النادل الذي أبدو له مبالغا في اللباقة
كلما ناولني القهوة التي أتعجل في طلبها
أجهز عليها في رشفة يتيمة
كما لو أنها حبة اسبرين
أو قطعة شوكولا بيضاء
ألتقطها على الريق
و لماذا تسألني بما يزقزق لي الفنجان ?!
النادل يضع الطلبية قدر اللياقة
_ ركز معي لم أقل قدر الإمكان_
و كل تفكيره في أن ينصف مجهوده
جيب الحريف بإكرامية معتبرة
دون أن يفكر مثلا في وجاهة الشبه
بينه و بين كلينا
(أنا
و أبي )
.. يداه الضخمتان الفسيحتان
تبرعان في فهرسة الكؤوس حسب عاطفة كل زبون
و في تحويل أكياس السكر النحيلة
إلى قصر يتكئ البحر ...
إلى حبيبة واضحة مثل عين الشمس
إلى أخرى مهما جود الصياد الطعم و النكز
يلتبس على شبكته الإغواء !