ديمومة الحب
شعر عدنان عبدالنبي البلداوي
ديمومةُ الحُـبِ، نَبعُ الصِدق يرفدُها
ولـلـنـقـاءِ حُـضورٌ ، يزهـو مَـغْـناهُ
والـبَـوْحُ بالــوِد ، لا يحتاج زخرفةً
انْ كـان فــي القـلب إيـناسٌ بـسُكناه
الشوق فــي نبرات الصوت مُـنـبَـلِـجٌ
والطِـيـبُ يُعــرَفُ مـن إذكاء فـحـواهُ
مَن ادعـى الوصل ، إيـهامـا وتَسْـليةً
مهـمـا تــلـوّنَ ، يـبـدو فــي مُـحَــيّـاهُ
فالـحــب ليــس كُلـيـماتٍ يـُـنـسِّـقُـهــا
ان لــم يكن نسْجُـها ، بالـروح مأواهُ
مــا كــلّ مُــبـتسِمٍ تُـرجـى صداقتُـه
كم مِن صديقٍ له ، في الضيق ينساه
انّ الـوِفـاقَ حَـراكُ العـين يـرسِمُـه
انْ اسْــتـقـرَّ , فـيعني القـلب وافــاهُ
لا يصدقُ القـولُ إنْ كانـت مصادرُه
سـوءَ السلوك، ونقض العهد مَـرساهُ
طـيْـفُ الـتأمّـلِ إنْ صارت وســادتـه
فــي طــيّـها وَسَــنٌ ، فالـوَهْمُ يَغـشاه
لا يــركبُ الـموْجَ مَـن يخشى عواقبَه
والـعَــزمُ فــي قــوة الإيـمان مَـسْـراهُ
بعضُ الحُـلولِ اذا سِــيقَـتْ بأمزِجَـةٍ
فالـمــاءُ يسْــمحُ أنْ تـخـتــارَ أصفــاهُ
مَــن زاد في حَجمِه ، سَـدّا لِـمَنقَـصةٍ
فـفــي مَـسـيرتــِه تــبـدو خــفـايــاهُ
إنّ الـمُــبـاهـاةَ فـــي أمــرٍ، دوافِــعُـه
احـساسُ سَــلْـبٍ ، علـيلٌ فـي مُـؤداهُ
مَلامِـحُ الـزيف، تحكيها العيونُ وإنْ
أخفى الــلــسانُ خُـطاهـا فــي زواياه
الـرأي يـخرجُ عــن تــفعيلِ قُـدرتـه
ان ســادَهُ الـوَهْـمُ ، أو شانَتْ مـزاياهُ
تَسْمو المعـاني، إذا الإبــداع رافَـقهـا
ويرتـقي الحَــرفُ ، انْ عَـفّتْ نواياهُ
مــا كلُّ مَـن زَوَّقَ الأسلوبَ، ذو ثِقةٍ
فـفي التجارِبِ ، قـولُ الـفَـصْلِ تـلقاهُ
انّ الـتـشـاورَ يَهْدي صوْبَ اشْـرِعَـةٍ
فـيـهـا الأمــانُ ، إذا حـاطـتْهـا أمْـواهُ
(من البسيط)