالوقوف عند هذا الحد..
فرغم الألفة والسكون..
أرتأيت التأجيل
فزخم العطاء سلبني الجرأة من مواصلة الطريق
لعلّي سأعود للغد من جديد
حين أكون على إستعداد.
لوحة فنية راقية بمجمل تعابيرها، وما حملت من الصور البارعة التي جاءت من وحي المشاعر الصادقة، والتي اندمجت بروح الواقع، مع ما حمل الخيال من فن تعبيري متقن، جسّد عبره الهمّ العام للأمة وللعراق خاصة، في خيال تأملي ينبع من شرايين الواقع المؤلم، لتكون اللوحة مرآة نبض الكاتب التي حركت لغته بتوافق مع حسه الداخلي والخارجي في بؤرة مترابطة متقنة، من خلال الحلقة التي يعيشها الكاتب في تضاريس هذه الأمة، حيث ينقلنا بلغته المؤثرة لتلقيها عبر الاندماج مع مشاعره، لتشكل دائرة واحدة في عيون الوطن..
هذه التأملات التي تولج لعمق الكاتب عبارة عن طقوس تفكيرية وشعورية يجسدها من خلال تجربته الذاتية والواقعية، في حقل الكاتب وما يحمل من دلالات مختلفة تمثّل عالمه الذي يعكس ما بداخله وتفريغه خارج مشاعره...