أيا من تدّعون الحُبّ مهلاً واسمعوا قوليْ
فليس الحب دعوى ذاهب آتي
ولا حتى لملهى عابث هاوٍ
هو الحب الذي أعيا مدائحهُ
بماذا سوف أكفيهِ؟
وسيف الحب في جسدي
يعذّبني وأبغيهِ
وألبس ثوب أحزاني وأبليهِ
وحرّ الجمر لا أدري
بماذا سوف أطفيهِ!
ويمضي ساهما لا شيء يعنيهِ
هو الحب الذي أرخى ،
على دربي ستاراً من لياليهِ
أحادثهُ..يحادثني
أعانقهُ..يعانقني
ويبكيني وأبكيهِ
ولكني برغم الجرح في شوق أغنّيهِ
فهل جرّبتمُ يوماً
لذيذ الحزن في فيهِ
وهل جرّبتمُ يوما
ضياعا في هجير الآه والتّيهِ
وإنّي ساكن فيهِ
ولي بيت بشِعري سوف أعْليهِ
ولي خِلٌ بماء الورد يشفيني
ولي عُمْر سأفنيهِ
على ورق الهوى شِعرا ويفنيني
فيا من تدعون الحب صمتا،
واسمعوا قولي وأنّاتي
من منّا لم يعشقْ يوما
لم يغرق عمرا
لم يكتب سطرا ملتاعا توّاقاً
قد يشفي قلبا مشتاقا
قد يجني شهدا مِغداقا
من منا لم يقطف زهرا
لم يصنع عقدا كي ىُهدى
من منا
لم يُسكبْ عطرا
فوق الكف اليمنى
لم يجري نهرا
فوق الكف اليسرى
عشاقا نبقى
من منا لم يرجع طفلا
في السهل الأخضرْ
يلهو حينا بالشعر الأشقرْ
يدنو من ذاك الثغر الأسمرْ
فالطعم السكرْ
يغدو ظبيا حرا
فوق الشال الأحمرْ
يبني قصرا من موسيقى
من شِعرٍ..من روحٍ..من جوهرْ
يغفوا عصفورا
بين الغيم الدافئْ
عشاقا نبقى
من منا لم يبكي إلفهْ
لم يرحل قهرا
لم يترك خلف التل الذكرى
كي يرجعْ
لم يرجعْ
عشاقا نبقى
نمضي لا ندري
هل نمضي ؟
هل نبقى؟
هل بين الأفكار الجهلى
سؤلا ً لم يُسألْ؟
بالصمت النائي قد ولّى
بالحرف الدامي قد أسرى
أقدار عجلى
تضنينا
ترمينا في بحر يغرقْ
تُعيينا
تُغوينا بالحلم الأزرقْ
تُبكينا
تُشجينا باللحن المشرقْ
تُدنينا
تطوينا في لوح يُحرقْ
أقدار عجلى
أقدار ولهى
لن نرضى إلا أن نحيا
عشاقا..
عشاقا نبقى كي نحيا
هي ذي الفتون أمام عيني
هي ذي السلام على شفاهي
هي ذي الغواية أذهلتني
هي ذي القصائد أطربتني
هي ذي الأنوثة حاورتني
سمراء من وحي الندى
تغفو على صدر الرُّبى
سحرا يغني للدنا
شوقا لرقص فوق أمواج الهوى
ترنو بِلهْفٍ صوب أطواق الجنى
سمراء قلبي قد شكا
لوعا وعشقا مسكرا
طاف الفيافي شاعرا
يشدو بلحن من صِبا
يُحي القلوب القاسيةْ
يثري السنين الباقيةْ
بالعشق أشهى خاتمةْ
إني أيا سمراء روح عاشقةْ
تسمو إلى محراب دلٍّ بارعٍ
عيناك يا كل الأماني الآتية ْ
والنهد زهر يانعٌ
بالحب محترقا شذى
والشَعر جوّاب المدى
هبّتْ نسائمه اللطافْ
فاشتاق ليل واكتوى
قمر بآهْ
آه وآهْ
ما يفعل الشعراء مثلي لو دنا،
وقت اللقاء أينتظرْ
حتى ينال هديةً
هي قبلة تشفي الجراحْ
يرجو بها عمرا جديدْ
تطوي الدموع الهامياتْ
تروي اشتهائي للصلاةْ
في معبد الكلمات قدْ..،
أصبحت للعشاق نورا فاهتدوا
أصبحت للعشاق نورا فاهتدوا
يا سادة الجفاء
من يسمع النداءْ
من يسمع النداءْ
غطوا رؤوسكمْ
اعموا عيونكمْ
يا سادة الجفاءْ
أطفالنا أشلاءْ
أحلامنا
آمالنا مقابر الإعياءْ
من يسمع النداءْ
ترى أصابكم صممْ
يا أيها الغثاءْ
أخوانكم إنّا هنا
نقارع الأنواءْ
نواجه الجنون بالجنونْ
نواجه المجنزراتْ
والطائرات والمسيراتْ
نواجه القذائف العمياءْ
وهذه البوارج العنقاءْ
نواجه العساكر العطاش للدماءْ
يا سادة الجفاءْ
أما بكم رجاءْ
وجوهكم قبيحة مريضة سوداءْ
نفوسكم كريهة بخيلة في منتهى الشرهْ
مجرمة يفوح من كلامكم عفونة وداءْ
يا حسرة على العبادْ
هل ظل فيكمْ نخوة أو عزة أو بعض لا
حتى الحياءْ
قد ضاع منكمُ الحياءْ
بل مات من زمانْ
لا تدعوا الرجولةْ
لا لستمُ أصلا رجالْ
بل أنتمُ ظلالْ
والظل فيكمُ وهَنْ
وهْن على وهْن علا وثنْ
يا سادة الجفاءْ
يا سادة الهراءْ
أقذرتمُ أشعارنا
هل فيكمُ حقا لنا عزاء
يا ضيعة العزاء في الهراءْ