أعظَمِ اختِراع قامَ بِهِ أسلافُنا في ميدانِ العُلومِ الرّياضيّة بقلم ألأستاذة/عزيزة بشير
شكرا للرائعة الأديبة عزيزة بشير
************************
ألأرقام الهنديّة: ٠،١،٢،٣،٤،٥،٦،٧،٨،٩
ألأرقام العربيّة: 0,1,2,3,4,4,6,7,8,9
أغـْرَبُ ظاهِرةٍ حَضارِيّةٍ في عَصْرِنا هي:
نُكرانُ العـربِ أوبعضِهِمْ لِأعظَمِ
اختِراع قامَ بِهِ أسلافُهُم ْفي ميدانِ العُلومِ الرّياضيّة وعَمّ نفْعُهُ العالمَ بِأسرِهِ واعـترفَتْ بِهِ كلُّ الأمم وهوَ :
(اختِراعُ الأرقامِ العربيّة) ، وقدِ استَعمَلَها المغاربةُ قاطِبَةً وأهلُ صقلّيّة والأندلس أيّامَ الحُكْمِ الإسلاميِّ لهُما واستعملتْها القارّاتُ كُلُّها وللأسف باستثناء الأممِ العربيّةِ الشّرقيّةِ التي استعملتِ الأرقامَ الهنديّةَ!
(٩،٨،٧،٦،٥،٤،٣،٢،١، .)
وتركت الأرقامَ العربيّة:
( 9,8,7,6,5,4,3,2,1، 0)
ناكِرينَ لجهلِهم أعظمَ اختِراعٍ قامَ بِهِ أسلافُهم العـربُ والمسلمونَ في ميْدانِ العُلومِ الرّياضيّة وعلى رأسهِمُ العالِمُ المُسلِمُ الجليلُ ( الخوارِزمي) الذي اختَرعَها وكذلكَ (الصّفر) ،ظانّين بل مُصِرّينَ على أنّ الأرقامَ الأولى عَربيّة والثانية أجنَبيّة كإصرارهم على (مبروك) بدلاً من ( مُبارَكُ) وتسكين همزةِ الوصل في ابتِداءِ الكلام مع أنّها وَفقَ قاعِدَةِ العرب واجِبٌ تحريكُها!
- وضَع الخوارِزميُّ الأرقام العَربيّة على حِسابِ الزّوايا فمثلاً : واحد بزاويةٍ واحدةٍ واثنانِ بِزاوِيتيْن اثنتيْن وثلاثة يِثلاثِ زوايا وهكذا دَواليك .
-والواقِعُ أنّ هذهِ الأرقامَ العربيّةَ يُسَمّيها أحدُ مؤرِّخي العلومِ الرّياضيّةِ مِنَ الإيطالييّن:" ألمُعجِزَةُ العربيّة "واتّخذها عُنوانَاً لكِتابه .
ــ والصّفر عندَ الخوارزمي ، ليسَ دائرةً فارِغةً ، بل يعتبرهُ عَـدَداً مِنَ الأعـدادِ يمتلكُ قيمةً كبيرةً وَنفعاً عظيماً ، ويقومُ مَقامَ رَقمٍ مِنَ الأرقام التّسعة:
( 9,8,7,6,5,4,3,2,1، 0)
- إنّ العِبرةَ مع ذلكَ ليست في الشّكل وَإنّما في المبدأ الذي بُنِيَتْ عليهِ أشكالُ الأرقامِ العشَرَةِ التي فَكَّرَ في وَضْعِها الخوارزميُّ اقتباساً مِنْ فِكرَةٍ هنديّةٍ طَوّرَها وَرَقّاها وأعطاها شكلَها النّهائيَّ مُنطَلِقاً مِن فِكرَةٍ عِندهُم ::
(بأنَّ الصِّفرَ بما أنّهُ ليسَ فيه زاويةٌ ، فهوَ فارغ ولا يُعَبِّرُ عنْ قَدَرٍ أو قيمةٍ ما) لكنّهُ عِندَ الخوارِزمي يصلُحُ لِتكوينِ العشَراتِ والمِئاتِ والألوف..إلخ
- ولمّا اقتبس الأوروبيّون مِنّا الأرقامَ العربيّة ، كَوّروا الزّوايا كما يقولُ الفرنسيّون ومن هنا يُلاحظ أن كتابةَ الإنجليز لِسبعة هكذا (7) لا يتّفِقُ مع حِساب الزّوايا عندالخَوارزمي .
————————-
رُبّما يُسألُ عن الدّافعِ الذي جعلني
أتطرّقُ لهذا التوضيح لأرقامنا العربيّةِ الحقيقيّة تِلك ،أقولُ :
—هو غيْرتي أوّلاً عليها وعلى تُراثنا العربيّ الذي يضيع مِن بينِ أيدينا لجهلِنا ، ويضيع على الأجيال التي نُزيِّنَ لها الخطأ ونختَطِفُ منها تُراثها هديّةً للغرب.
وَلِمَواقفَ كثيرةٍ أصادِفُها مِنها :
ــ عَبْرَ التّواصلِ الاجتماعِيِّ وفي صفحة (ثَقِّفْ نفْسَك) ، أتَوْا بِلُغْـزٍ للجميعِ؛ لِيُنَشّطوا بِه العقول وللأسف كانَ بالأرقامِ الهِنديّة :
( ٩،٨،٧،٦،٥،٤،٣،٢،١)
وهذا يجعلُ الجميع يعتقدون بأنّها هِيَ العربيّة ويستهجِنونَ الأرقامَ العربيّة الأصليّة حينما يُصادِفونها
وينتقدونَ كاتِبَها بأنّه يقلّد الغرب
ظنّاً بأنّها أرقامٌ أجنبيّةٌ والهنديّةُ هي
الأرقامُ العربيّة!
فلوْ سكتُّ لَحاسَبَني الله ؛ لأنّني كتمتُ المعلومةَ الصّحيحة !
— وكذلكَ مرّةً حين استرجعْـتُ الأرقامَ العربيّة في كتابٍ أراجِعُه بدلَ الأرقامِ الهنديّة ، تبيّنتُ بعدَها وللأسف أنّهم أعادوها ثانيةً للهنديّة ؛ فتأثّرتُ كثيراً ، وَبِصِفَتي أستاذة للغَةِ العربيّة وَأحملُ لواء الدِّفاعِ عَنِها وَأرجو اللهَ في كُلِّ عملٍ أعملُهُ ،صَمّمْتُ على إيصالِ المعلومةِ الصّحيحة تِلكَ للجميع عن أرقامِنا العربيّة التي يظُنّونَها أجنَبيّة وَتَخَلّوْا عنها للأجانب وكَتبتُ عنها في مُؤلَّفَيْنِ مِن مؤلّفاتي:
(أحاجي وألغاز)
وَديوانِيَ الشِّعريّ( ثُنائيّات)حيث نظَمتُ بها شِعـراً أيضاً ؛لأُقرِّبَهاأكثرَ لأمّتنا العربيّة والإسلاميّة والعالمِ أجمع ولِلأجيال ؛ لِتزهو بها وَ خِدمَةً للُغتي وديني وهَوِيّتي العربيّةِ والإسلاميّة وَطَمَعاً في نَيْلِ الثّوابِ مِن ربّ العالمين وَتقديراً لذلِكَ العالمِ الجليل المسلم (الخوارزمي) الذي وضعَها !
يكفي أنّنا طيلة السنينَ الماضية
لم نستخدمها ولم يُخبرنا أحدٌبها !
ويقول لي مُعلِّقٌ لماذا لم نعرف هذه المعلومة إلاّ منكِ الآن؟ ولماذا لم يعلّموها لنا في المدارس ؟
- لِذا وَبعدَ كُلِّ ذلكَ التّوضيح فإنّ أيَّ استِمرارٍ في التنَكُّرِ لِتُراثِنا العربيِّ الخالد بالإصرارِ على استِعمال الأرقامِ الهِنديّةِ هذه ٩،٨،٧،٦،٥،٤،٣،٢،١)
هُوَ جَهلٌ وَجهالة وَإثْمٌ يُرتَكَبُ بحَقِّ تُراثِنا وَأرقامِنا العربيّة وأجيالِنا الحاليّةِ والقادِمة، وعارٌ علينا أن نتركها للغرب وألاّ نتباهى بِها في كتاباتنا !
هذه أرقامنا العربيّة : ( 9,8,7,6,5,4,3,2,1، 0)
- وقلتُ مُلحِقةً بما سلَف ، توصِيَتي وتكملةَ رسالتي باستخدامِ أرقامِنا العربيّة بهذه الأبيات ولو بالتدريج:
فَمُخْتَرِعٌ (لصِفْرٍ)...... قَــدِّروهُ
( لِأرقامِ العَـربْ)،زيدوهُ قَـدْرا!
فَمِن (وَنٍّ .........لِنايْنٍ)ذي لِعُـربٍ (. (9............1)
عـليْكَ بِنَهْجِها فَإليْكَ ذُخْراً !
ومِن(واحدْ ..... لِتِسعٍ ٍ) ذي لِهِنـْدٍ
(١ .... ٩ )
تَبَصّرْ يا أخي ،واهجُــرْهَا، أجْـرا!
ولا تَدَع ِ( الخَوارِزْميَّ) يَغْضبْ
أتُعطوهَا الأجانبَ مَعَهَا صِفرا؟ !
أضَعْتُمْ أرضَـكُمْ مَعَهَـا تُراثٌ
فَهَلْ تُعطُوا الأجانبَ تِلكَ أُخْرى؟ !
عَـليْـكُمْ ذنبُ أجيالٍ ستأتي
إذا لَمْ تَكتُبوهَا، أراهُ فُجْـرا !
تَعِبتُ لأجلِ ذلِكَ ساعِدوني
خُذوها تَكْسَبوا أجراً وَ فَخْراً !
أللهُمّ هلْ بَلّغـْت ؟ أللهمَّ فاشْهَدْ !
ألأستاذة/عزيزة بشير