أوليفر ساكس يطلب ساقا يملكها !!!!!! أوليفر ساكس طبيب بريطاني متخصص في عالم الأعصاب...عاش تجربة تحوّل فيها للطبيب المريض...ويتحدث عن هذه التجربة الشخصية بصورة إنسانية، ينقل لنا من خلالها تطورات حالته، وما شعر به، والمراحل التي مرّ بها في طريقه للشفاء، وأثر ذلك على حياته... وكيف استفاد من تجربته الأولى في تجاوز إصابة ثانية في ساقه الأخرى عام 1984 باقتدار.فبعد تعرضه لحادث أثناء تسلقه لأحد الجبال، تضررت بسببه إحدى ساقيه، وفقد على إثره الإحساس بها رغم عدم وجود سبب مرضي لذلك، بدأ يصف بشغف مشاعره وهو يواجه خطر الموت، ويرصد ملاحظاته وهو يخضع للعلاج، ويصف خوفه وقلقه من فقدان ساقه وهو يفتقد التواصل معها والإحساس بها، فقد تعرّض لنقص إدراكي ففقد الإحساس بها، ونقص عاطفي فقد من خلاله الإحساس تجاهها...ويرينا العالم من منظاره لما تماثل للشفاء وشهد ولادة جديدة وحياة جديدة ومعرفة جديدة أوليفر ساكس يؤمن بأن للعامل النفسي دور كبير في التماثل للشفاء، وأن للموسيقى أثر كبير في مرحلة النقاهة، وأن تعامل الطبيب مع مريضه يجب ألا يقتصر على الجانب الجسدي، بل يجب أن يطال الجانب النفسي والروحي كذلك، وأن العلاقة بين الطبيب والمريض يجب أن تأخذ أبعادا إنسانية أكثر، وله فلسفة خاصة تركز على العلاقة بين نفس الإنسان وجسده... الجزء الأول من الكتاب جذاب وممتع، فالتجربة ملهمة ومؤثرة وفريدة، وقد صاغها بقالب أدبي رغم كثرة المصطلحات العلمية، والتفسيرات الطبية.أما الجزء الأخير فهو يناسب المتخصصين في علم الأعصاب، أو على الأقل المهتمين به والمطلعين عليه والكتاب بالإجمال يستحق القراءة، ويجعلك تدرك عظمة الخالق، من خلال دقة صنعه للإنسان وبخاصة جهازه العصبي.
التوقيع
هناك نظرة تختصر الحياة،،،، وصوت يختصر المسافه،،،، وشخص يختصر الجميع