نظرية دارون أصبحت الآن من المعلومات الأولية التى يتعلمها التلاميذ فى المدارس الإعدادية والثانوية..ومن النكت الدارجة فى المجلات ومن الموضوعات الشائعة التى تصاغ حولها القفشات الصحفية .
إلى هذا الحد أصبحت مادة يومية مسلية .
ومع هذا فإنها لم تكن فى نظرى أبدا شيئا مسليا . ومنذ قرأت لدارون وأنا أسأل نفسى كل يوم : هل فسر لنا هذا الرجل سر الحياة حقا ؟..وتعالوا معى نتناقش..
ننتظر باقي الفقرة إن كان للحرف تتمة
شكرا أيها العزيز
==============================================
وإلى شاعرتنا هدوولة الدليمى تُخصص الفقرة التالية
داروين يقول ببساطة : إن الكائنات الحية فى محاولتها لأن تتكيف وتتلاءم مع البيئة طورت أعضاءها لتواجه الاحتياجات المتعددة التى تتطلبها تلك البيئة .
الحيوانات التى نزلت الماء نشأت لها زعانف وذيول وخياشيم والحيوانات التى اقتحمت الهواء نشأت لها اجنحة وريش وأجسام انسيابية خفيفة..والحيوانات التى اختارت الأرض لتدب عليها نشأت لها أذرع وأرجل وأصابع .
وهكذا تعددت الأنواع ونشأت تصانيف مختلفة من الحيوانات كل منها مجهز ليواجه بيئته..وتطورت الحياة التى بدأت بخلية واحدة تقوم بكل الوظائف إلى حيوانات عديدة الخلايا راقية متخصصة..ونشأ الحيوان الذى يستطيع أن يواجه بيئته الصعبة المعقدة ويعيش فيها ويصارعها .
وفى أثناء هذا الصراع الطويل كانت الأنواع التى تعجز عن التكيف تموت . وكانت الأنواع التى تثبت صلاحيتها وملاءمتها تعيش . وبهذا قامت الطبيعة بنفسها باختيار الأصلح والأنسب واستبعاد الأضعف والأقل ملاءمة بدون نظر إلى أى اعتبار آخر .
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبد الحفيظ القصاب
إضاءة ضرورية لفكرٍ تعفّن في صفحات الماضي
ننتظر التتمة
تحياتي والمحبة
=======================================
الآن أدعو صديقى الشاعر محمد عبد الحفيظ القصاب ليستمتع بقراءة الفقرة التالية
داروين يقول ببساطة : إن الكائنات الحية فى محاولتها لأن تتكيف وتتلاءم مع البيئة طورت أعضاءها لتواجه الاحتياجات المتعددة التى تتطلبها تلك البيئة .
الحيوانات التى نزلت الماء نشأت لها زعانف وذيول وخياشيم والحيوانات التى اقتحمت الهواء نشأت لها اجنحة وريش وأجسام انسيابية خفيفة..والحيوانات التى اختارت الأرض لتدب عليها نشأت لها أذرع وأرجل وأصابع .
وهكذا تعددت الأنواع ونشأت تصانيف مختلفة من الحيوانات كل منها مجهز ليواجه بيئته..وتطورت الحياة التى بدأت بخلية واحدة تقوم بكل الوظائف إلى حيوانات عديدة الخلايا راقية متخصصة..ونشأ الحيوان الذى يستطيع أن يواجه بيئته الصعبة المعقدة ويعيش فيها ويصارعها .
وفى أثناء هذا الصراع الطويل كانت الأنواع التى تعجز عن التكيف تموت . وكانت الأنواع التى تثبت صلاحيتها وملاءمتها تعيش . وبهذا قامت الطبيعة بنفسها باختيار الأصلح والأنسب واستبعاد الأضعف والأقل ملاءمة بدون نظر إلى أى اعتبار آخر .
ونشأ الانسان فى قمة هذه السلسلة الحيوانية وتفوق عليها جميعها . وحكمها بفضل قدرته الهائلة على التكيف وهى القدرة التى زوده بها جهازه العصبى الراقى وعقله الذى دله على اختراع سبق به كل الحيوانات هو اختراع الأدوات . فالإنسان هو الحيوان الوحيد الذى لا ينتظر أن تتطور ذراعه لتصبح فى قوة الأسد ليصارعه . وإنما يخترع الخنجر والبندقية . وبالمثل لا ينتظر أن ينمو له جناح ليطير وإنما يخترع الطائرة...ويخترع السفينة ويخترع الغواصة..
هذا هو كلام داروين ..
والفقرة التالية مهداة لشاعرتنا هدوولة الدليمى والقراء
وواضح أن الارتقاء والتقدم له فى نظر دارون معنى واحدا فقط هو نشوء أنواع أكثر ملاءمة من أنواع أقل ملاءمة..ونشوء أنواع قادرة على التحكم فى بيئتها من أنواع قليلة الحيلة . إنها مسألة ارتقاء فى القوى المادية لا أكثر ولا أقل..والتطور لا يحكم اتجاهه إلا هذا الحافز الطبيعى وحده .
الحياة تتجه إلى مزيد من القدرة..مزيد من الكفاءة..مزيد من السيطرة على بيئتها .
هل هذه هى كل القصة..أبدا..هناك جانب مهمل تماما فى الحكاية..فالحياة تتجه أيضا إلى الأجمل..فالأجمل..وهذه ملاحظة لا وجود لها فى نظرية دارون..وليس فى كلامه ما يفسرها . لماذا يخرج من عائلة الحمار شيئ كالحصان..أو من عائلة الوعل شيئ رقيق كالغزال..الحصان ليس أكثر احتمالا من الحمار بل هو على العكس..أقل جلدا واحتمالا..والغزال بالمثل..أضعف وأرهف وأقل جلدا واحتمالا..وبالمثل الفراش الملون الرقيق أبطأ وأضعف وأقل قدرة من الزنبور الطنان الغليظ الشكل..والحمام واليمام والطووايس والعصافير الملونة..أكثر رهافة من الصقور والحدادى والنسور .
ونشوء هذه الأنواع لا يمكن أن يفسره قانون بقاء الأصلح وإنما قانون آخر هو بقاء الأجمل .
أجمل فى عين مَنْ ؟
حلقة مهداة إلى شعرائنا القصاب..وهدّوولة الدليمى والسادة القراء
[/COLOR][/SIZE]
إن الجمال قيمة مبثوثة فى الوجود كله..قيمة لا تستطيع نظرية مادية أن تفسرها..
الوجود الميت فيه جمال..والوجود الحى فيه جمال . الذرة فيها معمار وهندسة وتوزيع رشيق متوازن للإلكترونات والبروتونات..والنبات فيه تنوع هائل غنى فى الزهور والعطور والألوان والأشكال الشجرية الساحرة ..دراسة عابرة لأوراق النبات تكشف لك عن تصانيف عجيبة وموديلات لا آخر لها غاية فى الرقة والذوق كأنها رسمت بيد فنان عبقرى .