الفتنه أشد من القتل
كان لأحد الملوك وزيرا مخلصا, أحبه وأكثر من إكرامه, إلا أن ذلك الوضع قد حفز الغيرة عند أحد الأصدقاء المقربين من الوزير, وراح صديق السوء يفكر في الانتقام منه وقطع الثقة بينه وبين الملك !!
وفي أحد الأيام عمل وليمة فخمة للوزير وأكثر من الثوم في كافة أنواع الأكل الفاخرة, وما أن شم الوزير روائح الطعام حتى نفر وأبى تناول أي شيئ, فاستغرب صاحب الوليمة واستفسر عن السبب فقال الوزير لصديقه :
إن الملك يكره رائحة الثوم فكيف أستطيع الجلوس بقربه؟
وفي الحال اقترح صديق السوء على الوزير أن يضع منديلا على فمه عندما يكون في حضرة المللك !! – وهكذا مرت الخدعة بسهولة وقد شعر الوزير بصحة الحل وأكل من كل الأصناف. وفي نفس الوقت سرب ذلك الحاقد رسالة إلى الملك مدعيا أن وزيره قد قال لبعض زملائه: إن رائحة فم الملك كريهه و تتسرب منه روائح لا تطاق, ولهذا يضع الوزير منديلا على أنفه وفمه عندما يكون بحضرة الملك ليتجنب تلك الروائح !
ضمر الملك ذلك الموقف الشائن من وزيره وأراد أن يتحقق من صحته واستدعى وزيرة فورا بعد تلك الوليمة المشؤومة, وما أن جلس الوزير بجنب الملك حتى أخرج منديله ووضعه على فمه وانفه !
وفي الحال تعصب الملك على وزيره وتأكد مما ورد بالرسالة واصدر امرا بعزله