الوقت ظهر واليوم الجمعة فى السادس عشر من مارس 1945 كنت أسير فى موكب حاشد ضاقت به دروب الأعظمية من ضواحى بغداد . وأكثر هذا الخلق من الشباب الواعى يتدافعون مع جموع الدهماء متسابقين إلى حمل نعش الشاعر الذى غنى بأحاسيس بأحاسيس أمته وهى تتوجع بقيود الاستبداد والاستعباد . وصور لها بقصيده مآسى الجمود وظلمات الجهل . وعبر بألحانه عن نشدانها الحرية والاستقلال والمجد . فى هذه اللحظات ونحن نشيع جثمان معروف الرصافى إلى الحفرة التى كتب على ابن آدم أن يستريح فيها الراحة الأبدية كان يساورنى سؤال ملح :
ما نبغ الرصافى واشتهر إلا ولمح المدركون فى شعره ظاهرتين سجلهما تاريخ النهضة الأدبية الحديثة عندنا..الأولى نصوع الديباجة وشدة الأسر فى النظم وفصاحة الكلم والثانية نزعة التمرد على الظلم وتعشق الحرية مع فهم صحيح لمقومات الحياة . فكيف نحل الظاهرتين فى هذا الفتى ؟ ومن أين تأتيا له وهو من تعلم فى ثقافته وبيئته ؟
يولد النابغة ويولد معه عالمه الخاص فتلتمع مواهبه فإذا هو يرى بعينيه ما لا يراه بنو جلدته ويسمع بأذنيه ما لا يطرق سمع إخوانه وتخترق نظرته آفاقاً وينفذ فكره إلى أعماق سحيقة . وهذه حال تنطبق على الرصافى فقد جدد ديباجة الشعر العراقى وبرز مفكرا جهورى الصوت فى قولة الحق . من بيئة تملكها الخنوع وغشى على قلوب أهليها طغيان الحاكمين بأمرهم من فلول الغزاة والمغيرين .
آخر تعديل سرالختم ميرغني يوم 12-07-2021 في 05:09 PM.
لقد أجاد الرصافي من خلال أشعاره التي كانت متميزة بالشكل والمضمون من وصف مظاهر الحياة التي عاشها شعبه، وبرع في نقل الأحداث التي مرّ بها عصره، سواء أكانت اجتماعيّة أم سياسيّة، وقد امتازت هذه الأشعار بالسلاسة، وظهر فيها اهتمام الشاعر بالقوافي الموسيقيّة وبصياغة الألفاظ.
لقد أجاد الرصافي من خلال أشعاره التي كانت متميزة بالشكل والمضمون من وصف مظاهر الحياة التي عاشها شعبه، وبرع في نقل الأحداث التي مرّ بها عصره، سواء أكانت اجتماعيّة أم سياسيّة، وقد امتازت هذه الأشعار بالسلاسة، وظهر فيها اهتمام الشاعر بالقوافي الموسيقيّة وبصياغة الألفاظ.
شكراًً لكم
================================================
تحية كبيرة للشعراء روح النبع والدكتور أسعد فهما خبراء أكثر منى بالشاعر الرصافى ..